التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجلة آفاق الآدب _____ إضاءات نقدية على ومضة الاديب أيمن دراوشة _____ الناقد زين المعبدي


إضاءات نقدية على ومضة شعرية
الناقد زين المعبدي
====≈=========
الكثير من الكتابات التي صاغها قلمي كلها حزينة تأن وتبكي
وكثيراً ما غدرت بي الليالي هذه اول قراءة للومضة (بالنسبة لي).
ولكن أود أن أقول إن الطرب ليس في الأغاني والموسيقى فحسب ولا حتى في الكلمات الرنانة فمعظمها أجوف
ولكن الطرب الحقيقي في الحرف الذي يزلزل الوجدان ويمس الروح ويشغل الإحساس
ويحرك العاطفة..
فبعض الحروف ضماد للأرواح المنهكة وللجروح الغائرة.
ولقد قرعت كلمات كاتبنا كل الجوارح والوجدان أيضاً حين استخدم الحرف لا للرنين، ولكن لحياكة تمزق النفس والشعور بعدم التقدير فكثيراً ما نطقت حروفه وأنَّت بما يجول بخاطره، ولكن دون جدوى...
واستخدم (كم ) الخبرية ليدلل على كثرة كتاباته الحزينة حيث جسد الحرف المعنوي بإنسان مادي يبكي وأتى بشيء من صفاته وهو (البكاء ) فيما يسمى استعارة مكنية
كما ساهم التقديم والتأخير على زيادة التشويق والإثارة لدى المتلقي البسيط مثلي ولا يفوتنا أن نتذكر أن مفردة (نسج) توحي بالإتقان للمنسوج من حيث الدقة والمتانة وأرى الكاتب يرمز إلى قوة حرفة ودقة كلماته المنتقاة من بحر إبداعه وكثير من اطلاعه.
ولم يكتف بقرع الروح، بل استطرد يقول أيضاً
وكثيراً ما غدرت بي الليالي
واستخدام (كم ) أيضاً
للكثرة أي كثيراً ما غدرت بهِ الليالي
ولكن الغدر غالباً
يأتي من المقربين حيث نعطيهم الأمان ونترك ظهورنا لهم عارية فبدلاً من أن يسندوها أو يحموها يطعنونها بمنتهى القسوة دون مراعاة لأي شعور.
ولكن هنا قال الكاتب غدر الليالي
هنا نقف عند كلمة (الليالي) سيميولوجيا
الليل بظلامة الدامس يوحي إما بالهلع والخوف والقلق والتفكير
وإما بالبهجة والسهد والهيام
ولكن مفردة (غدر) أوحت بالمعنى الأول حيث الألم والحزن ومناجاة من لا يسمع ولا يشعر .......
الومضة في منتهى العمق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدب / بائع الجرائد / الشاعرة شذى البراك

الشاعرة شذى البراك  بائع الجرائد بين الحرب والسلام.. أحمل خطاي المتثاقلة.. أتأبط شره الكوارث.. ودموع الثكالى.. وأبراج الأحلام الوهمية.. في صحفي.. جراح كنصال في خاصرة الزمن.. حيث وطني المعلق بسارية من دماء.. ورياح التطرف غراس اشتهاء يبيع الانتماء في أسواق النخاسة.. وفي سطوري بات إيقاع الحياة سريعا.. يموج بواقع مضطرب..  مهووس  فلم تعد للسلام أجنحة يحلق بها.. وصار يشكو هويته الضائعة.. والفوضى أعتى من أسلحة الدمار الشامل.. والقلوب تقتل بنيران صديقة..

من أنت أبها الطير / الشاعر غازي القاسم

 وقالت :- مِن أينَ أنتَ أيّها الطير ؟  وقلت :- أنا طيرٌ مِن بِلادِ السَلامِ  وَلَمْ يزُرْهَا السَلامُ بَعدْ  أنا مِن تَحت ظِلالِ أشْجارٍ  تَحْتَها تَفَيأَ الأنْبياءُ  لَم تُمْطرٰ السَماءُ هُناكَ بَعد  أنا مِن بِلادٍ تَكْتُبُ التَاريخَ بِالدَّمِ  فيها مات المُسْتحيلُ  تُلوَ المُستحيلِ  أنا مِن بِلادٍ يُحَارِبونَ كَيّ  يَنْتَصِرَ الجُرْحُ عَلَى السِكينِ  أُغْنيتي شَهقَةُ شَهيدٍ  لا ينتسبُ لِلمَوْتِ  يَرْسُمُ في السَماءِ سَحَابَةَ مَطَرٍ  تنبتُ قَمْحَ حَياةْ  أنا طيرٌ أبَدِّيُ التَحليقِ  صُعوداً مِن هَاوِيَةٍ إلى هاَوِيَة  أنا طَيْرٌ لَهُ تَرانِيمٌ  مِن وَقْعِ خُطى الغُزاةِ  وَصَرْخَةِ الخَطَايا  أنا أُغْنِيةُ طـفْلٍ يَرْفَعُ شَارَةَ نَصْرٍ  وَعَلَماً وَحَجَراً  وأنا لَوْعةُ الأُمِ تَشمُ قَميصَ شَهيدِها  وَلَوْعَةُ طِفْلَةٍ تَيَتَّمت عَلَى بَابِ العِيدِ  أنا تَغْريدَةُ  مَوتِ الموتِ في الموتِ  شَهْقةَ حَياةْ  غازي القاسم

مجلة آفاق الأدب _____ على صراط البينات _____ الشاعر شاه ميران

على صراط البينات  رقعت ثياب نعاسي  بخيوط يديكِ  كنت رثاً  مثل وصايا العجائز  اتغير بأستمرار  قايضت جبيناً بشمس الظهيرة  ظننت بأنني خسرت الاف اميال الدفء  و قمح ما بين عقد الحاجبين  مر قبالة فمي  من غير وداع حاصد  حلمت بالجوع كثيراً  حتى اخذتني رياح شعر مسترسل  الى قارات لم تكتشف  انتِ ، بردية ندى متحولة عطراً يتعطر بدجاه ترغمين الكون كسلاً في رأسي  ثم تبعثرين الأوراق قبل ملئها  مس عنقي اشباح اظافرك المبتذلة  و انا مزدحم بآواصر اللاوعي  فعمري الآن  لا يتعدى رقصة تحت المطر  و طفلة خيال تتأرجح  في باحة اشعاري الخلفية  كيف تحتملين خرائب صدري  و معارك الشخير المنهزم  من ميادين الرئة  لست ساكناً حراً  بل على تماس مع  تفعيلات مبسمكِ الضوئي  كرحلة الأنجم  هيت لكِ طوداً  سيغفوا فوق حقول القطن  تاركاً رموز قصيدة مختمرة  حتى يستفيق  قديم انا  مثل غبار يغطي سطح كتب الشعوذة  ساذج الرد  كصخرة جليدية  تهمل العوالق قضيتي...