التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجلة آفاق الأدب ____ اليهودي في رواية " ناغوني الصغير " ____ الناقد رائد محمد الحواري

اليهودي في رواية

"ناغوغي الصغير"

حسن حميد

هناك العديد من الروايات العربية  تحدثت عن اليهود، مثل، عائد إلى حيفا لغسان كنفاني،  عديقي اليهودي لمحمود شاهين، صدقيتي اليهودية لصبحي فحماوي، مصائر لربعي المدهون، مريم ميريام لكميل أبو حنيش، علي، سيرة رجل مستقيم لحسين ياسين، كافر سبت لعارف الحسيني، والقائمة تطول.

إذا ما توقفنا عند هذا الروايات نجد أن بعضها كان العنوان متعلق باليهود مباشرة، ومنها من جاء العنوان عادي، لكن المضمون متعلق باليهود، في رواية "ناغوغي الصغير" جاءت ضمن الصنف الثاني، عنوان (عام/مجهول) لكنه يتحدث عن الأثيوبي اليهودي "ناغوغي"، الذي عانى الأمرين في دولة عنصرية، تجاه اللون، وتجاه الفلسطينيين، فنهاية الرواية بطرحها قريبة من رواية أرض الميعاد ليوري كولسنيكوف، حيث كانت النهاية متماثلة بينهما، عودة بطلي الرواية إلى الوطن الأم، بعد أن عاشا الويل في دولة تحكمها عقلية الحرب والأمن، وواقع لا يوجد فيه لا سمن ولا عسل، بل صراع وتوتر دائم، وملاحقات أمنية لا تنتهي، وخوف  من أي شيء وكل شيء.

إذن موضوع الرواية قاسي وصعب، وهذا ما جعل السارد (ناغوغي" يلجأ إلى إيجاد مخفف/مهدئ للأحداث، فكانت النساء هن الوسيلة التي استخدمها لتخفيف عليه من قسوة الأحدث، فيحدثنا عن أربع نسوة: "ريفا، دونا، العجوز سابينا، ونورا" اللواتي اقام معهن علاقة عاطفية وجسدية، وهذا ما أسهم في تخفيف من حدة الأحداث وقسوتها.

مدخل الرواية

استخدم السارد وسيط "نورا" لتقوم بنشرة وترجمة سيرة "ناغوغي" التي تركها لها، فاتحة الرواية جاءت على لسان نورا: "الآن/ مضى ناغوغي، إلى بلاده، ولم يبق لدي منه سوى مدونته هذه التي كتبها  بالعبرية باسلوب رائع جدا، كتابة فيها غصص، وبكاء، وأحلام، وحنين، وتوجع، وأخبار، وذكريات، وتذكر، وكراهية، ومحبة، وأشواق، واعترافات مذهلة، لذلك قمت، وكما طلب إلي بنقلها إلى العربية، لغتي الأصلية" ص9، فهذه المقدمة/الفاتحة تتماثل تماما مع ما جاء في متن لرواية، بعدها تنسحب "نورا" ليبدأ "ناغوغي" بالحديث عما جرى له، فهو الذي سحب من وطنه "أمامينا" في أثيوبيا" إلى (إسرائيل) ليعيش حياة البؤس والفقر في الناصرة.

  مكان الحدث

تتناول الرواية أكثر من مكان، "سمخ، جسر بنات يعقوب، القنيطرة، الناصرة، القدس، دمشق" ومن أثيوبيا" نجدها تتناول "أمامينا" حيث كانت  طفولة "ناغوغي"، يحدثنا عن كيفية سحبه من وطنه إلى (إسرائيل) : "...كنت اتوقع وقد صرت واحدا من الأطفال الستة، أن المراقب  أخرجنا كي نعمل عملا ما يهم المدرسة، أو لعله أخرجنا كي يرانا معلم علوم الدين، أو لعه  أخرجنا بسبب شكاية جاءته ضدنا!... أخبرنا المراقب أننا سنذهب مع المعلم، وأن ننفذ طلباته، وأن نكون مثالا للطاعة والهدوء، وإلا فإن العقاب سيكون قاسيا جدا.

