القراءة التأويلية لحضورية النص ،
النص
.........................
علبة دواء للوطن الجريح
أنا..
ثقافة ممنوعة
فى زمن ما!!
الأكثر جائعا
من أبجدية الحياة..
تهضم كلماتى أوراق الشجيرات
سطور مبتلة بزهو الريحان
والروح تحتصر أنفاسى
تغادر جسدى
كقيلولة الليل
وفى أناء صمت الفجر
كالطيف بلا..وداع..!!
لم أكن.. فى حراسة مشددة
ولم أعتقل..!! فى أية مربد
بل ذبحونى على طاولة مستديرة
وفى يدى ورقة طلاق الطلسمة
وهوية من المنفى..
وأنا أتلقى أهازيج النساء
وزقزقة الطيور المغتربة
هتافات تطفو
على الأفق كالمناجاة..
كغيوم بيضاء
فى سماء الرب
تنزف منى كل قطرة..دم
شهيدا..؟؟
وأنا لازلت أتنفس
بروح الشهادة
فأعتقلونى..
فى جعبتى تلقيح
للسلام..
وفى حنجرتى
حرقة النصر
وعلبة دواء
وقصيدة للوطن الجريح..!
سمير كهيه آوغلو
القراءة التحليلية التأويلية ..
...........................................
" علبة دواء للوطن الجريح "
عنونة حادية للتأويل والوقوف الداهش أمام حضورية المفردة والتشكيل المنبعث من حناجر أحبارها في عروجها التشكيلي كلوحة على بداية مسير آه تباريح النص ...
.. فمثول العنوان بلفظ " علبه " والتي تأخذنا إلى ماهية العرض من خلال صيغة السؤال المستتر ، قد يراه كل منا بطريقة وأسلوب مختلف ،
وكأننا نقف أمام من يطلب الدواء بصيغة لا يمكن أن نعيها إلا بمحاولة استنطاق الكلمات من حناجر السطور لنسمعها بمعنى ( ممكن علبة دواء لهذا الجريح )
وفي صيغة أخرى تأتي بأسلوب العرض كمن يملك ويرى ويقلب الأمر على كل جوانبه فيعرف الداء ويحدد الدواء ويمد يده لنا بالعون ( تفضل علبة دواء تداوي الجراح ) ..
وبين هذا وذاك مسافة من خطوات الحروف فحضورية الطلب تختلف عن حضورية المنح ،
الأولى محاولة للعبور تحتمل القبول والرفض من صاحب بارقة الأمل أو المنوط به حضوره كطوق نجاة ، هنا نحن أمام محاولة تعود بنا إلى تلك الأوطان والشعوب التي لا تملك سوى الطلب والاستجداء فهي تشحذ وتشحذ ،
وفي الثانية معاينة واستقصاء ومنح حلول لمرض عضال عبر عرض العلاج ـ علبة دواء ـ وأنا أقف مع الثاني وأراه نتاج محاولة داخلية ـ فما حك جلدك سوى ظفرك ـ لهذا أراه استنطاق لحلول من الداخل وليس من خارج الدار ـ الوطن ـ فكفك وحدها من تزود عنك وأيضا من تكفكف دمعات الجراح ،
العنوان كما قلت من البداية حادي للدهشة التأويلية وهو حمال أوجه بالنسبة للتأويل والإسقاط الخاص بالصورة التي تم أنسنة حضورها المكاني إلى تحوير إنساني عبر منحه صفة الجريح والتي تم إسقاطها على العاقل ـ إنسان ـ مع ما وقر من مفهوم الوطن من أنه حضن عاقل حاني يحيط فلذات اكباده كأم رؤوم وكأب يمتلك أو يريد أن يملك القدرة على الزود عن من اعتبره الملاذ آمن ،
ويأتي حضوره في ماهية العاقل أيضا عبر التوصيف الذي تم التلويح به في بداية العرض الخاص بالعنوان والذي منح حضورية لشخوص حوارية حول جريح عزيز ..،
والآن نلج رحاب النص
