التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجلة آفاق الأدب ___ معرفة النفس بداية الطريق ____ الأديب قاسم الغراوي

معرفة النفس بداية الطريق
قاسم الغراوي                           
لقد اهتمت الكثير من فروع العلم بدارسة الإنسان، من علم نفس وتاريخ وعلم اجتماع إلى الفلسفة والأخلاق والطب؛ حيث تعمق كل علم من تلك 
العلوم في دراسة الإنسان من جوانب مختلفة
 
  أن الإنسان كائن يقبل ويسعى للتكامل والرقي، حيث يملك من الطاقات والقدرات ما يؤهله للوصول لدرجة من الرُقي التي تسير به لمرحلة من مراحل السعادة والاستقرار .

   أن المقصود من معرفة أنفسنا هو معرفة الطاقات والقدرات التي نعلمها يقينا عن أنفسنا، كما أننا لا نبحث هنا عن مكونات الجسد وكيفية عمله.

نحن نسعى لمعرفة تنظيمية لحركتنا العلمية والعملية في الجهة الصحيحة، كي يسهل علينا بناء النفس بناءً صحيحا متكاملا ؛ كما يجب أن يعرف الإنسان هدفه الحقيقي ومصيره النهائي وكذلك سبيل سعادته .

 لا يمكن أن يُحدث الإنسان أي تغير إيجابي في حياته دون تلك المعرفة الضرورية أولا، والتي منها ينطلق لتحقيق قدر من التكامل الإنساني المطلوب لكلا منا بقدر الطاقة المبذولة.

فالبذور عندما تستقر تحت التراب ويتوفر لها الماء والمناخ اللازم تنتج الثمرة، وهنا يجب التأمل جيدا؛ فكم من بذرة واحدة بتوافر الظروف ووجود القابليات ينتج منها عشرات بل مئات الثمار.
كذلك الانسان بالامكان ان تزرع فيه قيما وافكارا وتغذيها باستمرار لتنتج لنا شخصية تتحقق فيها قدرا من التكاملية .

وهنا يظهر لنا أهمية معرفة وتشخيص الهدف ومعرفة الطريق لتحقيقه والسير نحوه، وهذا مرتبط بالعلم والوعي كمبدا واساس لمعرفة الذات وقيادة بوصلة اتجاهها نحو القيم والحقائق
التي نؤمن بها ونمارس سلوكياتنا على اساسها لنكون على حدود مقبولة من التكامل الذي نطمح له.
نحو تلك الأهداف والقيم الكبرى في الحياة .

البعض يرى تحقيق الكمال وحدوثه في الرقي المعنوي والروحي، ويرى آخرون في رقيه العقلي الذي يحصل عن طريق العلم والمعرفة وكل مايرتبط بالمعاني السامية للانتقال من حالة الى حالة افضل تتجسد فيها القيم والاخلاق والمسارات الانسانية الحقيقية .

 ويبقى الانسان يطمح لان يرتقي نحو المثالية اوالكمال بمحاولاته وسعيه لامتلاكها بما يميزه عن الاخرين ويكون محط اعتزاز واحترام من الجميع.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدب / بائع الجرائد / الشاعرة شذى البراك

الشاعرة شذى البراك  بائع الجرائد بين الحرب والسلام.. أحمل خطاي المتثاقلة.. أتأبط شره الكوارث.. ودموع الثكالى.. وأبراج الأحلام الوهمية.. في صحفي.. جراح كنصال في خاصرة الزمن.. حيث وطني المعلق بسارية من دماء.. ورياح التطرف غراس اشتهاء يبيع الانتماء في أسواق النخاسة.. وفي سطوري بات إيقاع الحياة سريعا.. يموج بواقع مضطرب..  مهووس  فلم تعد للسلام أجنحة يحلق بها.. وصار يشكو هويته الضائعة.. والفوضى أعتى من أسلحة الدمار الشامل.. والقلوب تقتل بنيران صديقة..

من أنت أبها الطير / الشاعر غازي القاسم

 وقالت :- مِن أينَ أنتَ أيّها الطير ؟  وقلت :- أنا طيرٌ مِن بِلادِ السَلامِ  وَلَمْ يزُرْهَا السَلامُ بَعدْ  أنا مِن تَحت ظِلالِ أشْجارٍ  تَحْتَها تَفَيأَ الأنْبياءُ  لَم تُمْطرٰ السَماءُ هُناكَ بَعد  أنا مِن بِلادٍ تَكْتُبُ التَاريخَ بِالدَّمِ  فيها مات المُسْتحيلُ  تُلوَ المُستحيلِ  أنا مِن بِلادٍ يُحَارِبونَ كَيّ  يَنْتَصِرَ الجُرْحُ عَلَى السِكينِ  أُغْنيتي شَهقَةُ شَهيدٍ  لا ينتسبُ لِلمَوْتِ  يَرْسُمُ في السَماءِ سَحَابَةَ مَطَرٍ  تنبتُ قَمْحَ حَياةْ  أنا طيرٌ أبَدِّيُ التَحليقِ  صُعوداً مِن هَاوِيَةٍ إلى هاَوِيَة  أنا طَيْرٌ لَهُ تَرانِيمٌ  مِن وَقْعِ خُطى الغُزاةِ  وَصَرْخَةِ الخَطَايا  أنا أُغْنِيةُ طـفْلٍ يَرْفَعُ شَارَةَ نَصْرٍ  وَعَلَماً وَحَجَراً  وأنا لَوْعةُ الأُمِ تَشمُ قَميصَ شَهيدِها  وَلَوْعَةُ طِفْلَةٍ تَيَتَّمت عَلَى بَابِ العِيدِ  أنا تَغْريدَةُ  مَوتِ الموتِ في الموتِ  شَهْقةَ حَياةْ  غازي القاسم

مجلة آفاق الأدب _____ على صراط البينات _____ الشاعر شاه ميران

على صراط البينات  رقعت ثياب نعاسي  بخيوط يديكِ  كنت رثاً  مثل وصايا العجائز  اتغير بأستمرار  قايضت جبيناً بشمس الظهيرة  ظننت بأنني خسرت الاف اميال الدفء  و قمح ما بين عقد الحاجبين  مر قبالة فمي  من غير وداع حاصد  حلمت بالجوع كثيراً  حتى اخذتني رياح شعر مسترسل  الى قارات لم تكتشف  انتِ ، بردية ندى متحولة عطراً يتعطر بدجاه ترغمين الكون كسلاً في رأسي  ثم تبعثرين الأوراق قبل ملئها  مس عنقي اشباح اظافرك المبتذلة  و انا مزدحم بآواصر اللاوعي  فعمري الآن  لا يتعدى رقصة تحت المطر  و طفلة خيال تتأرجح  في باحة اشعاري الخلفية  كيف تحتملين خرائب صدري  و معارك الشخير المنهزم  من ميادين الرئة  لست ساكناً حراً  بل على تماس مع  تفعيلات مبسمكِ الضوئي  كرحلة الأنجم  هيت لكِ طوداً  سيغفوا فوق حقول القطن  تاركاً رموز قصيدة مختمرة  حتى يستفيق  قديم انا  مثل غبار يغطي سطح كتب الشعوذة  ساذج الرد  كصخرة جليدية  تهمل العوالق قضيتي...