التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجلة آفاق الأدب / رسائل ليس لها عنوان / الأديبة سلوى لإدريسي



 الأديبة سلوى لإدريسي
أدب الرسائل : رسائل ليس لها عنوان

عزيزي س.م

في تلك الليلة التي أغلقت فيها باب شقتي في وجهك ،كانت الليلة الأكثر رعبا بالنسبة لي ، تمنيت وقتها لو كنت معطفك المعلق خلف باب الشقة، تمنيت لو أنني فنجان قهوة في قعره سكنت أحلامي السوداء ، تمنيت وتمنيت ،الى أن تمنيت أن أكون لاشيء مجرد نفس تسمعه الجدران الجامدة..
عزيزي أنا آسفة لأنني لم أكن طالبة مجتهدة ،أسفة لأنني لم أتخرج من الجامعة "طبيبة نفسية" لأتفهم أمراضك الظاهرة والباطنة ، لم يسعفني جسمي النحيف في أن أتحمل سمومك الفتاكة..
يبدو أن القدر رماك في طريقي كحجر عثرة ،وكم هي العثرات التي توالت بسبب حجر صغير ،كان علي إبعاده من البداية فقط...مجرد ركلة في الوقت المناسب كانت لتجنبني جروح السنين...
أعتقد أنك مازلت متفاجئا من قوة الباب ،وهي تهتز أمام وجهك ، أنا أيضا خفت كثيرا من صوتها المدوي، لكن صوت أحزاني كان أقوى منها بكثير ، أقوى من صوت الرعد،أقوى من صوت القنبلة النووية...
سمعتك خطواتك وأنت راحل، كأنك السراب،كأنك الحب ،كأنك أنا ،كأنك حلم،كأنك فرحة،كانك كل شيء ...لكنني لن أفتح الباب مرة أخرى ،هذا ما وعدت به أنفاسي الهادئة..

سلوى لإدريسي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدب / بائع الجرائد / الشاعرة شذى البراك

الشاعرة شذى البراك  بائع الجرائد بين الحرب والسلام.. أحمل خطاي المتثاقلة.. أتأبط شره الكوارث.. ودموع الثكالى.. وأبراج الأحلام الوهمية.. في صحفي.. جراح كنصال في خاصرة الزمن.. حيث وطني المعلق بسارية من دماء.. ورياح التطرف غراس اشتهاء يبيع الانتماء في أسواق النخاسة.. وفي سطوري بات إيقاع الحياة سريعا.. يموج بواقع مضطرب..  مهووس  فلم تعد للسلام أجنحة يحلق بها.. وصار يشكو هويته الضائعة.. والفوضى أعتى من أسلحة الدمار الشامل.. والقلوب تقتل بنيران صديقة..

من أنت أبها الطير / الشاعر غازي القاسم

 وقالت :- مِن أينَ أنتَ أيّها الطير ؟  وقلت :- أنا طيرٌ مِن بِلادِ السَلامِ  وَلَمْ يزُرْهَا السَلامُ بَعدْ  أنا مِن تَحت ظِلالِ أشْجارٍ  تَحْتَها تَفَيأَ الأنْبياءُ  لَم تُمْطرٰ السَماءُ هُناكَ بَعد  أنا مِن بِلادٍ تَكْتُبُ التَاريخَ بِالدَّمِ  فيها مات المُسْتحيلُ  تُلوَ المُستحيلِ  أنا مِن بِلادٍ يُحَارِبونَ كَيّ  يَنْتَصِرَ الجُرْحُ عَلَى السِكينِ  أُغْنيتي شَهقَةُ شَهيدٍ  لا ينتسبُ لِلمَوْتِ  يَرْسُمُ في السَماءِ سَحَابَةَ مَطَرٍ  تنبتُ قَمْحَ حَياةْ  أنا طيرٌ أبَدِّيُ التَحليقِ  صُعوداً مِن هَاوِيَةٍ إلى هاَوِيَة  أنا طَيْرٌ لَهُ تَرانِيمٌ  مِن وَقْعِ خُطى الغُزاةِ  وَصَرْخَةِ الخَطَايا  أنا أُغْنِيةُ طـفْلٍ يَرْفَعُ شَارَةَ نَصْرٍ  وَعَلَماً وَحَجَراً  وأنا لَوْعةُ الأُمِ تَشمُ قَميصَ شَهيدِها  وَلَوْعَةُ طِفْلَةٍ تَيَتَّمت عَلَى بَابِ العِيدِ  أنا تَغْريدَةُ  مَوتِ الموتِ في الموتِ  شَهْقةَ حَياةْ  غازي القاسم

مجلة آفاق الأدب _____ على صراط البينات _____ الشاعر شاه ميران

على صراط البينات  رقعت ثياب نعاسي  بخيوط يديكِ  كنت رثاً  مثل وصايا العجائز  اتغير بأستمرار  قايضت جبيناً بشمس الظهيرة  ظننت بأنني خسرت الاف اميال الدفء  و قمح ما بين عقد الحاجبين  مر قبالة فمي  من غير وداع حاصد  حلمت بالجوع كثيراً  حتى اخذتني رياح شعر مسترسل  الى قارات لم تكتشف  انتِ ، بردية ندى متحولة عطراً يتعطر بدجاه ترغمين الكون كسلاً في رأسي  ثم تبعثرين الأوراق قبل ملئها  مس عنقي اشباح اظافرك المبتذلة  و انا مزدحم بآواصر اللاوعي  فعمري الآن  لا يتعدى رقصة تحت المطر  و طفلة خيال تتأرجح  في باحة اشعاري الخلفية  كيف تحتملين خرائب صدري  و معارك الشخير المنهزم  من ميادين الرئة  لست ساكناً حراً  بل على تماس مع  تفعيلات مبسمكِ الضوئي  كرحلة الأنجم  هيت لكِ طوداً  سيغفوا فوق حقول القطن  تاركاً رموز قصيدة مختمرة  حتى يستفيق  قديم انا  مثل غبار يغطي سطح كتب الشعوذة  ساذج الرد  كصخرة جليدية  تهمل العوالق قضيتي...