وحضور لفظ " أنا " الذي يحمل التخصيص في الشخصنة وأيضا المنهج الرؤيوي الخاص جدا ـ ثقافة ممنوعة ـ مع سقوط زمانية الحدوث عبر تجهيل ميقاتية الوقت الجاري به الفعل ـ زمن ما ـ مع حضور حرف " في " التي رغم تجهيل الزمان في ماعية الحدث فهي تحمل نبرة التخصيص لتلك الرؤية إلى زمان خاص مجهول ولكنه بطل طلق البداية في حضور فلسفي وضع كل الحبر في ماهية كيان معنوي ـ ثقافة ـ يحمل بين جنباته مؤثر ممنوع لهذا الذي قد يتركه في من حوله من أثر غير مرغوب فيه في حقبة ما من حقب الحياة ما بين الخاص والعام في قطف يحمل عصا تعجب مزدوجة ،
مع إشارة لمنهج حياة عبر التلويح بالحاضن لهذا المنهج ولفظ " أنا " ثم تحوير المؤنسن إلى المعنوي ـ ثقافة ـ مع التلويح بفكرة الفاكهة المحرمة ـ ممنوعة ـ فالثقافة والرؤى فاكهة وعند المنع تصبح كفاكهة ممنوعة في حضور معكوس للمنع بالنسبة للفاكهة أو الشجرة المحرمة فهنا المنع بغرض عدم الخروج عن ناموس ما وإحداث تغيير ، فنحن أمام نص يحمل بولوتيكا ويسقط عليها ،
ولنأخذ النص من خلال لمحات خاصة تسقط على مواضع من النص تتيح رؤية ما غاب خلف مرايا الرمز الذي تم وضعه بأسلوب يبدو منه أنه غير رمزي ولكن يأتي مخاض الرمز من تنامي الصورة دون تقصد ،
كما في
" تهضم كلماتي أوراق الشجيرات "
الشجيرات في حضورها لا تحمل رمزية واضحة ولكنها في معية التصوير وتأويل حضوره أصبحت رمز ..
... ليس لكونها تعبر عن حائل يحتوي كائنات فبالتالي هي بمثابة مجتمع ...
... ولكن كونها أتت فى ماهية الجمع فأصبحت بهذا الوصف مجتمعات وليس مجتمع واحد وهذا قد يأخذنا بعيدا عن الشمولية الخاصة التي يحملها التعبير ، وفي لحظة فارقة في الدفق يأتي حضور التصغير ـ ليحماةالتنى نحو تخصيص التخصيص ـ الذي أتى به لفظ شجر لتصبح شجيرة والجمع شجيرات مع الالف واللام ليصبح اللفظ معرف وغير قابل للتجهيل ومخصص لأفراد كل منهم يحمل بداخله رؤى خاصة ،
من هنا نحن أمام صور مصغرة أو لنقل عينات مصغرة لمجتمع واحد ،
التصغير هنا غير ماهية الحاوي والمحتوى ، ليصبح الحاوي مرتين عبر خروج المجسد الشجري من نباتيته للمشخصن ،
ثم تغيير ماهية المحتوى ليصبح معنوي صاحب تأثير واضح له حضوره ، أي رؤى ..
.. ومن تلك الفرضية أصبح الشجر رمز تام لرؤية مع تحوير اخر تصويري تحولت به " الكلمات " من حروف مخثرة الحبر في حضورها على سطور الأوراق إلى ديدان قز تأكل من أوراق تلك الأشجار وتهضمها في تعبير يشي بالاستيعاب الذي يلمح إلى ميلاد جديد ـ حرير ـ بفكر جديد يحمل رؤية شاملة لكل ما كان ،
وفي إسقاط على كل ما يحيط هذه الروح من رؤى قد تحتمل الصواب والخطأ وهو يتجول بالسير والدرس والجدال والحوار حتى استطاع أن يأخذها إلى حيث يريد ،
في مشهد تصويري بارع رمزي متنامي الحضور الدرامي في تنقل عبر الرمز ما بين النبات والتشخيص من خلال قالبه التصويري الدرامي ما بين رمزية الكلمة والورق الشجري ثم تعبير لفت انتباهي بشدة ...
... " بل ذبحوني على طاولة مستديرة "
هنا فعل الذبح ...
