وحَالَ بيننا الصمت
—————————
لما أرجوحة الصمت
تقف حائلًا بيننا ؟
لما الأميال باتت مسافات
لما كل حروفي تتبعك
ما عادت تعجبها أوراقي
تبيت ليلتها في كل مكان
أين يمكن أن تكون
في أي ديوان
تحايلت على نفسي لأكلمك
فوجدتك في أعماق قلبي
تحدّثه بالهمس
ما دنوت منك
بقيت مع قلمي أخبره عنك
غافلة عن الوقت
لتضيّعني أنت
ما إن أحسست أنك غفوت
لامست جبينك المنهك
من التعب
وانتظرت حتى هدأت أنفاسك
سهرت الليل قربك
ما أكتفيت
حضّرت لك قهوتك
ورحلت
خشيت إن رأيتني
أن تقلق من خوفي
أن تقلقك ثرثرتي
ستعبس حينّا
وتضحك أحيانّا
من تمتماتي المضطربة
أو ربما
لا مبرّر لخوفي هذا
لعلّني مصابة بالهلوسة
لا تأتي في وضح النهار
ولا مع عتمة الليل
أخشى أن تلتقط عدوى ما
عدني .. ألا تتأثر
ألا تقرأ حروفي
ألا تدخل مرسمي
ستثير العجب فوضويتي
ما عدت أجيد الرسم
بهت بريق كل الألوان
لا أملك سوى فرشاة مهلهلة
رثّة تجيد الضحك في وجهي
لا تختبرني بأسئلتك
سأتعثّر بالإجابة
كالطفل الذي نسي
كتابه في المنزل
لو نهره معلمه
سيلوذ إلى الصمت
يختبئ خلفه
خوفًا من العقاب
هذه المرة لن تتمكّن
من قراءة فكري
لن تجد
قلمّا ولا ورقة على الطاولة
حتّى المكتبة مهجورة من الكتب
دفاتري أشعلت فيها
نيران الموقد
لم أترك شيئّا يدلّك على هويتي
إلّا إذا كان قلبك
لا زال يتذكّر كلمة السرّ .
.. ..................
ندى السوقي .. من خربشات قلمي
تعليقات
إرسال تعليق