..فقالت لي: ستغيب عني طويلا يا ناغوغي

فسألتها: عند والي المدينة. فقالت: لاـ قلت في مدرسة ثانية، قالت لا، قلت أين سأغيب إذا؟، قالت ستغيب في بلاد بعيدة يا ناغوغي، قلت: بلاد جميلة، قالت بلاد جميلة، قلت  وقد لعب خيالي: سأحدثك  عن تلك البلاد  الجميلة يا اماه حين أعود!" ص21و22، بهذه الطريقة تم سحب "ناغوغي" من وطنه إلى بلاد أخرى، التي وصفها معلمه بالجنة: "إلى أين نحن ذاهبون أيها المعلم العزيز، فقال: إلى الجنة، قلنا: إلى الجنة؟! قال: إلى الجنة" ص29.

العنصرية

 لكن هذه الجنة لم تكن جنة بالنسبة  للسود، فلونهم لا يتوافق مع عقلية البيض: "لوني فضحني وميزني، حتى عزلني عن الآخرين، ...لا أحد يناديني باسمي ناغوغي، الجميع يتهكمون علي، ويسخرون مني حين ينادونني: فلاشون، فلاشون" ص12، ولم يقتصر الأمر على الألفاظ بل تعداه إلى الفعل والعمل: "...كنا نشعر أن المطلوب الأول، والغاية الأولى للجنود  الشقر يتمثلان في استنزاف  قوتنا، وامتصاص عافيتنا، لقد بدوا لنا كأن لا هم لهم سوى ترويضنا كما لو أننا حيوانات شرسة ليس إلا.

... الجنود الشقر الذين يشدون البنادق إلى صدورهم .. كانت كفيلة بإعادتنا جميعا إلى العمل.. إلى ردم الخنادق بالتراب الخرافي الذي أحاط بها كالتلال... وما أن انتهينا من حفر الخنادق عشرات المرات، ومن ردمها عشرات المرات.. حتى جاءتنا سيارات  مخيفة بحجومها وهديرها  تحمل حجارة لونها أسود مثلنا...طلب إلينا أن نقوم بتشذيب الحجارة  وترتيبها في شباك معدينة ذات رؤوس شائكة.. مزقت أيدنا وثيابنا وأرجلنا الحافية ووجوهنا" ص13و14، بهذه الصورة كانت جنة "الفلاشون".

أما عن العنصرية تجاه الفلسطينيين: "...تعلمت خلالها فنون التعذيب كلها، كما تعلمت فنون  الجسارة كلها، وتعلمت كراهية الفلسطينيين والعرب والمسيحيين، وأن لا أحد له جدارة بالحياة سوى اليهودي، وأن السيادة على الأرض لليهود...ولكم شاركت في تعذيب السجناء، لكم أدميتهم، ولكم كسرت أذرعهم وأيديهم، ولكم خوزقتهم فأجريت دمائهم سواقي داخل ساحات التعذيب، ولكم مات منهم بين يدي" 126و127.

الفلسطيني والتعليم والفن

بما أن من قام بترجمة مذكرات "ناغوغي" ونشرها فلسطينية "نورا"، فهذا يعطيها أكثر من ميزة، منها التسامح حيال من عذب وقتل أبناء شعبها، بمعنى أن الفلسطيني/ة يتعامل مع الآخرين بإنسانية، وليس من منطلق الانتقام أو ما حدث في الماضي، فهو إنسان اجتماعي (يعفو/يصفح) عن المذنبين إذا ما تابوا وأصلحوا.

كما أن ترجمة المذكرات إلى العربية تشير إلى قدرة الفلسطيني على التعلم والتعليم الأخرين، ف"نورا" هي من علمت "ناغوغي" العبرية،  وهذا ما يمكننا استنتاجه من فاتحة الرواية التي جاءت على لسان "نورا".

