التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجلة آفاق الأدب / قصائد ملحمية من الوزن الثقيل / الكاتب كاظم شلش



الكاتب كاظم شلش 

قصائد ملحمية من الوزن الثقيل
عمر عبد الدائم..صديقي لاتَلُمني و أنتيجونة/ طرابلس
حياة قالوش..عانق العود/ لبنان
أحمد قنديل.. الجوعُ نائمّ في غمدِه.... مالم يقله
( زهير بن أبى سلمى)/ مصر

عمر عبد الدائم في
قصائد من الوزن الثقيل كباقي القصائد النوادر التي تحدث تصيب قشعريرة في الأبدان عند الأستمتاع لها.. ننشرها وننشرها للمرة المليون حتى يصرخ الشعر هنا.. اني انا الشعر والشاعر.علامةً فارقه في الأدب الشعري أن هناك شاعراً قال شعراً حقيقياً بعيداً عن كل تزييف وتطبيل المطبلين كما عند بعض شعراء الصدفه التي قادتهم الأقدار ان يستحكموا على الشعر والمشهد الثقافي برمته بدون وجه حق. ودون ان نسمع منهم شعراً حتى.. يعني شعراً كهذا او هو مادون ذلك لا.لا هذا هو الشعر... القصيد للكبير العملاق عمر عبد الدائم
( صديقي لا تَلُمني و أنتيجونة) حرسك الله بعينه التي لا تنام..
شاعرنا المبجل عمر عبد الدائم

الكاتب كاظم شلش
****************

صديقي لا تَلُمني
إنّني أحببتُ سِجني
فإذا قبّلتُ أصفادي ..
و جلاّدي ..
إذا عانقتُ حُزني
لا تلُمني
و إذا مزّقتُ أشعاري ..
و أوتاري ..
إذا أحرقتُ فنّي
لا تلُمني
فلقد أيقنْتُ أنّ السّجنَ أرحبُ ألفَ مرّهْ
من عذاباتِ التّمني

**
يا صديقي لا تلُمني
إنْ أكنْ هادنتُ في عمريَ أياماً طويلهْ
وإذا أزهقتُ في روحي أحلاماً جميلهْ
و قَلَبْتُ الحبّ حربا
و اتّخذتُ الحِقدَ دربا
و نأتْ بي خطوتي العمياءُ عن درب الفضيلهْ
لا تلُمني
فأنا ما عُدتُ ذاكَ الشّاعِرَ اللاّهي بأقداح النّدامى
و أنا ما عُدتُ أشدو للخزامى
و عصافير الخميلهْ

**
يا صديقي لا تلُمني
فابتساماتُ السنابِلْ
لم تَعُدْ تُغري بأنهار القصائدْ
و فَراشُ الحقلِ ـ في ضوضائهِ ـ
يؤذي المسامِعْ
و الفراقِدْ ..
لم تعُدْ مُلهِمةً في قلبِ حاقِدْ

**
يا صديقي لا تلُمني
إنّني ما عُدتُ منّي
فأنا في هذه الدنيا
لأوهامي أغنّي
ولقد أيْقَنتُ أنّ الوهمَ أجملُ ..
ألفَ مرّة
من مزاميري و لحني
لا تلُمني
لا تلُمني
***
عمر عبد الدايم
*****************

