التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجلة آفاق الأدب/ قراءة نقدية لومضة بدوي الدقادوسي جسور / الناقد زين المعبدي



الناقد زين المعبدي 
قراءة  نقدية  لومضة جسور 

تعليق على ومضة قصصية للمبدع /
بدوي الدقادوسي.
تقدم اللغة كماً هائلاً من الإمكانات الإفرادية والتراكيب. فالمبدع أحياناً يوجه طاقته الاختيارية إلى اللغة فيفارقها ويوافقها على صعيد واحد يفارقها عندما يبتعد عن المالوف الراكد ويوافقها عندما يحافظ على إنتمائه لها على اي نحو من الأنحاء.
فمذ عرفت الدقادوسي أراه يعشق الققج وفن القصة القصيرة والرواية 
ومن مؤلفاته 
النهر المالح/ للشيطان ثلاث أصبع/ السيرة الذاتية للعدم/ الرجم على أعتاب الحياة...
 وحين اختار أن يكتب عن جنس أدبي جديد اختار حسب ميوله فن الومضة القصصية 
حيث يقول في برقة متوهجة.

جسور 

ربط جأشه؛ انفرط عقد أعدائه.

فعلى مستوى الشكل:
اتبع شروط الومضة دون خلل متقناً إياها /فالعنوان مصدر نكرة/ 
جسور/ الجسارة هي المقدرة والبسالة والقوة والإقدام.
واستخدم /الفعل الماضي/ في بداية الومضة / ربط /واستخدم كذلك الفعل الماضي في الشطرة الثانيه ليكتمل الشرط.
 فاستخدام الأفعال الماضية أول تقانة أو شرط من شروط الومضة القصصية.
 كما أنه أهتم بوضع علامات التنصيص أو الترقيم (الفاصلة المنقوطة) في نهاية الشطر الأول ( والنقطة ) في نهاية الشطر الثاني
وكذا لم تتخطى الومضة عدد الكلمات الثمانية المطلوبة
مما حقق على
مستوى/ المضمون
عنصر (التكثيف) والذي هو شرط أساسي من شروط الومضة
الإيحاء:
نجد/ رَبَطَ/ عقد كلاهما /منسجمتان موحيتان كلاً منهما للآخر 
أما على المستوى العام فنهاك إيحاء بانتصار العزيمة على أي قوة مضادة
فلا تسمي العقدة عقدة إلا بعد الربط.
وهناك (المفارقة) الفظيعة بين ربط الجأش / انفراط العقد،
جعلت المعنى يتوهج 
فالمفارقة بين الصورتين الجزئين
مفارقة تنطبق على المعاصرة والتراث أيضاً في سيكلوجية مصاولة وبها استطاع الكاتب كسر حدة الإعتيادية التي اعتاد عليها القارئ مفعماً عنصر التأمل والتفكير.
ولكن إختفى من الومضة أهم عنصر وهو عنصر ( المراوغة )
أو المباغتة،
والتي تأتي على حين غفلة على غير إنتظار متوقع من الكاتب للقارئ فهي أشبه ما تكون بلدغة النحلة اوغ شكة الدبوس أو التأرجح على حافه السقوط، مع إن الدقدوسي مبدع في هذه التقانة ولكن هنا أهتم بالمعنى أكثر من الشكل 
عزيزي المتأمل المفكر اجمع مابين الشرطتين / / أعلاه ستجد شكل الومضة مكتمل
وأجمع أيضاً ما بين القوسين ()ستجد المضمون مكتمل ينقصه عنصر المباغته.
شكرا شكرا للمُكنى بالملك بدوي الدقادوسي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدب / بائع الجرائد / الشاعرة شذى البراك

الشاعرة شذى البراك  بائع الجرائد بين الحرب والسلام.. أحمل خطاي المتثاقلة.. أتأبط شره الكوارث.. ودموع الثكالى.. وأبراج الأحلام الوهمية.. في صحفي.. جراح كنصال في خاصرة الزمن.. حيث وطني المعلق بسارية من دماء.. ورياح التطرف غراس اشتهاء يبيع الانتماء في أسواق النخاسة.. وفي سطوري بات إيقاع الحياة سريعا.. يموج بواقع مضطرب..  مهووس  فلم تعد للسلام أجنحة يحلق بها.. وصار يشكو هويته الضائعة.. والفوضى أعتى من أسلحة الدمار الشامل.. والقلوب تقتل بنيران صديقة..

