التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجلة آفاق الأدب ____ قراءة نقدية لنص ملاذي الآمن ____ بقلم الناقد زين المعبدي

أحياناً يكون التذوق عكس النقد بل ومضاد له.
فلو اهتممنا نحن القُراء بالنقد في بعض الموضوعات لقضينا على الموقف الجمالي.
فأحياناً النقد يَقتل لكي يَشرح
ولكن يَشعر القارئ الحصيف أن حقيقة النص تظهر في العمل المتجسد الذي يقدمه الناقد والتي يلخصها بطريقة نثرية متغلغلة داخل العمل، فيعيش بعدها القارئ معانات التجربة.
فالنقد والموقف الجمالي الجمالي النابع من الذائقة قد يتضادان.
فالاول يبحث عن عيوب ومميزات والآخر يبحث عن متعة وسمو.
فما أجمل الناقد المتذوق والذي يربط نقده بالذائقة .
وحين قرأت نص نادية الكعبي الذي يميل الي المباشرة والوضوح بعض الشئ فجمال الشعر ليس في صعوبته بل إن في الوضوح جمل زانه السفر
وجدت المدرسة الرومانسية تسيطر عليه بعض الشئ وكماذكرت آنفا أن المدرسة الرومانسية عكس الكلاسيكية
فهي تنادي بتجديد القصيدة العربية.
وتنادي بنقل الشعر العربي الحديث من التقليد إلى التجدد من حيث الشكل والمضمون فهي تدعو الى التحرر الشعري وعدم القولبة.
ومن رواد هذه المدرسة.
 إيليا الماضي/ وخليل جبران/ وإبراهيم ناجي
ومن الغرب:-
 بايرن/ ورسو/
والخلاصة .
اليكم النص
..............................

ملاذي الآمن

أغتسلي ياحروفي بنهر حنانه ....أنسابي قطرات حالمات فوق خصلات شعري ....أجعليني أتجدد....اتغير 
أرسم على ثغري نداءات عاشقة الحروف...
أنثى تتحرر من قيودها..
تقتحم قلب عاشق أتعبته الغزوات...يبحث عن مرفأ لترسو سفن ثوراته....
ملاذ آمن لانكسارته...انثى أحتفظت بالشوق رغم بعد المسافة ..
ولأنك حبيبي سأهمس في أرجاء قلبك .... أنا ملاذك الامن .....نادية الكعبي

العنوان خبري واضح ليس به أية غموض فهي تنعت المقصود بأنه هو المِعصم والحُصن والملجأ في حالة حدوث أي تعثرات حياتية.
والقراءة العادية للنص تتلخص في:-
أن الكاتبة تتعامل مع خيالها وبقليل من (الفانتازيا) حيث تطلب من الحروف أن تغتسل بالحنان ويكأنها حروفها قد علاها الصدأ والغبار والقسوة بدون حنان الحبيب المقصود
ويكأن حنانه نهر خصيب ممتلئ يمدها بالطاقة والإخصاب لكلماتها.

 والكتابة في حد ذاتها هي متنفسها الوحيد لذلك لم تطلب من الحبيب التجدد ولاالتغير بل طلبت من الحروف
فالحرف يملكها وتحاول أن تملكه.
وعند تغلغلي في النص وخاصة الموسيقى الداخليه احالتني الى اغنية الشحرورة صباح حين غنت للعندليب عبدالحليم حافظ في أحد الأفلام اغنية( علمني الحب)
والتي ألفها العظيم مأمون الشناوي ولحنها المبدع العبقري منير مراد.
علمني الحب ....علمني
عن لغة القلب....كلمني
عن لغة العين ما بين حبيبين...علمني
إن كان نغم رددهولي علمني ايه معناه، علمني فين ألقاه.
نفس جول الزمن الجميل ولكن بطريقة ابنة العراق/نادية الكعبي.
ومع إختلاف الجو الرومانسي أكيد من تَعلُم
 الحب إلى الملاذ والغزوات 
فهي تحبة ولكن توجد عوائق قد تكون إجتماعية أو حياتية أوالمسافات كما ذكرت الكاتبة.أما الفنانة صباح كانت بجوار عبدالحليم وتَدعي جهل الحب وتطلب منه أن يعلمها من باب القرب والتودد.
ولكن أجدني أرى نادية اسهبت في الفكرة 
دون خلل فارتفعت وتوسطت وهبطت دون خلل
ففي البداية من تحدثَ هو (الأنا)
ثم بعدها (الهو) وعادت (الأنا) لتختتم دون ملل أو مطب وان وجد في الموسيقى بعض الهنه
حتى السرد جاء سرا (تناوبيا) لاسرداً متقطع .
فهي تعرف كل شىء عنه ولا تريد أن تُفصح بالحديث عنه بطريقة مباشرة.
جاءت أفعال الأمر لتدل على قوة الشخصية والثقة بالنفس
كما يعكس الحالة النفسية والانفعالية للكاتب وهذا متمثل في.
اغستلي/ انسابي/ اجعلني.