أنتيجونة
****
كانت هُناك ..
خَلفَ ذلك النّهار
على بُعدِ شَطحةٍ مِن الخيال
على بُعدِ فرسخٍ مِن العذابِ ..
و الألم
رأيتُها هُناكَ ..
تُوقِدُ الشّموع
وكانت الريّاحُ حينها 
تُدحرِجُ الغيمَ الكئيبَ في السّماء
و جذوةُ الظّلامِ تحتدِم
والشّمسُ عذراءٌ ..
و في كَبَدْ 
تُحاوِلُ الإفلاتَ ــ دونما أمل ــ
من قبضةِ الغيوم
الشمسُ لا تُريد أن تموتَ في الضّحى
وأنتيجونة
أنتيجونة وحدها
تُرَتِّقُ القُلوب
و تُوقِدُ الشموع
و وحدها تُحارِبُ الظلام
**
رأيتُها في طِيبةَ
تدفُنُ "بولينيكس"
و في روما رأيتُها 
تُصلَبُ ألفَ مرّةٍ
لأنّها تبوحُ بالحقيقة
وقطّعَتْ أطرافَها 
سيوفُ الفاتحين في الصحراء
و في بُرجَي تِجارةِ نيويورك
رأيتُها تُلوّحُ بِشالِها
عبرَ نوافذِ النيران
و في "أبي غُريب" كانت تستُرُ العُراة
و تُطعِمُ الجياع في أثيوبيا
واليومَ ..
من جديد
أراها في درنه
و بنغازي
و في بني وليد
أنتيجونة
أنتيجونة
مازالت الشموعُ في يديها تشتعل
مازالت الرياحُ في الأفُق
تُدحرِجُ الغيوم
مازالت الشمسُ تُحاول الإفلات
من براثِنِ الظلام
وكُلّما تلاقحت من حولها الهموم
تُصيحُ أنتيجونة :
سيرحلُ الظلام
سيختفي الغَمام
سيولَدُ الفجرُ
و تُشرِقُ الشموسُ مِن جديد
سيضحكُ الأطفالُ ذات عيد
ونحتفي بالحُبّ ..
والرّبيعِ ..
و القصيد
سيرجعُ الحمامُ في سمائنا
سيرجع الحَمام
***
(أنتيجونة ..هي ابنة أوديب في الأسطورة اليونانية ، وهي عنوان مسرحيّة كتبها سوفوكليس في القرن الخامس قبل الميلاد) .
*********************

قبلأت ترتسم على خد القصيد العمودي 

.قصيدة ..عانق العود..للكبيرة الكاريزماتيه بنت لبنان حياة قالوش قصيدة تعد من القصائد المنضبطة، صورة ومبنى، وايقاع، وتحكم.. تحس وكانك امام الشعر من اجل الشعر لاغير. بعيداً عن المزيفين والمطبلين الفارغين من المحتوى ومن على شاكلتهم من اصحاب المجلات والمنتديات الذين يوزعون الهدايا وكتب الشكر لمن هب ودب دون ان يراعو الشعر وهيبته وهم بهذا العمل المشين اصحاب ثقافة تدميريه بشعور او بغير شعور..أذن دعونا في رحاب حياة قالوش الشعر
وهذا الابداع الشعري الذي نبحث عنه ولانلاقيه الا بشق الأنفس.. لنبقى مع الشاعرة المستنيرة حياة..وهي تعزف سمفونية (عانق العود)..
الكاتب كاظم شلش

********************

قصيدة 
عانق العود 
٠٠٠٠٠٠
‏‎عانقِ العُودَ وحلّقْ بالنّغَمْ 
‏‎واحتضنّي، فحنيني لمْ ينَمْ 

