التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجلة آفاق الأدب ____ إن كنت حقاً تعلم ____ الشاعرة وفاء فواز

إن كنتَ حقاً تعلم ..
عليكَ أن تُشعلَ ثورةَ إعصارِِ لتنفضَ
 غُبارَ الوجعِ عن أضلعي
عليكَ أن تمرَّ على غفوةِِ لتوقظَ  
أحاسيساً راقدة
عليكَ أن تشعلَ بياضَ الورق 
تُشفي كلّ الجراح التي تُؤلمني لتصبحَ 
مجرّد وشمِِ على جدارِ الذاكرة !
إن كنتَ حقاً تعلم ..
عليكَ أن تختلسني بالحُلم وتنتزعني منّي
عليكَ أن لا تدعني أُهاجرُ منكَ
 تُعلّقُ على مِشجبِ النسيان خيباتنا .. تخاذلنا
 طيشنا وعِنادنا الفارغ لأكونَ لكَ المرفأ الأخير
 والوطن الأم !
هيّا ياحفيدَ القمر ..
قبلَ أن تسرقَنا الأقدارُ وتخونَنا المرايا
ونبدو كغصنِِ أخضر ابتعدتْ منه الحياة 
قبلَ أن نُنادي ولا نجد سوى رجع الصدى 
 قبلَ أن تُصبحَ عيوننا غابةً فقدتْ طيورها
 وتتلطّخَ ذرّاتُ طلعِ جورياتنا بغبارِ الحُزن
قبلَ أن تموتَ القصيدة وتختفي الأحرف 
ونشعرُ بعد كلّ هذا وكأننا نلتقي وجهاً لا نعرفهُ
ولن يبقَ حينئذِِ في أُفقِ الغياب سوى .. 
خطوة واحدة !
ولأننا ننسى الأقوال ونتذكر ماشعرنا بهِ يوماً ..
نتواصلُ بالشعور وليس بالكلام !
إن كنتَ حقاً تعلم .. 
كم أتوقُ للركضِِ بين شوارعِ عينيكَ وأزقّةِ ذراعيك 
 كم اشتاقُ لملاحقةِ أسرابَ الفراشات على كتفيك
وكم انا مُتعلقة بتفاصيلكَ الصغيرة وعطركَ 
المسافر بينَ أوراقِ قصائدكَ
وأشتاقُ لعصفورِ صوتكَ الغافي الذي 
يحطُّ على صدري ويسرقُ منّي عروشَ الوردِ 
وأمواجَ الياسمين
يضعني في جيبِ غيمةٍ ليُمطرني على حقولِ
 القمح والزيتون !
إن كنتَ حقاََ تعلم ..
كيف تذوّبُ المسافات لتجعلَ لي من روحكَ
سفينةً تأخذني إلى ربيعِ القمرِ وجُزر الغمامِ 
وَتهبني من سِحركَ .. مكركَ .. والكثير من الفرح
أختبئ في ظلّكَ وتختبئ في عتمتي
وأنصتُ لصهيلكَ بين أشجار البنّ في عينيّ !
ياوهجَ الروح .. 
إن كنتَ حقاََ تعلم ..................!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وفاء فواز \\ دمشق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدب / بائع الجرائد / الشاعرة شذى البراك

الشاعرة شذى البراك  بائع الجرائد بين الحرب والسلام.. أحمل خطاي المتثاقلة.. أتأبط شره الكوارث.. ودموع الثكالى.. وأبراج الأحلام الوهمية.. في صحفي.. جراح كنصال في خاصرة الزمن.. حيث وطني المعلق بسارية من دماء.. ورياح التطرف غراس اشتهاء يبيع الانتماء في أسواق النخاسة.. وفي سطوري بات إيقاع الحياة سريعا.. يموج بواقع مضطرب..  مهووس  فلم تعد للسلام أجنحة يحلق بها.. وصار يشكو هويته الضائعة.. والفوضى أعتى من أسلحة الدمار الشامل.. والقلوب تقتل بنيران صديقة..

من أنت أبها الطير / الشاعر غازي القاسم

 وقالت :- مِن أينَ أنتَ أيّها الطير ؟  وقلت :- أنا طيرٌ مِن بِلادِ السَلامِ  وَلَمْ يزُرْهَا السَلامُ بَعدْ  أنا مِن تَحت ظِلالِ أشْجارٍ  تَحْتَها تَفَيأَ الأنْبياءُ  لَم تُمْطرٰ السَماءُ هُناكَ بَعد  أنا مِن بِلادٍ تَكْتُبُ التَاريخَ بِالدَّمِ  فيها مات المُسْتحيلُ  تُلوَ المُستحيلِ  أنا مِن بِلادٍ يُحَارِبونَ كَيّ  يَنْتَصِرَ الجُرْحُ عَلَى السِكينِ  أُغْنيتي شَهقَةُ شَهيدٍ  لا ينتسبُ لِلمَوْتِ  يَرْسُمُ في السَماءِ سَحَابَةَ مَطَرٍ  تنبتُ قَمْحَ حَياةْ  أنا طيرٌ أبَدِّيُ التَحليقِ  صُعوداً مِن هَاوِيَةٍ إلى هاَوِيَة  أنا طَيْرٌ لَهُ تَرانِيمٌ  مِن وَقْعِ خُطى الغُزاةِ  وَصَرْخَةِ الخَطَايا  أنا أُغْنِيةُ طـفْلٍ يَرْفَعُ شَارَةَ نَصْرٍ  وَعَلَماً وَحَجَراً  وأنا لَوْعةُ الأُمِ تَشمُ قَميصَ شَهيدِها  وَلَوْعَةُ طِفْلَةٍ تَيَتَّمت عَلَى بَابِ العِيدِ  أنا تَغْريدَةُ  مَوتِ الموتِ في الموتِ  شَهْقةَ حَياةْ  غازي القاسم

مجلة آفاق الأدب _____ على صراط البينات _____ الشاعر شاه ميران

على صراط البينات  رقعت ثياب نعاسي  بخيوط يديكِ  كنت رثاً  مثل وصايا العجائز  اتغير بأستمرار  قايضت جبيناً بشمس الظهيرة  ظننت بأنني خسرت الاف اميال الدفء  و قمح ما بين عقد الحاجبين  مر قبالة فمي  من غير وداع حاصد  حلمت بالجوع كثيراً  حتى اخذتني رياح شعر مسترسل  الى قارات لم تكتشف  انتِ ، بردية ندى متحولة عطراً يتعطر بدجاه ترغمين الكون كسلاً في رأسي  ثم تبعثرين الأوراق قبل ملئها  مس عنقي اشباح اظافرك المبتذلة  و انا مزدحم بآواصر اللاوعي  فعمري الآن  لا يتعدى رقصة تحت المطر  و طفلة خيال تتأرجح  في باحة اشعاري الخلفية  كيف تحتملين خرائب صدري  و معارك الشخير المنهزم  من ميادين الرئة  لست ساكناً حراً  بل على تماس مع  تفعيلات مبسمكِ الضوئي  كرحلة الأنجم  هيت لكِ طوداً  سيغفوا فوق حقول القطن  تاركاً رموز قصيدة مختمرة  حتى يستفيق  قديم انا  مثل غبار يغطي سطح كتب الشعوذة  ساذج الرد  كصخرة جليدية  تهمل العوالق قضيتي...