من أنت أبها الطير / الشاعر غازي القاسم

 وقالت :- مِن أينَ أنتَ أيّها الطير ؟  وقلت :- أنا طيرٌ مِن بِلادِ السَلامِ  وَلَمْ يزُرْهَا السَلامُ بَعدْ  أنا مِن تَحت ظِلالِ أشْجارٍ  تَحْتَها تَفَيأَ الأنْبياءُ  لَم تُمْطرٰ السَماءُ هُناكَ بَعد  أنا مِن بِلادٍ تَكْتُبُ التَاريخَ بِالدَّمِ  فيها مات المُسْتحيلُ  تُلوَ المُستحيلِ  أنا مِن بِلادٍ يُحَارِبونَ كَيّ  يَنْتَصِرَ الجُرْحُ عَلَى السِكينِ  أُغْنيتي شَهقَةُ شَهيدٍ  لا ينتسبُ لِلمَوْتِ  يَرْسُمُ في السَماءِ سَحَابَةَ مَطَرٍ  تنبتُ قَمْحَ حَياةْ  أنا طيرٌ أبَدِّيُ التَحليقِ  صُعوداً مِن هَاوِيَةٍ إلى هاَوِيَة  أنا طَيْرٌ لَهُ تَرانِيمٌ  مِن وَقْعِ خُطى الغُزاةِ  وَصَرْخَةِ الخَطَايا  أنا أُغْنِيةُ طـفْلٍ يَرْفَعُ شَارَةَ نَصْرٍ  وَعَلَماً وَحَجَراً  وأنا لَوْعةُ الأُمِ تَشمُ قَميصَ شَهيدِها  وَلَوْعَةُ طِفْلَةٍ تَيَتَّمت عَلَى بَابِ العِيدِ  أنا تَغْريدَةُ  مَوتِ الموتِ في الموتِ  شَهْقةَ حَياةْ  غازي القاسم

مجلة آفاق الأدب _____ على صراط البينات _____ الشاعر شاه ميران

على صراط البينات  رقعت ثياب نعاسي  بخيوط يديكِ  كنت رثاً  مثل وصايا العجائز  اتغير بأستمرار  قايضت جبيناً بشمس الظهيرة  ظننت بأنني خسرت الاف اميال الدفء  و قمح ما بين عقد الحاجبين  مر قبالة فمي  من غير وداع حاصد  حلمت بالجوع كثيراً  حتى اخذتني رياح شعر مسترسل  الى قارات لم تكتشف  انتِ ، بردية ندى متحولة عطراً يتعطر بدجاه ترغمين الكون كسلاً في رأسي  ثم تبعثرين الأوراق قبل ملئها  مس عنقي اشباح اظافرك المبتذلة  و انا مزدحم بآواصر اللاوعي  فعمري الآن  لا يتعدى رقصة تحت المطر  و طفلة خيال تتأرجح  في باحة اشعاري الخلفية  كيف تحتملين خرائب صدري  و معارك الشخير المنهزم  من ميادين الرئة  لست ساكناً حراً  بل على تماس مع  تفعيلات مبسمكِ الضوئي  كرحلة الأنجم  هيت لكِ طوداً  سيغفوا فوق حقول القطن  تاركاً رموز قصيدة مختمرة  حتى يستفيق  قديم انا  مثل غبار يغطي سطح كتب الشعوذة  ساذج الرد  كصخرة جليدية  تهمل العوالق قضيتي...