‏‎مثلَ غيمٍ شاردٍ أطوي المدى 
‏‎قبل أنْ يأتي بِلاءٍ أو نعَمْ

‏‎عُدْ يعُدْ للشّجرِ العاري النّدى
‏‎ويُذيعُ الطيرُ ما الغصنُ كتَمْ 

‏‎ أنا إِنْ تجنحْ بشعري صورةٌ 
‏‎كنتَ فيها لونَها، كنْتَ القلَمْ

‏‎ناصعُ التّيهِ، خرافيُّ السّنا 
‏‎يا الدُّنى يا وهْجَها حين ابتسَمْ 

‏‎تقفُ الأيّامُ عن دورتِها
‏‎تنثرُ الراحَ وأكوابَ النِّعَمْ

‏‎ أتأنّى وأُملّي خافقي
‏‎أسألُ الزّهر: أفِي الأرضِ ديَمْ؟

‏‎صرتَ منّي نبضةً أحيا بها
‏‎وبقلبي قلتُها لَيْس بفَمْ

‏‎وأرى طيْفَكَ في عمقِ الرّؤى
‏‎وصدى روحِكَ في روحيَ عَمْ

‏‎وتهاوى الضّوءُ إلّا قبلةً 
‏‎بقِيَتْ تُذكي وصالًا ليْتَ تَمْ

‏‎ كلّما مرّ ببالي نورسٌ
‏‎هاجَ بالي نافضًا عنّي الألَمْ

‏‎لِمَ أطفأنا قناديل الهوى 
‏‎لِمَ لَمْ نُصغِ إليْنا، لِمَ لَمْ

‏‎يا حبيبي، رجعَ النّجمُ، وها
‏‎إنّهُ يسري بنا دونَ قدَمْ

‏‎ذوّبِ الصّخرةَ، عُدْ لي اليومَ، عُدْ
‏‎كادَ شوقي أنْ يرَوْهُ، ويُشَم

حياة قالوش/ لبنان
***********************

وكالعادة إمبراطور الشعر ..احمد قنديل يضيف للشعر لمسات ماتبوح به قريحتهُ من فن القصيد وبهذا لا خوف على الشعر ولاهم يحزنون الشعر باقي بعكس الذين يقولون عكس هذا ان الشعر في تدني اقول لهم أنكم لم تذهبوا لقراءة الشعر الصح أما الذين يكتبون دعهم يكتبون وهذه محاولات ولا بأس بها.وليس كل من دق مسمار نجار... وعليك ان لاتربط الجرباء خلف صحيحةٌ خوفاً على الصحيحة ان تجربُ واختار كيف تقرأ ولمن تقرأ يكون الشعر تباشير خير لديك ويبعث على التفائل... إلى أحمد قنديل وواحدة من قصائده الرائعه
الكاتب كاظم شلش

الجوعُ سيفٌ 
نائمٌ في غمدِه
**************
ما لم يقله ( زهير بن أبى سلمى )
شعر أحمد قنديل

.
يا أمَّ أوفَي 
هل علِمتِ 
بماجرَى ؟!

منعوا البكاءَ 
وقبلَه منعوا 
القِرَى
.
.
حتّى 
على الأطلال 
ذمَّ بكاؤنا

والرقمتان 
غدت تباع 
وتشترى 
.
.
(حومانة الدّراجِ )
تشكو جوعها

وأنينُ عبسٍ
صار أمراًَ 
مفترَى !!
.
.
والنَّاسُ
في( ذُبيانَ )
من فرط الأسى 

تاهوا 
فما عرفوا الأمامَ
من الورا
.
.
و(زهيرُ)
قد فقد التعقّلَ
والحِجَا

وغَدَا 
لكل الناصحين
مُكَشرا
.
.
رفضَ المشورةَ
من بني أعمامه

حتى ابن عوفٍ
عافَه متكبِّرا
.
.
وأمامَ (وادي الرَسِّ )
قامَ مفاخِرا

بالمنجزات 
وما أشادَ
على الثَّرى
.
.
ويقولُ : يا هامانُ
هل ترى مالكاً
غيري 
على رأسِ الخلائقِ 
والورَى 
.
.
أنا 
لاأريكم غيرَ 
ما أبصرته

أنَّى
لعبسٍ أن ترى
ما قد أرى ؟!
.
.
الصَّيف
ضيعت البلادَ
بفعلها

حتى وماء النبع 
صارَ مُكدّرا
.
.
ما كان 
الاستعمار فينا 
ظالما

يا ليته
قد دام فينا 
أدهرا
.
.
من ذا لباكيةٍ
يجوعُ وليدها

ودموعها 
تنساب منها 
أنهرا
.
.
الجوع 
سيفٌ نائمٌ 
في غمدِه

سيجيئه 
صبحٌ الجِياعِ
ليُشهَرا
.
أحمد قنديل
*****************
شكري وتقديري الي جيشنا العرمرم شعراء، وأدباء، نقاد، ؛،ومتلقي لبيب.والى كل الذين يبحثون عن روائع فن القصيد وجمال الكلمة ومعناها وكيف ان الكلمة تخفي وتستبطن بداخلها معاني آخر دفينه يراد من الكل والجميع تفكيك شفارتها والنبش عن الدفائن واستخراج الكنوز.. وهذا هو الأصل في كتابة روائع النص فهيا بنا نتفرس في المعاني وجمالية الحرف..مع جل تقديري واحتراماتي للجميع...
الكاتب كاظم شلش

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدب / بائع الجرائد / الشاعرة شذى البراك

