التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجلة آفاق الأدب / قراءة نقدية لنص كهل _ ايمن رضوان/ بقلم الناقد زين المعبدي


قراءة نقدية
.....................
اسعدتني جدا تلك الإطلالة الراقية من الناقد البارع الأستاذ / زين المعبدي ، على كلماتي والتي جاء فيها
............
الإبداع قد اتسعت حركته الدلالية لتجاوز العقل والمنطق بمعنى أن الدلالة تطول الواقع وأللاواقع .
وتجوس خلال المكان وأللامكان وتتحرك في المعلوم والمجهول حقيقة ان الشعرية عند أيمن رضوان في مجملها تكون منطقه عملها في مثل هذه الدوائر في الحضور والغياب لكن اللافت هنا استفاضه الظاهرة حتى صارت خطاّ أساسياً في إنتاج المعنى ونلمس الحركة في اللاواقع في قول رضوان 
خصر الامنيات/ حبل من وهن/
ريح الكهولة...
كلها خرق المألوف فيما يسمى عدول لغوي ( إنزياح )
وهذا يعني فراغية المعنى رغم أن المفردات الصياغية تجسده.
وكما يتم التحرك في اللاواقع يتم التحرك في الامكان في قوله
نفر/ انقطع الحبل/ منتصف الشبق/ ضفت الحجة والبرهان
كلها في اللاواقع.
فذلك الاربعيني الذي عاش عمره على الأمنيات والذى حزم خصرها بالأحلام وحين آفاق بعد ضياع العمر وجد حزامها ضعيف لأنها انفلتت بسهولة غير راضية عنه لدرجة نفورها منه فقد ملت الصبر.
 يدعى الشباب وهو كهل عجوز سقط بين شعورين متفارقين أولهما (اللذة)
وثانيهما ضياع العمر ( الكهولة)
فكلاها له شعور مختلف
وبالاخير ينتصر الواقع
ليعرب بالحجة والدليل أنه أصبح كهل وما هو فيه مجرد ادعاء للصبا.
صفع الواقع له جعل من النص
تحفة صورها ايمن رضوان في صور بلاغية ولا اروع ما بين كنايات واستعارات وتشبيها
نص في منتهى الروعة
...................
كهلٌ 
ربطَ خصرَ الأمنياتِ
بحبلٍ من وَهَنْ 
نَفَرَتْ
انقطعَ الحبلُ
في منتصفِ الشَّبقِ
سقطَ مُدعي الصبَا
بين لذةٍ لم تكتملْ
وحسرة على جذوةٍ 
أطفأَتْها ريح الكهولةِ
فأقامت على ضعفهِ 
الحجةَ والبرهانْ
............. أيمن رضوان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدب / بائع الجرائد / الشاعرة شذى البراك

الشاعرة شذى البراك  بائع الجرائد بين الحرب والسلام.. أحمل خطاي المتثاقلة.. أتأبط شره الكوارث.. ودموع الثكالى.. وأبراج الأحلام الوهمية.. في صحفي.. جراح كنصال في خاصرة الزمن.. حيث وطني المعلق بسارية من دماء.. ورياح التطرف غراس اشتهاء يبيع الانتماء في أسواق النخاسة.. وفي سطوري بات إيقاع الحياة سريعا.. يموج بواقع مضطرب..  مهووس  فلم تعد للسلام أجنحة يحلق بها.. وصار يشكو هويته الضائعة.. والفوضى أعتى من أسلحة الدمار الشامل.. والقلوب تقتل بنيران صديقة..

من أنت أبها الطير / الشاعر غازي القاسم

 وقالت :- مِن أينَ أنتَ أيّها الطير ؟  وقلت :- أنا طيرٌ مِن بِلادِ السَلامِ  وَلَمْ يزُرْهَا السَلامُ بَعدْ  أنا مِن تَحت ظِلالِ أشْجارٍ  تَحْتَها تَفَيأَ الأنْبياءُ  لَم تُمْطرٰ السَماءُ هُناكَ بَعد  أنا مِن بِلادٍ تَكْتُبُ التَاريخَ بِالدَّمِ  فيها مات المُسْتحيلُ  تُلوَ المُستحيلِ  أنا مِن بِلادٍ يُحَارِبونَ كَيّ  يَنْتَصِرَ الجُرْحُ عَلَى السِكينِ  أُغْنيتي شَهقَةُ شَهيدٍ  لا ينتسبُ لِلمَوْتِ  يَرْسُمُ في السَماءِ سَحَابَةَ مَطَرٍ  تنبتُ قَمْحَ حَياةْ  أنا طيرٌ أبَدِّيُ التَحليقِ  صُعوداً مِن هَاوِيَةٍ إلى هاَوِيَة  أنا طَيْرٌ لَهُ تَرانِيمٌ  مِن وَقْعِ خُطى الغُزاةِ  وَصَرْخَةِ الخَطَايا  أنا أُغْنِيةُ طـفْلٍ يَرْفَعُ شَارَةَ نَصْرٍ  وَعَلَماً وَحَجَراً  وأنا لَوْعةُ الأُمِ تَشمُ قَميصَ شَهيدِها  وَلَوْعَةُ طِفْلَةٍ تَيَتَّمت عَلَى بَابِ العِيدِ  أنا تَغْريدَةُ  مَوتِ الموتِ في الموتِ  شَهْقةَ حَياةْ  غازي القاسم

مجلة آفاق الأدب _____ على صراط البينات _____ الشاعر شاه ميران

على صراط البينات  رقعت ثياب نعاسي  بخيوط يديكِ  كنت رثاً  مثل وصايا العجائز  اتغير بأستمرار  قايضت جبيناً بشمس الظهيرة  ظننت بأنني خسرت الاف اميال الدفء  و قمح ما بين عقد الحاجبين  مر قبالة فمي  من غير وداع حاصد  حلمت بالجوع كثيراً  حتى اخذتني رياح شعر مسترسل  الى قارات لم تكتشف  انتِ ، بردية ندى متحولة عطراً يتعطر بدجاه ترغمين الكون كسلاً في رأسي  ثم تبعثرين الأوراق قبل ملئها  مس عنقي اشباح اظافرك المبتذلة  و انا مزدحم بآواصر اللاوعي  فعمري الآن  لا يتعدى رقصة تحت المطر  و طفلة خيال تتأرجح  في باحة اشعاري الخلفية  كيف تحتملين خرائب صدري  و معارك الشخير المنهزم  من ميادين الرئة  لست ساكناً حراً  بل على تماس مع  تفعيلات مبسمكِ الضوئي  كرحلة الأنجم  هيت لكِ طوداً  سيغفوا فوق حقول القطن  تاركاً رموز قصيدة مختمرة  حتى يستفيق  قديم انا  مثل غبار يغطي سطح كتب الشعوذة  ساذج الرد  كصخرة جليدية  تهمل العوالق قضيتي...