الشاعر أيمن رضوان
الوجهُ الآخر
......................
يَا وَيْحَ خِلٍ مِنْ غَرَامٍ كَبَّلَهْ
يَرْجُو فِرَارَاً منْ جَحِيمِ الْمِقْصَلَةْ
أَبْدَى قَـبُولاً لِلْهَوَى، قدْ نَالَهُ
مِنْ سِحْرِهَا تِلْكَ الرمُوش النَّابِلَةْ
رَاغَتْ تَجُرُّ الْغَرَّ صَوْبَ الْمُنْتَهَى
لَمْ يَدْرِ كَمْ أَغْوَتْ عيونٌ ذابلةْ !
تَعْدُو تُصِيبُ الرُّوحَ عَنْ قَصْدٍ وَهَا
تَبدو كريحٍ بالأَذى ذي مُرْسَلَةْ
تَرْمي بِإِحْكَامٍ وَشَدَّتْ قَوْسَهَا
سَهْمٌ وَقَدْ حَــطَّ الْحَنَايَا مَعْقِلَهْ
بالْعِشْقِ تُغْرِي هائماً قدْ صابهُ
حزنٌ ترَامَى في الْفضَا ما أشْمَلهْ
لَمْ يَدْرِ أََنَّ الهَمَّ فِي جَمْعٍ لَهُ
مِنْ كُلِّ صوْبٍ فالبلايا واصلةْ
للخَمْرِ مالَ المُبْتلَى ، مَاجَتْ بِهِ
دُنياهُ حدَّ السُّكْرِ هَذي نازلةْ
فِي غَيْبَةٍ للعقلِ هَانَتْ رُوحُهُ
للموتِ راحَ طَالباً أن يَقْبَلَهْ
هَذي حَياةٌ فِي ثَرَاهَا أثْمرَتْ
سُودُ الليَالي طَلْعُهَا كالْحنظلةْ
ظن الفتَى أن الحَلَا في ما جنَى
مِنْ فرْعهَا هَذا الذِي قدْ حنَّ لهْ
مكرُ الأفَاعِي قدْ بدَى في عينهَا
لؤماً ، هُنَا في غفلةٍ لمْ تُمْهلَهْ
هَا قدْ نَأَتْ عنهُ الْغَنُوجُ الْمَاكِرةْ
فِي عقلهَا تسري نوايا مُجْفِلةْ
بَانَتْ وَألْقَتْ خَلفَهَا قَوْلاً لهَا
فَقْرٌ ويَدْنُو مِنْ هَوَى ذا قاتِلَةْ
دَعْ عَنْكَ وَهْمَاً فَالْهَوَى وَالْفَقْرُ ما
كانَا رِفاقاً في مَسِيرِ القَافلَةْ
لَمْ يَبْقَ عِشْقٌ صَامِدٌ فِي وَجْهِ لَيْـ
ـلٍ حَالِكٍ ، هَذِي أَحَاجٍ زَائِلَةْ
ارْحَلْ وَلَا تُصبحْ عَنِيداً لَسْتُ مَنْ
تَرْضَى مُقَامَاً فِي ذُيُولِ الرَّاحِلَةْ
ارْحَلْ رَأَيْتُكَ لسْتَ أهلاً كيْ تُطَاـ
ـعَ فتَأمُرُ الدُّنيَا لِتأْتِي وَاصِلةْ
لا تَأْتِ بَابِي طَارقاً وَاغْنَمْ بِغَيْـ
ـري عِشْ حَيَاةً بالمُنَى حافِلةْ
مَا فَاتَ عِشْقٌ قَدْ مَضَى إِلَّا ضحاـ
ـيا ، دمْعهُمْ خطَّ الْخُدُود النَّاحِلَةْ
كُفَّ الْمُنَى ،لَمْ يَنْجُ قَلْبٌ نامَ فِي
حُضن الهَوَى تِلكَ الْأَمَانِي مُنْكِلَةْ
لَوْ كَانَ فِيهَا بَعْضُ صِدْقٍ مَا انتَهَتْ
بالويلِ جمراً كالذِي قدْ صِرْتَ لَهْ
دَعْنِي وَفِكْري ما أرَى إلّا بعقْـ
ـليْ مَا عَلَى عَاصٍ ذُنُوبٌ مَاثِلَةْ
إلَّا الْهَـــوَى إِثْمٌ تَـمَادَى كِبْرُهُ
وَالْكِبْرُ إِنْ حَطَّ الْحَشَا لَنْ يُرْسِلَهْ!
لَكِنَّ مَنْ شَفَّ الْهَوَى حَدَّ الْتمنـ
ـنِي لَنْ يرَى في قَولهَا ما يَشْغَلَهْ
فِي غَفلةٍ جَـــاثٍ عَلَى مَا ظَنَّهُ
عِــزُّ الْقُلُــوبِ فِي غَبَاءٍ دَلَّلَهْ
نَادَى حَنَانَيْكِ ارْفِقي بِي مُوجَعٌٌ
فِي عِشْقِكُمْ يَلْقَىى هَوَاناً جَلَّلَهْ
رِقِّي وجُــودِي لي رضاً عَلَّ الْمُنَى
تَزْهُو شُمُوسٌ في حياتي مُجْمَلَةْ
بَانَتْ فَمَا أَوْلَتْهُ عِشْقَاً كَانَ يَسْـ
ـعَى فِي غُلُوٍّ رَاجِيَاً أَنْ يُكْمِلَهْ
بَانَتْ وَخَلَّتْ خَلْفَهَا بُؤْسـاً تَمَطـْ
ـطَى بَلْ يَنَالُ الرُّوحَ أَضْحَتْ هَلْهَلَةْ
ذَا وَصْفُ قَلْبٍ زَارَهُ طَيْفُ الْهَوَى
أَضْحَــى كَأَطْـلَالٍِ تُغَـنِّّي مُهْمَلَةْ
................ أيمن رضوان
تعليقات
إرسال تعليق