لكن "ناغوغي" يحدثنا عن الفلسطينيين الأسرى حينما كان يقوم بدور لسجان، فيصفهم بقوله: "..وأن الرسام قام بقص الشراشف إلى ثماني قطع، ورسم عليها لوحات تبدي الصمود الفلسطيني داخل السجون، وتؤكد على رموز دور العبادة الإسلامية والمسيحية" ص129، وهذه اشارة إلى قدرة الابداع الفني عند الفلسطيني حتى وهو سجين.

أما عن التعليم والدراسة فيقول عنهم: " ...فلا شيء في رؤوسهم سوى العمل، والتعليم، إنهم يقرؤون ويقرؤون، ويقرؤون كل شيء  ويتعلمون   ويتعلمون، ويتعلمون كل شيء، لقد حولوا السجون، وقد عرفت معظمها، إلى مدارس للتعليم،  رأيتهم يتعلمون اللغات، من يعرف العبرية  يعلمها لمن لا يعرفها، ...لا أدري من أين جاؤوا ب (البويا) السوداء وجعلوها مطرحا للكتابة والتعليم. من أين جاؤوا ب (الحوار) ليكتبوا به، لا أدري..

بعضهم انتسب إلى الجامعة، وهم محكومون بالعديد من المؤبدات، إنهم يأخذون الشهادات ومن الجامعات الإسرائيلية لماذا؟، لا أدري، إنهم يدرسون ويدرسون وكأنهم مطاردون أو مدفوعون للدراسة، ولكم كانت تغبطني مظاهر الاحتفال والفرح التي يقيمونها داخل العنابر وهم يحتفلون بتخرج أحدهم في لجامعة، أنهم يغنون، ويرقصون، وينشدون، بعضهم بلا عيون، بلا أطراف، وأجسادهم ملآى بالجروح مع ذلك فهم يغنون ويرقصون وينشدون!، أية كائنات هذه" ص142، يمكن أن تكون هذه الاعتراف بقدرات الفلسطيني الخارقة هي إحدى المبررات لترجمة مذكرات "ناغوغي" ونشرها، فالقارئ الذي سيأخذ موقفا من "نورا" لأنها على علاقة مع يهود أثيويبي، سيجد لها (عذرا) من خلال هذا الاعترافات عن إيجابية الفلسطينية وتجاوزه لواقع السجن.

وما يحسب لهذه الصورة أننا نجد لها مثلا في الواقع،  فهي حقيقية وليست متخيلة، فما يصدره الأسرى من أدبيات ودراسات، تؤكد على أبداع وتألق الفلسطيني في مجال التعليم  والتعلم.

إنسانية الفلسطيني

الفلسطيني بطبيعته إنساني، يعامل الآخرين على أنهم أخوته، "تاغوغي" الذي وجد العنصرية من ابناء دينه، يجد نقيضها عند من هم يفترض أن يكونوا  (أعداء) له، يحدثنا عن أبو ميشيل" وكيف عامله: "ستلبس مثلما ألس، وستأكل وتشرب مما آكل وأشرب، ولا أطالبك إلا بالأمانة والإخلاص، والمحبة، والمحبة قبل الأمانة والإخلاص، إن أحببت يا ناغوغي، ستصير أمينا ومخلصا بالفطرة، وإن كنت لا تعرف المحبة تعلمها، قلت له حاضر، ولم أغادر حانوت أبو ميشيل إلا عند وفاته" ص188.

ولم يقتصر التعامل الإنساني على الرجال، بل نجده  عند النساء أيضا، يحدثنا عن "شهلا" أم نورا، وكيف عاملته بعد أن انتقل إلى "سمخ" التي تعيش فيها، بقوله: "..وعندما ماتت العجوز (شهلا) شعرت وأنا أشيعها بأنني أشيع أمي، كم كانت حنونة هذه العجوز، وكم كان مجيئها إلي في بهمة الليل رائعا لكي تتفقدني، ولكي تتفقد طعامي وشرابي، وهي تحمل إلي صحنا من طعامها أو فاكهة من فاكهة دراها" ص189، اللافت في هذا المقطع أنه جاء مكملا لأول، وكأن تعاليم "أبو ميشيل" وجدت أرضا خصبة عند "ناغوغي" فكانت مشاعره تجاه العجوز (شهلا) تطبيقا كاملا  لها.

