التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجلة آفاق الأدب _____ قراءة نقدية لومضة مدافن الذاكرة للأديب أيمن دراوشة _____ للناقد هشام صيام

 // مدافن الذاكرة //

عندما لا ينسكب عليك الينبوع؛

خذ أحزانك إلى مدافن الذاكرة.


العنوان حادي للدهشة في كيفية استعارة الفكرة التصويرية ،

فالمدافن حاوية لبشر لهم في نفوس آلهم و معارفهم حظوة ، بالتالي هي مدعاة للتذكر وليس النسيان ، تماما كما الذكريات التي لا تنضب معائن حضورها ،

من هنا نحن أمام اشجان لن تنضب حضورية اجترارها عكس الظاهر من حضورية النتيجة في القصة الومضة ،

والأصل هنا ليس التقوقع وتناسي الهدف ولكن وضعها في شراشف الذكريات بحيث تصبح مكفنة مدثرة بالثرى فلا تؤذي بريحها الكريهة ـ ألم الشجن ـ النفوس ولكن تظل مزار للتفكر والاعتبار ـ عدم الوقوع في نفس الأخطاء ـ في إسقاط على الخروج من التجربة بفائدة وأن يظل مسرح القصة حاضر بشكل ما حتى يتجنب السقوط من جديدة في ذات الحفرة ،

ليصبح المقصود بالمقدمة هنا هو عدم النجاح في تحقيق الأمر ،

فعندما لا تتحقق أمنية فنحن لا نصنع معها فعال الوأد ولكن نتركها في كف الأماني المؤجلة لحين تحضير سواء عودتها كما هي أو تطويعها في حضورية احلام أخرى ،

هذا هو ملخص عموم الدفق ،

مع حضورية تصويرية تم بها تحوير مراكز الذاكرة معنوية الحضور صاحب التأثير الحياتي إلى مجسد تام التجسيد لمدفن لتتحول زمانية الذكريات لمكان في جمع يعني حضور زمكاني كامل ،

مع تحوير بديع لحضورية الينبوع في ذهننا على أنه عين ماء تخرج من باطن الأرض ليصبح هبة السماء لبطل الحبر ـ تحقق الأحلام ـ في تحوير المجسد السائل إلى معنوي مؤثر في أمور الحياة مع تحقيق الطموح والأمل في توافق تام ما بين انهمار المطر السائل من عيون السماء وتدفق الينبوع من باطن الأرض وكلاهما سائل ،

وفي تنامي مكثف تم تحوير المعنوي احزان لجسد بشري يتم دفنه في تلويح بديع من واهب الحبر نحو إشكالية اجتياز الشجن وعبور يمه نحو براح جديد قد تينع به بذور السعادة والتوفيق ،


قطف بديع أخي وصديقي أيمن دراوشة




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدب / بائع الجرائد / الشاعرة شذى البراك

الشاعرة شذى البراك  بائع الجرائد بين الحرب والسلام.. أحمل خطاي المتثاقلة.. أتأبط شره الكوارث.. ودموع الثكالى.. وأبراج الأحلام الوهمية.. في صحفي.. جراح كنصال في خاصرة الزمن.. حيث وطني المعلق بسارية من دماء.. ورياح التطرف غراس اشتهاء يبيع الانتماء في أسواق النخاسة.. وفي سطوري بات إيقاع الحياة سريعا.. يموج بواقع مضطرب..  مهووس  فلم تعد للسلام أجنحة يحلق بها.. وصار يشكو هويته الضائعة.. والفوضى أعتى من أسلحة الدمار الشامل.. والقلوب تقتل بنيران صديقة..

من أنت أبها الطير / الشاعر غازي القاسم

 وقالت :- مِن أينَ أنتَ أيّها الطير ؟  وقلت :- أنا طيرٌ مِن بِلادِ السَلامِ  وَلَمْ يزُرْهَا السَلامُ بَعدْ  أنا مِن تَحت ظِلالِ أشْجارٍ  تَحْتَها تَفَيأَ الأنْبياءُ  لَم تُمْطرٰ السَماءُ هُناكَ بَعد  أنا مِن بِلادٍ تَكْتُبُ التَاريخَ بِالدَّمِ  فيها مات المُسْتحيلُ  تُلوَ المُستحيلِ  أنا مِن بِلادٍ يُحَارِبونَ كَيّ  يَنْتَصِرَ الجُرْحُ عَلَى السِكينِ  أُغْنيتي شَهقَةُ شَهيدٍ  لا ينتسبُ لِلمَوْتِ  يَرْسُمُ في السَماءِ سَحَابَةَ مَطَرٍ  تنبتُ قَمْحَ حَياةْ  أنا طيرٌ أبَدِّيُ التَحليقِ  صُعوداً مِن هَاوِيَةٍ إلى هاَوِيَة  أنا طَيْرٌ لَهُ تَرانِيمٌ  مِن وَقْعِ خُطى الغُزاةِ  وَصَرْخَةِ الخَطَايا  أنا أُغْنِيةُ طـفْلٍ يَرْفَعُ شَارَةَ نَصْرٍ  وَعَلَماً وَحَجَراً  وأنا لَوْعةُ الأُمِ تَشمُ قَميصَ شَهيدِها  وَلَوْعَةُ طِفْلَةٍ تَيَتَّمت عَلَى بَابِ العِيدِ  أنا تَغْريدَةُ  مَوتِ الموتِ في الموتِ  شَهْقةَ حَياةْ  غازي القاسم

مجلة آفاق الأدب _____ على صراط البينات _____ الشاعر شاه ميران

على صراط البينات  رقعت ثياب نعاسي  بخيوط يديكِ  كنت رثاً  مثل وصايا العجائز  اتغير بأستمرار  قايضت جبيناً بشمس الظهيرة  ظننت بأنني خسرت الاف اميال الدفء  و قمح ما بين عقد الحاجبين  مر قبالة فمي  من غير وداع حاصد  حلمت بالجوع كثيراً  حتى اخذتني رياح شعر مسترسل  الى قارات لم تكتشف  انتِ ، بردية ندى متحولة عطراً يتعطر بدجاه ترغمين الكون كسلاً في رأسي  ثم تبعثرين الأوراق قبل ملئها  مس عنقي اشباح اظافرك المبتذلة  و انا مزدحم بآواصر اللاوعي  فعمري الآن  لا يتعدى رقصة تحت المطر  و طفلة خيال تتأرجح  في باحة اشعاري الخلفية  كيف تحتملين خرائب صدري  و معارك الشخير المنهزم  من ميادين الرئة  لست ساكناً حراً  بل على تماس مع  تفعيلات مبسمكِ الضوئي  كرحلة الأنجم  هيت لكِ طوداً  سيغفوا فوق حقول القطن  تاركاً رموز قصيدة مختمرة  حتى يستفيق  قديم انا  مثل غبار يغطي سطح كتب الشعوذة  ساذج الرد  كصخرة جليدية  تهمل العوالق قضيتي...