.... ومكان وفاعل ومفعول به ،
ويأتي لفظ ( طاولة مستديرة ) يسبقها فعل في الزمن الماضي يسقط على جماعة هي المنوطة بالفعل لحضوريته في ماهية الجمع مما يضعنا أمام شراكة يتيحها لفظ دائري فلا يوجد رأس مدبر بقدر ما يوجد اتفاق ضمني ـ وهذا أسوأ أنواع القتل ،
نحن أمام تناص مستتر والمائدة المستديرة في حضور معكوس وهب حادثة الذبح مؤكدة الحدوث عقب حضورها في الزمن الماضي صفة من صفات تفرق الدم في أكثر من عنق مما يتيح أمام نواظرنا رؤية سوداوية حد أنه مجرد التفكير في التغيير وليس الثأر أصبح أمر صعب المنال فلا يوجد من يتم توجيه اللوم والملام له أو عقد حوار خاص معه ،
انعدام المسؤولية الخاصة وفرض الرؤى الشمولية التي لا تتسيد بها سوى الجموع وليس الفرد ،
أو لنقل أنه في لحظة تساوى كل من أغرق يده في جفنة الدم في الإثم المعلق في جيده ،
لنتوقف أمام تلاعب بالمفردات وتطويعها لتصبح ورقة الوفاة محورية من ورقة الطلاق بكل ما يحمله من مفارقة وغبن ، واحتواء القبر ـ عودة قربان الأرض الأول ـ منفى في تحوير بديع لمفردات تحمل وشاية بكل ما يراه ناسج الحروف في الأشياء المحيطة والمتتظرة ، الرؤى التي ،
ثم ختام ورباعية تختتم النص
و ...
" تلقيح للسلام
..، حرقة نصر ..، وقصيدة لوطن جريح ، وعلبة دواء "
في ختام مدهش وضعنا أما لغة تحمل مداهمة لحضورية جائحة ومفردات خاصة بها وكأننا نحتاج لفاكسين يحمل السلام حتى نجابه جائحة الشجن وعوائد الحياة والقهر والظلم والظلمات ،
ثم ختام عقب نصر غير مؤزر فكل الأطراف المنتصرة موجوعة ،
ختام برمزية شاهقة ولفظ " قصيدة " الذي يمثل معنى خاص لجدارية الحياة في رمزية القصيدة والتي تسقط هنا من رمزيتها على ألياذة هذا الشعب الجريح بكل مذكراته ودفاتر حضوره الحياتي في هذا الوطن
هشام صيام .
النص
.........................
علبة دواء للوطن الجريح
أنا..
ثقافة ممنوعة
فى زمن ما!!
الأكثر جائعا
من أبجدية الحياة..
تهضم كلماتى أوراق الشجيرات
سطور مبتلة بزهو الريحان
والروح تحتصر أنفاسى
تغادر جسدى
كقيلولة الليل
وفى أناء صمت الفجر
كالطيف بلا..وداع..!!
لم أكن.. فى حراسة مشددة
ولم أعتقل..!! فى أية مربد
بل ذبحونى على طاولة مستديرة
وفى يدى ورقة طلاق الطلسمة
وهوية من المنفى..
وأنا أتلقى أهازيج النساء
وزقزقة الطيور المغتربة
هتافات تطفو
على الأفق كالمناجاة..
كغيوم بيضاء
فى سماء الرب
تنزف منى كل قطرة..دم
شهيدا..؟؟
وأنا لازلت أتنفس
بروح الشهادة
فأعتقلونى..
فى جعبتى تلقيح
للسلام..
وفى حنجرتى
حرقة النصر
وعلبة دواء
وقصيدة للوطن الجريح..!
سمير كهيه آوغلو
القراءة التحليلية التأويلية ..
...........................................
" علبة دواء للوطن الجريح "
عنونة حادية للتأويل والوقوف الداهش أمام حضورية المفردة والتشكيل المنبعث من حناجر أحبارها في عروجها التشكيلي كلوحة على بداية مسير آه تباريح النص ...
.. فمثول العنوان بلفظ " علبه " والتي تأخذنا إلى ماهية العرض من خلال صيغة السؤال المستتر ، قد يراه كل منا بطريقة وأسلوب مختلف ،
وكأننا نقف أمام من يطلب الدواء بصيغة لا يمكن أن نعيها إلا بمحاولة استنطاق الكلمات من حناجر السطور لنسمعها بمعنى ( ممكن علبة دواء لهذا الجريح )
وفي صيغة أخرى تأتي بأسلوب العرض كمن يملك ويرى ويقلب الأمر على كل جوانبه فيعرف الداء ويحدد الدواء ويمد يده لنا بالعون ( تفضل علبة دواء تداوي الجراح ) ..
