الشاعر حسين علي الفضلي
منْ وحيِّ رمضان
منْ مجموعتي الشعريةِ الرابعةِ
(عيونٌ كحلَّها السهدُ)
وأراكَ في كلِّ الوجودِ حقيقةً
وأراكَ في الظلماتِ نوراً يسطعُ
ما كنتُ يوماً أبتغيكَ لحاجةٍٍ
ألَّا ويسبقُني إليها المطمعُ
هلْ كنتَ في ذاتي وتدركُ ما بها
أمْ أنت شاهدُها الخفيُّ الاوسعُ
أمْ أنَّني الشيءُ المتاحُ لغيرِهِ
أمْ انَّني الجزءُ الخبيثُ المُقطَعُ
ما بينَ لذاتٍ وحكمةِ عارفٍ
كانَ الخيارُ وذا يكونُ الاروعُ
ولكمْ غضضتُ الطرفَ عنْ آلائِهِ
ولكمْ هويتُ فكنتَ أنتَ المُدفِعُ
لمَّا رأيتُ النفسَ أثمرَ طلعُها
بادرتُ مغروراً وما أتمنعُ
أمليتَ لي منْ كلِّ ما قدْ أشتهي
ونظرتَني كيفَ التصرفُ يتبعُ
فوقفتُ حيراناً وكانَ يسوقُني
ممن خلقتَ الندَّ لا يتورعُ
وبحجةِ الشيءِ الجميلِ يقودُني
نحوَ الهلاكِ ودونَ وعيٍّ أتبعُ
حتى إذا أفرغتُ منْ جسدي المنى
وتهاوتِ الاشلاءُ ضعفاً يوجعُ
ورميتُ ما في جعبتي وكنانتي
وتقطعتْ سبلٌ وحانَ المصرعُ
أيقنتُ أن مسيرتي كانتْ بلا
هديٍّ ومرتْ شبهَ حلمٍ يفزعُ
فندبتُ حظي نادماً مستغفراً
ذنبي وهلْ لي بعدها ما يُشفِعُ؟
ياربِّ أنت ملاذُنا بعدَ الغوى
فلأينَ يولي وجهَهُ المتسكعُ؟
يا ربِّ يا رحمانُ جئتكَ سائلاً
أرجوك صفحاً إنَّ عفوَكَ أوسعُ
تعليقات
إرسال تعليق