التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجلة آفاق الأدب ___ حوار العصا ____ الشاعرة زكية العورسي

حوار العصا 

لوت الايام كفي وكفك على العصا
وما زلت تجهل واجهل..
كيف شققنا العصا ؟
رفعناها فلم ينفلق البحر والبر
ولم تتفجر العيون الإثنا عشر
حتى البحر ناديت فما استجاب 
إلا امواجا تحييني انتحارا
وعيون ذاكرة عمياء تناثرت زبدا 
لتنسج قصيدة الجرح فوق جسدي العاري
بارتعاشة الموت والميلاد وبدون عكاز 
سائلت نفسي:
من أنت.؟.
و من اين اتيت..؟
فما كان لي غير الصدى إجابة
وجبين فراغ أقبل
و زمن الماضي بين سطور البيان 
ليخبرني عن شيء عني وعن نسبي
فتبين لي منه فخر الأعشى
بالعصا على سائر العرب
فبت انادي ابا عثمان..!
لاني ما عدت افهم الأشياء
كيف للغصن الجاف ان ينقش النسب؟
وكيف للقنا والقسي ان تصنع
الفخر و اللفظ في الخطب؟
تخلق الخطيب المُصْقِعْ 
و الشاعر المُفْلِقْ
وان تكون وراء الكلم والحكم؟
ظننت أن الاشجار تنجب الحياة
مقبضها وحي السلم و السلام
المعدن الشريف
وهي من سنن الانبياء
اتوكا وتتوكأ عليها 
أهش وتهش بها على الغنم و الشياطين
وادبب وتدبب عليها لتؤمنني وتأمنك العثر 
تحميني من السقوط و الانكسار
حين ارقص فوق حبال الكلمات 
وحين تقشعر أرضي وتَغْبَر
وتثور في نواحيها الأعاصير 
فما بالي ما عدت ارى اليوم ابا عثمان 
إلا عبيد العصا
وأصحاب الصولجان دونما الخطباء  
وخشبا من السدر في الأيدي به نتَظلَّمُ
وبلاغة الغزل واللهو
ولسان بكيٌٍ وعَيِّ الحكاية و البيان
وملامح ابتسامة تظهر وتندثر
حتى تاهت بين الدروب
وقمر يوشوش حكايا العشق و الغزلْ
واحلاما بنكهة الاشتهاء وقت السَّحَرْ
فبالله عليك ابا عثمان
هل ما لدينا عزا نلوذ به
إلا عصا بنكهة العقم
وعويل العروس في الخذر  
ونسيج عري اهترا قبل الصبح..؟

زكية العروسي يوم 01/04/2022

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدب / بائع الجرائد / الشاعرة شذى البراك

الشاعرة شذى البراك  بائع الجرائد بين الحرب والسلام.. أحمل خطاي المتثاقلة.. أتأبط شره الكوارث.. ودموع الثكالى.. وأبراج الأحلام الوهمية.. في صحفي.. جراح كنصال في خاصرة الزمن.. حيث وطني المعلق بسارية من دماء.. ورياح التطرف غراس اشتهاء يبيع الانتماء في أسواق النخاسة.. وفي سطوري بات إيقاع الحياة سريعا.. يموج بواقع مضطرب..  مهووس  فلم تعد للسلام أجنحة يحلق بها.. وصار يشكو هويته الضائعة.. والفوضى أعتى من أسلحة الدمار الشامل.. والقلوب تقتل بنيران صديقة..

من أنت أبها الطير / الشاعر غازي القاسم

 وقالت :- مِن أينَ أنتَ أيّها الطير ؟  وقلت :- أنا طيرٌ مِن بِلادِ السَلامِ  وَلَمْ يزُرْهَا السَلامُ بَعدْ  أنا مِن تَحت ظِلالِ أشْجارٍ  تَحْتَها تَفَيأَ الأنْبياءُ  لَم تُمْطرٰ السَماءُ هُناكَ بَعد  أنا مِن بِلادٍ تَكْتُبُ التَاريخَ بِالدَّمِ  فيها مات المُسْتحيلُ  تُلوَ المُستحيلِ  أنا مِن بِلادٍ يُحَارِبونَ كَيّ  يَنْتَصِرَ الجُرْحُ عَلَى السِكينِ  أُغْنيتي شَهقَةُ شَهيدٍ  لا ينتسبُ لِلمَوْتِ  يَرْسُمُ في السَماءِ سَحَابَةَ مَطَرٍ  تنبتُ قَمْحَ حَياةْ  أنا طيرٌ أبَدِّيُ التَحليقِ  صُعوداً مِن هَاوِيَةٍ إلى هاَوِيَة  أنا طَيْرٌ لَهُ تَرانِيمٌ  مِن وَقْعِ خُطى الغُزاةِ  وَصَرْخَةِ الخَطَايا  أنا أُغْنِيةُ طـفْلٍ يَرْفَعُ شَارَةَ نَصْرٍ  وَعَلَماً وَحَجَراً  وأنا لَوْعةُ الأُمِ تَشمُ قَميصَ شَهيدِها  وَلَوْعَةُ طِفْلَةٍ تَيَتَّمت عَلَى بَابِ العِيدِ  أنا تَغْريدَةُ  مَوتِ الموتِ في الموتِ  شَهْقةَ حَياةْ  غازي القاسم

مجلة آفاق الأدب _____ على صراط البينات _____ الشاعر شاه ميران

على صراط البينات  رقعت ثياب نعاسي  بخيوط يديكِ  كنت رثاً  مثل وصايا العجائز  اتغير بأستمرار  قايضت جبيناً بشمس الظهيرة  ظننت بأنني خسرت الاف اميال الدفء  و قمح ما بين عقد الحاجبين  مر قبالة فمي  من غير وداع حاصد  حلمت بالجوع كثيراً  حتى اخذتني رياح شعر مسترسل  الى قارات لم تكتشف  انتِ ، بردية ندى متحولة عطراً يتعطر بدجاه ترغمين الكون كسلاً في رأسي  ثم تبعثرين الأوراق قبل ملئها  مس عنقي اشباح اظافرك المبتذلة  و انا مزدحم بآواصر اللاوعي  فعمري الآن  لا يتعدى رقصة تحت المطر  و طفلة خيال تتأرجح  في باحة اشعاري الخلفية  كيف تحتملين خرائب صدري  و معارك الشخير المنهزم  من ميادين الرئة  لست ساكناً حراً  بل على تماس مع  تفعيلات مبسمكِ الضوئي  كرحلة الأنجم  هيت لكِ طوداً  سيغفوا فوق حقول القطن  تاركاً رموز قصيدة مختمرة  حتى يستفيق  قديم انا  مثل غبار يغطي سطح كتب الشعوذة  ساذج الرد  كصخرة جليدية  تهمل العوالق قضيتي...