 وهناك إنسانية أخرى يمارسها الفلسطيني تتعلق بالفرح، بطريقة تعبيره عن فرحه، يحدثنا عن زيارته للقدس، كيف أن هناك امرأة  توزع الفطائر والمناقيش  على الناس بسبب خروج زوجها من السجن: " ...أنها نذرت  نذرا، ها هي توفيه، إن خرج زوجها سالما من السجن بعد أن حكم بثلاثين سنة، وقد خرج سلما، صحيح أنه خرج، مصابا بمرض السرطان، لكنه خرج... قالت: أن أتى من قريتنا (بيت صفافا) حافية لأخبز  الفطائر والمناقيش أمام الكنسية الكبير في القدس، وأوزعها على الحجاج، قلت مسيحية؟ قالت لا انا مسلمة، وأضافت نذرت أن أخبز (طحنة) كاملة، أي أن أظل وراء الموقد من الفجر إلى الغروب لأن الله أكرمني وأعاد إلي (سلامة) حيا" ص216، نلاحظ اجتماعية لفلسطيني الذي لا يميز بين الناس، ولا يأخذ اختلاف الدين سببا لمنع العطاء، بل يتعامل مع الجميع، ودون استثناء، على أنهم أخوته ومتماثلون معه.

الأم

بعد أن تحدث "ناغوغي" عن العجوز "شهلا" يحدثنا عن أمه عندما هم  مغادرة قريته من خلال ع=هذا المشهد: "..وقالت لي وهي لا تقوى ضبط دموعها: أنظر إلي جيدا، أنظر إلي طويلا، يا ناغوغي الصغير، أحفظ وجه أمك، وأشبع من رؤيتها، لأنني أخاف حين تعود  لا تجدني يا بيني

.. كنت أطن أن الجواميس هي وحدها التي تموت

أما الأمهات فلا يطالهن  الموت.. لأنهن أمهات" ص25ـ هكذا كانت أم ناغوغي، أما "ريفا" الفتاة الجميلة التي كان جمالها سبب تعاستها، بعد أن تحولت إلى مومس، تقدم جسدها لمن يدفع لها، تخبرنا عن أمامها بقولها: "أمي ماتت بسبب جمالي، وتصرفاتي الخرقاء.. وبسبب قلة حيائي... رحيل أمي هو الذي أعادني إلى إنسانيتي، هو الذي جعل رأسي يرتطم بجدار صلب قاسي.. ففجر دموعي كي أصحو" ص77، نلاحظ أن الأمهات لعبن دورا في ردع الأبناء وجعلهم يستيقظوا من سباتهم، ويستعيدوا حياتهم السوية.

 لهذا نقول أن الرواية مشبعة بالمواقف الإنسانية، رغم أنها تناولت مواقف ومشاهد في غاية القسوة، وكأن السارد من خلال هذا (التناقض) بين القسوة والإنساني، أراد التأكيد على أن الإنسان أقوى من الواقع، ويستطيع أن ينتصر على  الحياة، إذا ما امتلك الإرادة، فنجدة "ريفا" تستعيد إنسانيتها وتغادر أرض العسل إلى وطنها بولندا، حيث استعادت إنسانيتها التي فقدتها في (إسرائيل).

