مجلة آفاق الأدب /قراءة نقدية في نص الشاعرة نجوى الدّالي "امسك من الريح جرعة " /الأديب عبد الله المياح
الأديب عبد الله المياح
قراءة نقدية في نص الشاعرة نجوى الدّالي امسك من الريح جرعة
تطالعنا شاعرتنا المبدعة الاستاذة نجوى الدالي بنصها الجميل وبعتبته الاجمل( أمسك من الريح جرعة ) بمداهمة المخاطب بالتيئيس وهي تطلب منه أن يمسك الريح..وفعل الأمر هنا (أمسك..هو فعل تعجيزي أذا ما رمنا الامساك الفعلي بالهواء أو الضوء..أو الظلام أو ماشاكلها..وينسحب هذا المعنى على من نطلب منه أن يمسك أعصابه بأنزياح معنى الفعل الى الهدوء وترك الانفعال..
وكذا الحال بالنسبة لفعل الأمر ( لملم )..والمقصود لملمة الاحزان ..وليس للاحزان جرم او حجم يتيح اللملمة..ولكن المجاز يسمح لاستخدام فعل الامر هذا..
وكذا الامر للفعل أطلق ،المتبوعة بكلمة ذراعيك..لتكون بديلا لاغصان الاشجار التي تتمايل مع أرجحتها العصافير والاطيار قاطبة..وهنا تطلق شاعرتنا التشبيهات والمجازات والمحسنات البديعية لتضفي على النص رونقا رائقا مدهشا مبهرا..
ثم تلخص شاعرتنا فحوى النص بجملة..( واقطع مع اليأس عهدا) لتؤكد لنا موضوعة التيئيس الذي بدأنا به تعليقنا..
ولكن علة التيئيس مبررة عند الشاعرة بأمرين...أولهما الاعتماد على النفس..وعدم الاتكال على أحد..
أما الامر الثاني فهو التوجيه (بعدم إشراك غيرك بأمرك)..
ثم الاحتكام لعقلك وما يمليه عليك أحساسك....وأطاعتهما..
النص يرجع بإنتماءه للسهل الممتنع..ويبتعد عن الحداثة أو الميتا حداثة..وهو نص ينطوي على الارشاد والنصح والتوجيه
لنيل السداد في التصرف..
وهو نص رائع سلس..أما لغته فهي محبوكة وتنتمي للغة الشعراء المختصين لغويا والمولعين بالبلاغة..
أعجبني حقا أخي وزميلي الناقد الكبير القيس هشام وهو يبحر بين ثنايا النص تفكيكا وتحليلا..بل تشريحا لم يترك فيه زيادة لمستزيد..وتعامل استاذنا الناقد مع المفردات بشكل معجمي لافت مهيب..
وللأيجاز أقول أن النص كان مائدة علمية ثرة تمنحنا فرصة العودة الى عوالم لغتنا الاجمل..
شكرنا لكاتبة النص ويراعها الفارع...
الشكر موصول للقيس الأنيق دائما
في تعامله مع كل النصوص...
وإن كنت أنسى ...فلن أنسى طبق المتعة العقلية الادبية التي كانت مجلتنا الغراء وكادرها السامق سببا لجلب هذا الامتاع الساطع الجذاب..
شلالات مودة ...
وأمنيات ودعوات للجميع..
بديمومة الألق..
تعليقات
إرسال تعليق