وبين هذا وذاك مسافة من خطوات الحروف فحضورية الطلب تختلف عن حضورية المنح ،
الأولى محاولة للعبور تحتمل القبول والرفض من صاحب بارقة الأمل أو المنوط به حضوره كطوق نجاة ، هنا نحن أمام محاولة تعود بنا إلى تلك الأوطان والشعوب التي لا تملك سوى الطلب والاستجداء فهي تشحذ وتشحذ ،
وفي الثانية معاينة واستقصاء ومنح حلول لمرض عضال عبر عرض العلاج ـ علبة دواء ـ وأنا أقف مع الثاني وأراه نتاج محاولة داخلية ـ فما حك جلدك سوى ظفرك ـ لهذا أراه استنطاق لحلول من الداخل وليس من خارج الدار ـ الوطن ـ فكفك وحدها من تزود عنك وأيضا من تكفكف دمعات الجراح ،
العنوان كما قلت من البداية حادي للدهشة التأويلية وهو حمال أوجه بالنسبة للتأويل والإسقاط الخاص بالصورة التي تم أنسنة حضورها المكاني إلى تحوير إنساني عبر منحه صفة الجريح والتي تم إسقاطها على العاقل ـ إنسان ـ مع ما وقر من مفهوم الوطن من أنه حضن عاقل حاني يحيط فلذات اكباده كأم رؤوم وكأب يمتلك أو يريد أن يملك القدرة على الزود عن من اعتبره الملاذ آمن ،
ويأتي حضوره في ماهية العاقل أيضا عبر التوصيف الذي تم التلويح به في بداية العرض الخاص بالعنوان والذي منح حضورية لشخوص حوارية حول جريح عزيز ..،
والآن نلج رحاب النص
وحضور لفظ " أنا " الذي يحمل التخصيص في الشخصنة وأيضا المنهج الرؤيوي الخاص جدا ـ ثقافة ممنوعة ـ مع سقوط زمانية الحدوث عبر تجهيل ميقاتية الوقت الجاري به الفعل ـ زمن ما ـ مع حضور حرف " في " التي رغم تجهيل الزمان في ماعية الحدث فهي تحمل نبرة التخصيص لتلك الرؤية إلى زمان خاص مجهول ولكنه بطل طلق البداية في حضور فلسفي وضع كل الحبر في ماهية كيان معنوي ـ ثقافة ـ يحمل بين جنباته مؤثر ممنوع لهذا الذي قد يتركه في من حوله من أثر غير مرغوب فيه في حقبة ما من حقب الحياة ما بين الخاص والعام في قطف يحمل عصا تعجب مزدوجة ،
مع إشارة لمنهج حياة عبر التلويح بالحاضن لهذا المنهج ولفظ " أنا " ثم تحوير المؤنسن إلى المعنوي ـ ثقافة ـ مع التلويح بفكرة الفاكهة المحرمة ـ ممنوعة ـ فالثقافة والرؤى فاكهة وعند المنع تصبح كفاكهة ممنوعة في حضور معكوس للمنع بالنسبة للفاكهة أو الشجرة المحرمة فهنا المنع بغرض عدم الخروج عن ناموس ما وإحداث تغيير ، فنحن أمام نص يحمل بولوتيكا ويسقط عليها ،
ولنأخذ النص من خلال لمحات خاصة تسقط على مواضع من النص تتيح رؤية ما غاب خلف مرايا الرمز الذي تم وضعه بأسلوب يبدو منه أنه غير رمزي ولكن يأتي مخاض الرمز من تنامي الصورة دون تقصد ،
كما في
" تهضم كلماتي أوراق الشجيرات "
الشجيرات في حضورها لا تحمل رمزية واضحة ولكنها في معية التصوير وتأويل حضوره أصبحت رمز ..
... ليس لكونها تعبر عن حائل يحتوي كائنات فبالتالي هي بمثابة مجتمع ...