الرواية من منشورات وزارة الثقافة الفلسطينية، طبعة 2021.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدب / بائع الجرائد / الشاعرة شذى البراك

الشاعرة شذى البراك  بائع الجرائد بين الحرب والسلام.. أحمل خطاي المتثاقلة.. أتأبط شره الكوارث.. ودموع الثكالى.. وأبراج الأحلام الوهمية.. في صحفي.. جراح كنصال في خاصرة الزمن.. حيث وطني المعلق بسارية من دماء.. ورياح التطرف غراس اشتهاء يبيع الانتماء في أسواق النخاسة.. وفي سطوري بات إيقاع الحياة سريعا.. يموج بواقع مضطرب..  مهووس  فلم تعد للسلام أجنحة يحلق بها.. وصار يشكو هويته الضائعة.. والفوضى أعتى من أسلحة الدمار الشامل.. والقلوب تقتل بنيران صديقة..

من أنت أبها الطير / الشاعر غازي القاسم

 وقالت :- مِن أينَ أنتَ أيّها الطير ؟  وقلت :- أنا طيرٌ مِن بِلادِ السَلامِ  وَلَمْ يزُرْهَا السَلامُ بَعدْ  أنا مِن تَحت ظِلالِ أشْجارٍ  تَحْتَها تَفَيأَ الأنْبياءُ  لَم تُمْطرٰ السَماءُ هُناكَ بَعد  أنا مِن بِلادٍ تَكْتُبُ التَاريخَ بِالدَّمِ  فيها مات المُسْتحيلُ  تُلوَ المُستحيلِ  أنا مِن بِلادٍ يُحَارِبونَ كَيّ  يَنْتَصِرَ الجُرْحُ عَلَى السِكينِ  أُغْنيتي شَهقَةُ شَهيدٍ  لا ينتسبُ لِلمَوْتِ  يَرْسُمُ في السَماءِ سَحَابَةَ مَطَرٍ  تنبتُ قَمْحَ حَياةْ  أنا طيرٌ أبَدِّيُ التَحليقِ  صُعوداً مِن هَاوِيَةٍ إلى هاَوِيَة  أنا طَيْرٌ لَهُ تَرانِيمٌ  مِن وَقْعِ خُطى الغُزاةِ  وَصَرْخَةِ الخَطَايا  أنا أُغْنِيةُ طـفْلٍ يَرْفَعُ شَارَةَ نَصْرٍ  وَعَلَماً وَحَجَراً  وأنا لَوْعةُ الأُمِ تَشمُ قَميصَ شَهيدِها  وَلَوْعَةُ طِفْلَةٍ تَيَتَّمت عَلَى بَابِ العِيدِ  أنا تَغْريدَةُ  مَوتِ الموتِ في الموتِ  شَهْقةَ حَياةْ  غازي القاسم

مجلة آفاق الأدب _____ على صراط البينات _____ الشاعر شاه ميران

على صراط البينات  رقعت ثياب نعاسي  بخيوط يديكِ  كنت رثاً  مثل وصايا العجائز  اتغير بأستمرار  قايضت جبيناً بشمس الظهيرة  ظننت بأنني خسرت الاف اميال الدفء  و قمح ما بين عقد الحاجبين  مر قبالة فمي  من غير وداع حاصد  حلمت بالجوع كثيراً  حتى اخذتني رياح شعر مسترسل  الى قارات لم تكتشف  انتِ ، بردية ندى متحولة عطراً يتعطر بدجاه ترغمين الكون كسلاً في رأسي  ثم تبعثرين الأوراق قبل ملئها  مس عنقي اشباح اظافرك المبتذلة  و انا مزدحم بآواصر اللاوعي  فعمري الآن  لا يتعدى رقصة تحت المطر  و طفلة خيال تتأرجح  في باحة اشعاري الخلفية  كيف تحتملين خرائب صدري  و معارك الشخير المنهزم  من ميادين الرئة  لست ساكناً حراً  بل على تماس مع  تفعيلات مبسمكِ الضوئي  كرحلة الأنجم  هيت لكِ طوداً  سيغفوا فوق حقول القطن  تاركاً رموز قصيدة مختمرة  حتى يستفيق  قديم انا  مثل غبار يغطي سطح كتب الشعوذة  ساذج الرد  كصخرة جليدية  تهمل العوالق قضيتي...