// مدافن الذاكرة //
عندما لا ينسكب عليك الينبوع؛
خذ أحزانك إلى مدافن الذاكرة.
العنوان حادي للدهشة في كيفية استعارة الفكرة التصويرية ،
فالمدافن حاوية لبشر لهم في نفوس آلهم و معارفهم حظوة ، بالتالي هي مدعاة للتذكر وليس النسيان ، تماما كما الذكريات التي لا تنضب معائن حضورها ،
من هنا نحن أمام اشجان لن تنضب حضورية اجترارها عكس الظاهر من حضورية النتيجة في القصة الومضة ،
والأصل هنا ليس التقوقع وتناسي الهدف ولكن وضعها في شراشف الذكريات بحيث تصبح مكفنة مدثرة بالثرى فلا تؤذي بريحها الكريهة ـ ألم الشجن ـ النفوس ولكن تظل مزار للتفكر والاعتبار ـ عدم الوقوع في نفس الأخطاء ـ في إسقاط على الخروج من التجربة بفائدة وأن يظل مسرح القصة حاضر بشكل ما حتى يتجنب السقوط من جديدة في ذات الحفرة ،
ليصبح المقصود بالمقدمة هنا هو عدم النجاح في تحقيق الأمر ،
فعندما لا تتحقق أمنية فنحن لا نصنع معها فعال الوأد ولكن نتركها في كف الأماني المؤجلة لحين تحضير سواء عودتها كما هي أو تطويعها في حضورية احلام أخرى ،
هذا هو ملخص عموم الدفق ،
مع حضورية تصويرية تم بها تحوير مراكز الذاكرة معنوية الحضور صاحب التأثير الحياتي إلى مجسد تام التجسيد لمدفن لتتحول زمانية الذكريات لمكان في جمع يعني حضور زمكاني كامل ،
مع تحوير بديع لحضورية الينبوع في ذهننا على أنه عين ماء تخرج من باطن الأرض ليصبح هبة السماء لبطل الحبر ـ تحقق الأحلام ـ في تحوير المجسد السائل إلى معنوي مؤثر في أمور الحياة مع تحقيق الطموح والأمل في توافق تام ما بين انهمار المطر السائل من عيون السماء وتدفق الينبوع من باطن الأرض وكلاهما سائل ،
وفي تنامي مكثف تم تحوير المعنوي احزان لجسد بشري يتم دفنه في تلويح بديع من واهب الحبر نحو إشكالية اجتياز الشجن وعبور يمه نحو براح جديد قد تينع به بذور السعادة والتوفيق ،
قطف بديع أخي وصديقي أيمن دراوشة
تعليقات
إرسال تعليق