التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجلة آفاق الأدب ___ الظلال ___ الشاعر جميل أحمد الشريقي ( تيسير البسيطة )

الظلال 

لا يستقيم الظل والعود أعوج 
             (مثل عربي)
====================
هذي ظلالك أوهنت كلماتي 
وتمددت في تائهِ اللحظاتِ
وسقت حياتي المرَّ حتى خلتني 
مستوثقاً لمسيرتي بمماتي 
خلفتني للوهم أسعى خلفه 
فكأنني في الوهم كالحركات 
فأبي المثال ومن سواه لأقتفي 
آثاره في البر والفلوات 
شعث أنا والظل يخدع ناظري 
فأخالني ملك على الصهوات 
وأطير مخدوعاً بنهجك يا أبي 
متمسّكاً بفوائد الطاعات 
وتحلق الأحلام بي في نشوة 
فيها أحقق مطلق الغايات 
وأسير خلفك كالأسير، أليس في 
نهج الأبوة قدوة الخطوات؟ ؟
******************
كم من ظلال أثَّرت بمسيرةٍ
فتحوّلت لصواعق وهنات 
وتفرغت لعذابنا وشقائنا 
قيداً يعضُّ قداسةَ السنواتِ
فأبٌ يغادر في الغياب ويحتسي 
خمر العذاب مضعضع البسمات 
ظل يسيء إلى البنين مهدداً
أبناءه بتوافهِ العثرات 
وأب لعمرك لا يربي طفلَه 
خلقاً وديناً خائنُ النسماتِ
ظل قبيح لا يراعي غرسةً
تحتاج منه رعاية بهبات 
*********************
مازال ظلُّكَ يا أبي في خاطري 
مازلتَ رغم الموت رمز حياتي 
علمتني أحيا الخلاق مجسدا 
بالحب والإيمان والخفقات 
كنت الأمانة قدوةً فحملتَها 
وحملتُها فرسمتَ كلَّ صفاتي 
علمتني صدقَ الحديث فكنتَ لي 
نوراً يضيءُ بصيرتي وشتاتي 
مازلتَ في قلبي وذِكرُكَ حاضرٌ 
والصوت صوتك أجمل النبرات 
يا خير ظلٍّ أستريح بمدِّهِ
متفيّئاً للروح نبضَ حياةِ
***********************
منك المحبة قد تعلم خافقي 
فأفضتُها نبعاً على الأخوات 
وسقيتُ منها عابراً ومجاوراً
ومقطع الأنفاس بالخطرات 
قد كان نهجُك بالفعال بصائري 
يممت منها الخيرَ في قبساتي 
تشتاق عيناي اللقاء فتنتهي
لقياك بالدمعات والعبرات 
سافرت والدنيا تزيد مفاخري 
لمَّا تحدًِثُ عنك بالخيرات
ما كنتَ تتركنا لريح عاصف 
جهزتنا لنوائب حلكات 
أدخلتني طفلاً لروضة مسجد 
وغمرتني باللطف قبل صلاتي 
في فيض حزنك قد رسمت سعادتي 
وعلى خطاك تبددت نفراتي 
أدبتني نعم المؤدبُ والدي 
وقسوتَ قسوة زارع الرحمات 
لك هيبة الملك العزيز بداخلي 
والوصف عندك عاجز النغمات 
ما مُثِّلت لي في الحوادث غايةٌ
إلا رأيتك حاضراً في ذاتي 
رغم البساطة كنت خير معلم 
فيك الغنى في داخلي وسماتي 
ربيتني فأنا ظلالك يا أبي 
وسموتُ باسْمك ناصع الرايات
فيك استقامت بالخلاق خليقتي 
فأحلتُ أعدائي إلى قرباتي 
يا خير ظلٍّ قد أحاط مظلتي  
فأظلني بروائعٍ وعظاتِ
لكَ سوف أبقى ذاكراً بمحبة 
أدعو بخير الذكر والصلوات 
لتكون في رحمات ربي دائماً
متقلباً في خيرة الجنات 
*************************
بعض الظلال قبائح مدفونة 
في داخل الأبناء كالطعنات 
عُقدٌ تحيل حياتهم لجهنم 
وتصب فوق الزيت نار طغاة 
فيظل أتباع الظلال بِحيرةٍ
يتقاسمون مرارة الحيرات 
كالتائهين على مفارق عمرهم 
والذابحين العمر بالحسرات 
====================
بقلمي المتواضع 
جميل أحمد شريقي 
( تيسير البسيطة )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدب / بائع الجرائد / الشاعرة شذى البراك

