التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجلة آفاق الأدب/ قراءة تأويلية لنص فاصلة شجن للشاعرة شذا البراك / الشاعرة ملاك نورة حمادي


قراءة تأويلية لنص فاصلة شجن للشاعرة شذا البراك
فاصلة الشجن

في زق التنهدات..
خبأت همس العتاب..
شيء ما في ذكريات   
باهتة..
أشعل شرارة الشوق..
وشراغ الحزن..
كأفيون أدمنه صخب الحكاية..
أغلقت هالة قلبي من الاختراق..
كي تشفى مني..
والليل يكشف أوراقي كمتاهة..
تغزوني بفاصلة التصقت بمسافة تنادم السلوى ..
وأكسير السعادة..
يعزف على أوتار سيمفونية ناقصة..
كلما ألقيت لها شجوني ..
تقول هل من مزيد..

فاصلة 
علامة من علامات الترقيم تُرسم بين الجمل المتعاطفة، وبين أنواع الشيء وأقسامه وبعد لفظة المنادى

شجن
هو بالغ الشعور  
 الشديد بالحزن لفعل ما تم بلوغه من المشاعر بشدة تعود. عليه بهذا الإحساس 

يقال أن مفتاح النصوص النثرية 
يكمن في عنوانه 

عنوان هذا النص اختير بعناية يحمل العديد من الدلالات والرموز التي من شأنها ان تضيء درب المتلقي لفهم هذا النص 
رغم ان لكل شخص وجهة نظر واسقاطات للنصوص تختلف من قارئ لآخر
لكن ولابد ان تكون هناك نقطة التقاء في بعض من الأفكار المستخرجة من هذا النص 
 
نعود للعنوان هو غامض بعض الشيء 
فربما كانت الكاتبة تقصد الوقت المستقطع الذي يتخلل الحالة الشعورية من الحزن 
قد يقودنا التفكير أنها تقصد زمن الفاصلة 
الفاصلة هي توقف لبعض من الوقت والعودة إلى مواصلة امر ما 
 
في زق التنهدات..
خبأت همس العتاب..
 
الزق هو وِعاءٌ مِنْ جِلْدٍ يُمْلأُ بِالْماءِ أَوِ اللَّبَنِ أَوِ الْخَمْرِ وَنَحْوِهَا 
خبأت كاتبتنا تنهيداتها 
وبعض من همس العتاب 
بداية مشحونة بالحزن الذي هو تشكل تحت تأثير العتاب 
الغريب في الامر انه هناك نوع من التحنان في منطق الكاتبة 
لم قالت زق ولم تقل وعاء؟ 
اذ ان الوعاء قد يصنع من معادن صلبة 
على غرار الزق فهو من الجلد 
اذ احتضن التنهيدات فلن يكون قاسيا صلبا عليها 
هنا الكاتبة تحيط نفسها بهالة من الرفق لمشاعرها المتأججة بالحزن 
وربما ضاع عنها التفكير أن الصلابة احيانا تكون درعا واقيا للمشاعر 
بينما ما اتخذته كدرع لحماية مشاعرها لها الثقوب ان تنال منه 

شيء ما في ذكريات   
باهتة..
أشعل شرارة الشوق..


حين يستعمل الكاتب عبارة شيء ما
فهو يعني شيء معين بداخله لكنه يأبي التصريح عنه 
أو ان قلمه يعاند ولا يجد التصاوير والتشبيهات التي لها القدرة على شرح هذا الشيء 
و الذي بدوره يحتل موطن كبير من وجدان الكاتب
مادام اتت على ذكر الذكريات فهنا نستخلص ان الحالة الشعورية الآنية بالحزن لقد مرت هي فقط مشاعر زائرة تحاكي الذاكرة من فترة لأخرى 
باهتة ....
لقدم الأحداث لازمها التلاشي وضياع بعض التفاصيل 
ويال جلل الشيء الذي قالت عنه الكاتبة شيء ما.... الذي بإستطاعته اشعال شرارة شوق رغم بهتان تفاصله 

 
وشراع الحزن..
كأفيون أدمنه صخب الحكاية..

الحزن اشبه بالبحر 
اذا لامس الوجدان بتنا نبحر فيه وامواجه العاتية تقلب أفكارنا 
هو إدمان الفكر لتفاصيل الحدث المؤلم
 
وصف موفق لحالة الحزن التي تتملك الكاتبة 


أغلقت هالة قلبي من الاختراق..
كي تشفى مني..

تحاول صاحبة النص التخلص من هذا الشعور 
بخلق درع واقي لقلبها 
رغم الوجع الذي يصاحب الكاتبة إلا انها فتحت نافذة أمل 
كلمة التشافي هي كلمة تصاحب الإصرار على الخروج من هذه الحالة إلى حال افضل

  
والليل يكشف أوراقي كمتاهة..
تغزوني بفاصلة التصقت بمسافة تنادم السلوى ..

جعل الليل ستر وغطاء هنا ناقضت الكاتبة هذه الفكرة جاءت بضدها ان الليل يفضح اوراقها 
ربما رمزت للارق الشديد الزائر المحبب في الليل البهيم
هذا الذي يصاحبنا في كل رحلة افكار ليلية اشبه بالمتاهة 
 
وأكسير السعادة..
يعزف على أوتار سيمفونية ناقصة..
كلما ألقيت لها شجوني ..
تقول هل من مزيد..