الشاعرة شذى البراك  بائع الجرائد بين الحرب والسلام.. أحمل خطاي المتثاقلة.. أتأبط شره الكوارث.. ودموع الثكالى.. وأبراج الأحلام الوهمية.. في صحفي.. جراح كنصال في خاصرة الزمن.. حيث وطني المعلق بسارية من دماء.. ورياح التطرف غراس اشتهاء يبيع الانتماء في أسواق النخاسة.. وفي سطوري بات إيقاع الحياة سريعا.. يموج بواقع مضطرب..  مهووس  فلم تعد للسلام أجنحة يحلق بها.. وصار يشكو هويته الضائعة.. والفوضى أعتى من أسلحة الدمار الشامل.. والقلوب تقتل بنيران صديقة..

من أنت أبها الطير / الشاعر غازي القاسم

 وقالت :- مِن أينَ أنتَ أيّها الطير ؟  وقلت :- أنا طيرٌ مِن بِلادِ السَلامِ  وَلَمْ يزُرْهَا السَلامُ بَعدْ  أنا مِن تَحت ظِلالِ أشْجارٍ  تَحْتَها تَفَيأَ الأنْبياءُ  لَم تُمْطرٰ السَماءُ هُناكَ بَعد  أنا مِن بِلادٍ تَكْتُبُ التَاريخَ بِالدَّمِ  فيها مات المُسْتحيلُ  تُلوَ المُستحيلِ  أنا مِن بِلادٍ يُحَارِبونَ كَيّ  يَنْتَصِرَ الجُرْحُ عَلَى السِكينِ  أُغْنيتي شَهقَةُ شَهيدٍ  لا ينتسبُ لِلمَوْتِ  يَرْسُمُ في السَماءِ سَحَابَةَ مَطَرٍ  تنبتُ قَمْحَ حَياةْ  أنا طيرٌ أبَدِّيُ التَحليقِ  صُعوداً مِن هَاوِيَةٍ إلى هاَوِيَة  أنا طَيْرٌ لَهُ تَرانِيمٌ  مِن وَقْعِ خُطى الغُزاةِ  وَصَرْخَةِ الخَطَايا  أنا أُغْنِيةُ طـفْلٍ يَرْفَعُ شَارَةَ نَصْرٍ  وَعَلَماً وَحَجَراً  وأنا لَوْعةُ الأُمِ تَشمُ قَميصَ شَهيدِها  وَلَوْعَةُ طِفْلَةٍ تَيَتَّمت عَلَى بَابِ العِيدِ  أنا تَغْريدَةُ  مَوتِ الموتِ في الموتِ  شَهْقةَ حَياةْ  غازي القاسم

مجلة آفاق الأدب _____ على صراط البينات _____ الشاعر شاه ميران

على صراط البينات  رقعت ثياب نعاسي  بخيوط يديكِ  كنت رثاً  مثل وصايا العجائز  اتغير بأستمرار  قايضت جبيناً بشمس الظهيرة  ظننت بأنني خسرت الاف اميال الدفء  و قمح ما بين عقد الحاجبين  مر قبالة فمي  من غير وداع حاصد  حلمت بالجوع كثيراً  حتى اخذتني رياح شعر مسترسل  الى قارات لم تكتشف  انتِ ، بردية ندى متحولة عطراً يتعطر بدجاه ترغمين الكون كسلاً في رأسي  ثم تبعثرين الأوراق قبل ملئها  مس عنقي اشباح اظافرك المبتذلة  و انا مزدحم بآواصر اللاوعي  فعمري الآن  لا يتعدى رقصة تحت المطر  و طفلة خيال تتأرجح  في باحة اشعاري الخلفية  كيف تحتملين خرائب صدري  و معارك الشخير المنهزم  من ميادين الرئة  لست ساكناً حراً  بل على تماس مع  تفعيلات مبسمكِ الضوئي  كرحلة الأنجم  هيت لكِ طوداً  سيغفوا فوق حقول القطن  تاركاً رموز قصيدة مختمرة  حتى يستفيق  قديم انا  مثل غبار يغطي سطح كتب الشعوذة  ساذج الرد  كصخرة جليدية  تهمل العوالق قضيتي...