الشاعرة شذى البراك  بائع الجرائد بين الحرب والسلام.. أحمل خطاي المتثاقلة.. أتأبط شره الكوارث.. ودموع الثكالى.. وأبراج الأحلام الوهمية.. في صحفي.. جراح كنصال في خاصرة الزمن.. حيث وطني المعلق بسارية من دماء.. ورياح التطرف غراس اشتهاء يبيع الانتماء في أسواق النخاسة.. وفي سطوري بات إيقاع الحياة سريعا.. يموج بواقع مضطرب..  مهووس  فلم تعد للسلام أجنحة يحلق بها.. وصار يشكو هويته الضائعة.. والفوضى أعتى من أسلحة الدمار الشامل.. والقلوب تقتل بنيران صديقة..

من أنت أبها الطير / الشاعر غازي القاسم

 وقالت :- مِن أينَ أنتَ أيّها الطير ؟  وقلت :- أنا طيرٌ مِن بِلادِ السَلامِ  وَلَمْ يزُرْهَا السَلامُ بَعدْ  أنا مِن تَحت ظِلالِ أشْجارٍ  تَحْتَها تَفَيأَ الأنْبياءُ  لَم تُمْطرٰ السَماءُ هُناكَ بَعد  أنا مِن بِلادٍ تَكْتُبُ التَاريخَ بِالدَّمِ  فيها مات المُسْتحيلُ  تُلوَ المُستحيلِ  أنا مِن بِلادٍ يُحَارِبونَ كَيّ  يَنْتَصِرَ الجُرْحُ عَلَى السِكينِ  أُغْنيتي شَهقَةُ شَهيدٍ  لا ينتسبُ لِلمَوْتِ  يَرْسُمُ في السَماءِ سَحَابَةَ مَطَرٍ  تنبتُ قَمْحَ حَياةْ  أنا طيرٌ أبَدِّيُ التَحليقِ  صُعوداً مِن هَاوِيَةٍ إلى هاَوِيَة  أنا طَيْرٌ لَهُ تَرانِيمٌ  مِن وَقْعِ خُطى الغُزاةِ  وَصَرْخَةِ الخَطَايا  أنا أُغْنِيةُ طـفْلٍ يَرْفَعُ شَارَةَ نَصْرٍ  وَعَلَماً وَحَجَراً  وأنا لَوْعةُ الأُمِ تَشمُ قَميصَ شَهيدِها  وَلَوْعَةُ طِفْلَةٍ تَيَتَّمت عَلَى بَابِ العِيدِ  أنا تَغْريدَةُ  مَوتِ الموتِ في الموتِ  شَهْقةَ حَياةْ  غازي القاسم

مجلة آفاق الأدب _____ على صراط البينات _____ الشاعر شاه ميران

على صراط البينات  رقعت ثياب نعاسي  بخيوط يديكِ  كنت رثاً  مثل وصايا العجائز  اتغير بأستمرار  قايضت جبيناً بشمس الظهيرة  ظننت بأنني خسرت الاف اميال الدفء  و قمح ما بين عقد الحاجبين  مر قبالة فمي  من غير وداع حاصد  حلمت بالجوع كثيراً  حتى اخذتني رياح شعر مسترسل  الى قارات لم تكتشف  انتِ ، بردية ندى متحولة عطراً يتعطر بدجاه ترغمين الكون كسلاً في رأسي  ثم تبعثرين الأوراق قبل ملئها  مس عنقي اشباح اظافرك المبتذلة  و انا مزدحم بآواصر اللاوعي  فعمري الآن  لا يتعدى رقصة تحت المطر  و طفلة خيال تتأرجح  في باحة اشعاري الخلفية  كيف تحتملين خرائب صدري  و معارك الشخير المنهزم  من ميادين الرئة  لست ساكناً حراً  بل على تماس مع  تفعيلات مبسمكِ الضوئي  كرحلة الأنجم  هيت لكِ طوداً  سيغفوا فوق حقول القطن  تاركاً رموز قصيدة مختمرة  حتى يستفيق  قديم انا  مثل غبار يغطي سطح كتب الشعوذة  ساذج الرد  كصخرة جليدية  تهمل العوالق قضيتي...