بلوغ السعادة بنظر الكاتبة صعب المنال 
او هو سطر ضائع من نص تاه مضمونه

نص جميل جدا رغم حالة الحزن الشديد التي صاحبت الكاتبة 
اتت على ذكر عتاب 
لكن لم تخبرنا ما كان هذا العتاب 
تركت للقارئ مساحة للتخيل 
عتاب ماذا ؟ 
لغة راقية تشبيهات وتصاوير جميلة جدا
تلج قلب القارئ لتتمكن من مشاعرة وتطوعها نحو التعاطف من صاحبة النص 
كانت رحلة جميلة مع هذا النص 
بوركت الكاتبة 
تحياتي والتقدير

الشاعرة ملاك نورة حمادي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدب / بائع الجرائد / الشاعرة شذى البراك

الشاعرة شذى البراك  بائع الجرائد بين الحرب والسلام.. أحمل خطاي المتثاقلة.. أتأبط شره الكوارث.. ودموع الثكالى.. وأبراج الأحلام الوهمية.. في صحفي.. جراح كنصال في خاصرة الزمن.. حيث وطني المعلق بسارية من دماء.. ورياح التطرف غراس اشتهاء يبيع الانتماء في أسواق النخاسة.. وفي سطوري بات إيقاع الحياة سريعا.. يموج بواقع مضطرب..  مهووس  فلم تعد للسلام أجنحة يحلق بها.. وصار يشكو هويته الضائعة.. والفوضى أعتى من أسلحة الدمار الشامل.. والقلوب تقتل بنيران صديقة..

من أنت أبها الطير / الشاعر غازي القاسم

 وقالت :- مِن أينَ أنتَ أيّها الطير ؟  وقلت :- أنا طيرٌ مِن بِلادِ السَلامِ  وَلَمْ يزُرْهَا السَلامُ بَعدْ  أنا مِن تَحت ظِلالِ أشْجارٍ  تَحْتَها تَفَيأَ الأنْبياءُ  لَم تُمْطرٰ السَماءُ هُناكَ بَعد  أنا مِن بِلادٍ تَكْتُبُ التَاريخَ بِالدَّمِ  فيها مات المُسْتحيلُ  تُلوَ المُستحيلِ  أنا مِن بِلادٍ يُحَارِبونَ كَيّ  يَنْتَصِرَ الجُرْحُ عَلَى السِكينِ  أُغْنيتي شَهقَةُ شَهيدٍ  لا ينتسبُ لِلمَوْتِ  يَرْسُمُ في السَماءِ سَحَابَةَ مَطَرٍ  تنبتُ قَمْحَ حَياةْ  أنا طيرٌ أبَدِّيُ التَحليقِ  صُعوداً مِن هَاوِيَةٍ إلى هاَوِيَة  أنا طَيْرٌ لَهُ تَرانِيمٌ  مِن وَقْعِ خُطى الغُزاةِ  وَصَرْخَةِ الخَطَايا  أنا أُغْنِيةُ طـفْلٍ يَرْفَعُ شَارَةَ نَصْرٍ  وَعَلَماً وَحَجَراً  وأنا لَوْعةُ الأُمِ تَشمُ قَميصَ شَهيدِها  وَلَوْعَةُ طِفْلَةٍ تَيَتَّمت عَلَى بَابِ العِيدِ  أنا تَغْريدَةُ  مَوتِ الموتِ في الموتِ  شَهْقةَ حَياةْ  غازي القاسم

مجلة آفاق الأدب _____ على صراط البينات _____ الشاعر شاه ميران

على صراط البينات  رقعت ثياب نعاسي  بخيوط يديكِ  كنت رثاً  مثل وصايا العجائز  اتغير بأستمرار  قايضت جبيناً بشمس الظهيرة  ظننت بأنني خسرت الاف اميال الدفء  و قمح ما بين عقد الحاجبين  مر قبالة فمي  من غير وداع حاصد  حلمت بالجوع كثيراً  حتى اخذتني رياح شعر مسترسل  الى قارات لم تكتشف  انتِ ، بردية ندى متحولة عطراً يتعطر بدجاه ترغمين الكون كسلاً في رأسي  ثم تبعثرين الأوراق قبل ملئها  مس عنقي اشباح اظافرك المبتذلة  و انا مزدحم بآواصر اللاوعي  فعمري الآن  لا يتعدى رقصة تحت المطر  و طفلة خيال تتأرجح  في باحة اشعاري الخلفية  كيف تحتملين خرائب صدري  و معارك الشخير المنهزم  من ميادين الرئة  لست ساكناً حراً  بل على تماس مع  تفعيلات مبسمكِ الضوئي  كرحلة الأنجم  هيت لكِ طوداً  سيغفوا فوق حقول القطن  تاركاً رموز قصيدة مختمرة  حتى يستفيق  قديم انا  مثل غبار يغطي سطح كتب الشعوذة  ساذج الرد  كصخرة جليدية  تهمل العوالق قضيتي...