... ولكن كونها أتت فى ماهية الجمع فأصبحت بهذا الوصف مجتمعات وليس مجتمع واحد وهذا قد يأخذنا بعيدا عن الشمولية الخاصة التي يحملها التعبير ، وفي لحظة فارقة في الدفق يأتي حضور التصغير ـ ليحماةالتنى نحو تخصيص التخصيص ـ الذي أتى به لفظ شجر لتصبح شجيرة والجمع شجيرات مع الالف واللام ليصبح اللفظ معرف وغير قابل للتجهيل ومخصص لأفراد كل منهم يحمل بداخله رؤى خاصة ،
من هنا نحن أمام صور مصغرة أو لنقل عينات مصغرة لمجتمع واحد ،
التصغير هنا غير ماهية الحاوي والمحتوى ، ليصبح الحاوي مرتين عبر خروج المجسد الشجري من نباتيته للمشخصن ،
ثم تغيير ماهية المحتوى ليصبح معنوي صاحب تأثير واضح له حضوره ، أي رؤى ..
.. ومن تلك الفرضية أصبح الشجر رمز تام لرؤية مع تحوير اخر تصويري تحولت به " الكلمات " من حروف مخثرة الحبر في حضورها على سطور الأوراق إلى ديدان قز تأكل من أوراق تلك الأشجار وتهضمها في تعبير يشي بالاستيعاب الذي يلمح إلى ميلاد جديد ـ حرير ـ بفكر جديد يحمل رؤية شاملة لكل ما كان ،
وفي إسقاط على كل ما يحيط هذه الروح من رؤى قد تحتمل الصواب والخطأ وهو يتجول بالسير والدرس والجدال والحوار حتى استطاع أن يأخذها إلى حيث يريد ،
في مشهد تصويري بارع رمزي متنامي الحضور الدرامي في تنقل عبر الرمز ما بين النبات والتشخيص من خلال قالبه التصويري الدرامي ما بين رمزية الكلمة والورق الشجري ثم تعبير لفت انتباهي بشدة ...
... " بل ذبحوني على طاولة مستديرة "
هنا فعل الذبح ...
.... ومكان وفاعل ومفعول به ،
ويأتي لفظ ( طاولة مستديرة ) يسبقها فعل في الزمن الماضي يسقط على جماعة هي المنوطة بالفعل لحضوريته في ماهية الجمع مما يضعنا أمام شراكة يتيحها لفظ دائري فلا يوجد رأس مدبر بقدر ما يوجد اتفاق ضمني ـ وهذا أسوأ أنواع القتل ،
نحن أمام تناص مستتر والمائدة المستديرة في حضور معكوس وهب حادثة الذبح مؤكدة الحدوث عقب حضورها في الزمن الماضي صفة من صفات تفرق الدم في أكثر من عنق مما يتيح أمام نواظرنا رؤية سوداوية حد أنه مجرد التفكير في التغيير وليس الثأر أصبح أمر صعب المنال فلا يوجد من يتم توجيه اللوم والملام له أو عقد حوار خاص معه ،
انعدام المسؤولية الخاصة وفرض الرؤى الشمولية التي لا تتسيد بها سوى الجموع وليس الفرد ،
أو لنقل أنه في لحظة تساوى كل من أغرق يده في جفنة الدم في الإثم المعلق في جيده ،
لنتوقف أمام تلاعب بالمفردات وتطويعها لتصبح ورقة الوفاة محورية من ورقة الطلاق بكل ما يحمله من مفارقة وغبن ، واحتواء القبر ـ عودة قربان الأرض الأول ـ منفى في تحوير بديع لمفردات تحمل وشاية بكل ما يراه ناسج الحروف في الأشياء المحيطة والمتتظرة ، الرؤى التي ،
ثم ختام ورباعية تختتم النص
و ...
" تلقيح للسلام
..، حرقة نصر ..، وقصيدة لوطن جريح ، وعلبة دواء "
في ختام مدهش وضعنا أما لغة تحمل مداهمة لحضورية جائحة ومفردات خاصة بها وكأننا نحتاج لفاكسين يحمل السلام حتى نجابه جائحة الشجن وعوائد الحياة والقهر والظلم والظلمات ،
ثم ختام عقب نصر غير مؤزر فكل الأطراف المنتصرة موجوعة ،
ختام برمزية شاهقة ولفظ " قصيدة " الذي يمثل معنى خاص لجدارية الحياة في رمزية القصيدة والتي تسقط هنا من رمزيتها على ألياذة هذا الشعب الجريح بكل مذكراته ودفاتر حضوره الحياتي في هذا الوطن
هشام صيام .
تعليقات
إرسال تعليق