قصيدتي في مجاراة قصيدة الشاعر العراقي الكبير المرحوم/ عبد الرزاق عبد الواحد:
(لا تطرُق ِالبابَ.. تَدري أنَّهُم رَحَلوا
خُذ ِالمَفاتيحَ وافتحْ، أيُّها الرَّجلُ)
وجع الغياب
أَأَطرُقُ البَابَ؟ يا خَوفِي إذا رَحَلُوا
يا قلبُ صبرًا .. فَلِي مِنْ دَارِهمْ أمَلُ
يردِّدُ النَبضُ أورَادَ الفؤَادِ لهُمْ
شوقاً لِرُؤيَتِهمْ بالعِشقِ مُنشَغِلُ
وحِينَ يسأَلُني لَهفي على وَجَلٍ
ما مِنْ مُجِيبٌ على ذِي لَوعَةٍ يَسلُ
يا دَارُ ويحكِ .. أَينَ الساكِنينَ غَدَو؟
وأَنتِ وَحدَكِ مِثلي في النَّوَى طُلَلُ
سَارُوا وسَارَ اشتياقي بَعدَهُم كَمَدًا
وخلَّفُوني معَ الأَحزَانِ ارتَحِلُ
وسِرتُ في جُنَحِ الآماد مُلتَحِفًا
ليل الوِصَالِ يُشَاقِيني ويَبتَهِلُ
والدَمعُ يَهمِي هُتُوناً حِينَ أَذكُرهُمْ
بَعدَ الفرَاقِ وجَمرَ الشوقِ يُعتَمَلُ
يا حَادِيَ الْعِيس هَل في الرّكبِ مُتَّسَعٌ؟
خُذنِي إِليهِم .. وَهَاكَ الْحُلِي والحُلَلُ
تَاقَتْ لأَفيائِهم رُوحِي يُطَارِحُها
هذَا الْحُنَيْنُ على جَنبَيَّ يَشتَعِلُ
وهَامَ وجدِي وأَضنَتني لوَاعِجَهُ
والقَلبُ في سَفَرِ الأَنوَاءِ مُنشَغِلُ
والرُوحُ تُبحِرَ فِي أَمواجِ رِحلَتِهَا
تَرنُو إِلى الشَّطِّ نشوَى علَّهَا تَصِلُ
أهيمُ وجداً وٲستَدعي مآثِرَهُمْ
وقد جَفَوني ودمعَ العينِ ينهملُ
قالوا ٲتَبكِي? وما يُجديكَ ٳن عَبَرَتْ
مآقي عينيكَ?.. والبَاكُونَ كمْ عُذِلوا
هل هَزكَ الشوقُ؟ ..ٲم تاقَ الحنينُ لهمْ؟
تَرجُو الوِصَالَ وقَدْ نَاءَتْ بِهمْ سُبُلُ
فِيمَ انتظارُكَ نُورَ الفجرِ تَرقُبهُ؟
والضوءُ باهتُ لا يَدنو ولا يَصِلُ
ٳنْ تَبكِ دَاراً هَوَتْ أو غَابَ قاطِنُهَا
ستَبقي وحدَكَ بالآهاتِ منخذلُ
لا تَعذُلُوني ٳذا ٲسرَجتُ قافِيَتي
فنَارُ قَلبي تذاكَتْ مَا لَها ٲفلُ
طَيفُ الٲحبة ٳنْ غَابُوا يُؤَجِجُها
بَوحُ القَصَيدِ وتُذكِي نارَها الجُمَلُ
يا طَائِرَ الدَّوحِ هَلَّا سِرتَ تُنبِئُهمْ
عن حَالِ صَبٍ غَدَا من بَعدِهمْ وَجِلُ
يا لَيتَ شِعرِي ولَا إُنسٍ ولَا جَذلٍ
هلْ مِنْ رُجُوعٍ بِهِ الآمَالُ تكتَمِلُ؟
ٲشتَاقُ للقُربِ .. هَل لِلوَصلِ من أَمَلٍ؟
أَمْ في الْغِيَابِ تَسَاوَى إليَاسُ والأَمَلُ؟
يا دَارُ رُدِّي على سُؤْلي بِمَكرمَةٍ
مَتَى هَوَانَا يُدَانِينَا ونَحتَفِلُ
د. محمد حزام المشرقي
اليمن
تعليقات
إرسال تعليق