التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجلة آفاق الأدب _____قراءة تحليلية لقصيدة أنا الضليل___ بقلم الناقد و الشاعر علي المحمودي

دعونا نفعل ما يدعو للغرابة والاندهاش أن نبدأ ببيت امرأ القيس حندج ابن حجر الملك الضليل 

 قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

وطبعا لا حاجة لنا بذكر اللوى والدخول وحومل فنحن أمام نص الشاعر هشام صيام وإن كانت البداية بكائية أيضا لكن على طريقة شعر الحداثة 

أنا الضليل 

في لحدِ الجوى 

وجوف الليل 

صاحبي

هكذا جاء المطلع وصف دون حدود أو أطر زمنية لم يستعمل الفعل الحدث واستغنى بالصياغة الأسمية للجملة ليعطي المعنى لدلالة الرمز المجازي معضددا هذا بشبه الجملة كلحد الجوى  فأي قبر وأي جوى والأنا الفاعلة ضلت في متاهات الروح هكذا صاغ الواقع المجازي كشاعر حداثي اللفظ هو مناط الدلالة والصور دون الاهتمام بالموسيقى الظاهرة من تفاعيل أو قوافي تقيد المعنى  فكيف وعلاقة التوازي والمصابحة

 جوف الليل صاحبي = لحد الجوى فجوف الليل هو اللحد الأنا مقابلها صاحبي "الموت"

فهل تسمع صراخ أم تسمع أصواتا مبهمة هى مجرد 

/همهمات البوح / 

/تمتطي الصدى/ 

صورة مجازية وكأن الروح تصدر همهمات مكتومة تمتطي الصدى لعل صوتا يتردد فيسمع الحبيب رغم غياب المحب فحمامك الزاجل تأتأة ترسله ومايبين وما هو بقادر على إيصال الرسالة لنعقاد اللسان وكأننا أمام قول الحق

 أرسل معى أخي هارون هو أفصح مني لسانا.صدق الله العظيم /وتأتأة زواجلكِ/

/لا تجيب/ كهذا تجلت عبقرية الصياغة في بساطة البناء وقلة الأبنية الكمية للألفاظ ألفاظ قليلة وطغيان للمعنى لم يحتج لروابط لغوية بصيغ سهلة يسيرة من مضاف ومضاف إليه وفعل وفاعل لأحداث التحول دون الاتكاء على إختلاف الزمانية فالمضارعة الحال هو الحاكم في زمن النص وكذلك في أفعال الحال ك /أتوق إليكِ/

/وعلى مذبح المحراب/

/تنكفئ حلوليتي / هكذا جاء النص كأنه صوفية للعشق المحال في صومعة الروح مذبح ومحراب اريدك واخاف القرب منك اتمناك وارتعب من قربك وكأنني والعشق /مريد فاشل/ هنا كنت اتمنى ألا اكون ناقدا 

لأبكي معك .....

لأصوغ حرفا أوجعك 

لأعود فيك ومن معك 

ياليت عمري أسمعك 

يا ليتني لم أقرأك ......


لذا لن اكمل النص

 واكتفي بهذا

المحمودي 


كمُرِيدٍ فاشلٍ

شموعه ذابلة 

في كفِ مُدجّى 

يتكفف الوصل 

على حَرْفٍ 

ظلاله متلعثمة 

في هاوية مدادٍ

غارت بها 

علامات إعراب 

أحاجي حروفها 

لا يعيها سوى 

 لحظكِ .


هشام صيام ..ذ


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدب / بائع الجرائد / الشاعرة شذى البراك

الشاعرة شذى البراك  بائع الجرائد بين الحرب والسلام.. أحمل خطاي المتثاقلة.. أتأبط شره الكوارث.. ودموع الثكالى.. وأبراج الأحلام الوهمية.. في صحفي.. جراح كنصال في خاصرة الزمن.. حيث وطني المعلق بسارية من دماء.. ورياح التطرف غراس اشتهاء يبيع الانتماء في أسواق النخاسة.. وفي سطوري بات إيقاع الحياة سريعا.. يموج بواقع مضطرب..  مهووس  فلم تعد للسلام أجنحة يحلق بها.. وصار يشكو هويته الضائعة.. والفوضى أعتى من أسلحة الدمار الشامل.. والقلوب تقتل بنيران صديقة..

من أنت أبها الطير / الشاعر غازي القاسم

 وقالت :- مِن أينَ أنتَ أيّها الطير ؟  وقلت :- أنا طيرٌ مِن بِلادِ السَلامِ  وَلَمْ يزُرْهَا السَلامُ بَعدْ  أنا مِن تَحت ظِلالِ أشْجارٍ  تَحْتَها تَفَيأَ الأنْبياءُ  لَم تُمْطرٰ السَماءُ هُناكَ بَعد  أنا مِن بِلادٍ تَكْتُبُ التَاريخَ بِالدَّمِ  فيها مات المُسْتحيلُ  تُلوَ المُستحيلِ  أنا مِن بِلادٍ يُحَارِبونَ كَيّ  يَنْتَصِرَ الجُرْحُ عَلَى السِكينِ  أُغْنيتي شَهقَةُ شَهيدٍ  لا ينتسبُ لِلمَوْتِ  يَرْسُمُ في السَماءِ سَحَابَةَ مَطَرٍ  تنبتُ قَمْحَ حَياةْ  أنا طيرٌ أبَدِّيُ التَحليقِ  صُعوداً مِن هَاوِيَةٍ إلى هاَوِيَة  أنا طَيْرٌ لَهُ تَرانِيمٌ  مِن وَقْعِ خُطى الغُزاةِ  وَصَرْخَةِ الخَطَايا  أنا أُغْنِيةُ طـفْلٍ يَرْفَعُ شَارَةَ نَصْرٍ  وَعَلَماً وَحَجَراً  وأنا لَوْعةُ الأُمِ تَشمُ قَميصَ شَهيدِها  وَلَوْعَةُ طِفْلَةٍ تَيَتَّمت عَلَى بَابِ العِيدِ  أنا تَغْريدَةُ  مَوتِ الموتِ في الموتِ  شَهْقةَ حَياةْ  غازي القاسم

مجلة آفاق الأدب _____ على صراط البينات _____ الشاعر شاه ميران

على صراط البينات  رقعت ثياب نعاسي  بخيوط يديكِ  كنت رثاً  مثل وصايا العجائز  اتغير بأستمرار  قايضت جبيناً بشمس الظهيرة  ظننت بأنني خسرت الاف اميال الدفء  و قمح ما بين عقد الحاجبين  مر قبالة فمي  من غير وداع حاصد  حلمت بالجوع كثيراً  حتى اخذتني رياح شعر مسترسل  الى قارات لم تكتشف  انتِ ، بردية ندى متحولة عطراً يتعطر بدجاه ترغمين الكون كسلاً في رأسي  ثم تبعثرين الأوراق قبل ملئها  مس عنقي اشباح اظافرك المبتذلة  و انا مزدحم بآواصر اللاوعي  فعمري الآن  لا يتعدى رقصة تحت المطر  و طفلة خيال تتأرجح  في باحة اشعاري الخلفية  كيف تحتملين خرائب صدري  و معارك الشخير المنهزم  من ميادين الرئة  لست ساكناً حراً  بل على تماس مع  تفعيلات مبسمكِ الضوئي  كرحلة الأنجم  هيت لكِ طوداً  سيغفوا فوق حقول القطن  تاركاً رموز قصيدة مختمرة  حتى يستفيق  قديم انا  مثل غبار يغطي سطح كتب الشعوذة  ساذج الرد  كصخرة جليدية  تهمل العوالق قضيتي...