وكذلك الأفعال المضارعة التي توحي بالاستمر وعدم فقدان الأمل وكذلك التجدد ومنها:-
أتجدد /اتغير/ أرسم/ اتحرر/ أقتحم/ اتعبته/ ترسو/ لهمس/يبحث.
كلها أفعال آنية مصارعة أثرت النص جرس موسيقي.
ولو نظرت لبعض الدلالات
( سيميولوجيا )
ووجدت:-
النهر: دليل على المودة والعطاء والحياة والاخصاب.
اغسلي: دليل على الطهر والنقاء
اقتحم : توحي بالقوة والسيطرة وفرض النفوذ
مرفأ: دليل على الامان والهدوء وسلامة الوصول
انكسارات: دليل ضعف وانحناء. 
من أقصى الأماكن :
دليل على الضياع وعدم الاطمئنان والتيه والاغتراب
ولو نظرنا للتضاد بين /الحرية /القيود يوضح المعنى ويبينه.
ولو نظرنا للصور سنجد منها الكثير ما بين الاستعارة والكناية
والقليل من الرموز 
أمثلة :-
نهر حنانه كناية عن كثرة الحب والعطاء.
الرمزية في (الحروف)
بالاصابع التي تداعب خصلات الشعر بسلاسة ورقة.

- أرسم على ثغره: تشبية للثغر باللوحة التي يرسم عليها الفني والفنان
_نداءات عاشقة الحروف ترمز للكتابة. 
فالعاطفة جاءت صادقة وخلاصة تجارب
الجو النفسي جاء مضطرب بعض الشئ وكذلك الوحدة العضوية
فالنص يدور حول موضوع واحد
والالغاز سهلة وبسيطة ونثرية لاتحتاج لقواميس.
دامت الانامل

## زين المعبدي ##

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدب / بائع الجرائد / الشاعرة شذى البراك

الشاعرة شذى البراك  بائع الجرائد بين الحرب والسلام.. أحمل خطاي المتثاقلة.. أتأبط شره الكوارث.. ودموع الثكالى.. وأبراج الأحلام الوهمية.. في صحفي.. جراح كنصال في خاصرة الزمن.. حيث وطني المعلق بسارية من دماء.. ورياح التطرف غراس اشتهاء يبيع الانتماء في أسواق النخاسة.. وفي سطوري بات إيقاع الحياة سريعا.. يموج بواقع مضطرب..  مهووس  فلم تعد للسلام أجنحة يحلق بها.. وصار يشكو هويته الضائعة.. والفوضى أعتى من أسلحة الدمار الشامل.. والقلوب تقتل بنيران صديقة..

من أنت أبها الطير / الشاعر غازي القاسم

 وقالت :- مِن أينَ أنتَ أيّها الطير ؟  وقلت :- أنا طيرٌ مِن بِلادِ السَلامِ  وَلَمْ يزُرْهَا السَلامُ بَعدْ  أنا مِن تَحت ظِلالِ أشْجارٍ  تَحْتَها تَفَيأَ الأنْبياءُ  لَم تُمْطرٰ السَماءُ هُناكَ بَعد  أنا مِن بِلادٍ تَكْتُبُ التَاريخَ بِالدَّمِ  فيها مات المُسْتحيلُ  تُلوَ المُستحيلِ  أنا مِن بِلادٍ يُحَارِبونَ كَيّ  يَنْتَصِرَ الجُرْحُ عَلَى السِكينِ  أُغْنيتي شَهقَةُ شَهيدٍ  لا ينتسبُ لِلمَوْتِ  يَرْسُمُ في السَماءِ سَحَابَةَ مَطَرٍ  تنبتُ قَمْحَ حَياةْ  أنا طيرٌ أبَدِّيُ التَحليقِ  صُعوداً مِن هَاوِيَةٍ إلى هاَوِيَة  أنا طَيْرٌ لَهُ تَرانِيمٌ  مِن وَقْعِ خُطى الغُزاةِ  وَصَرْخَةِ الخَطَايا  أنا أُغْنِيةُ طـفْلٍ يَرْفَعُ شَارَةَ نَصْرٍ  وَعَلَماً وَحَجَراً  وأنا لَوْعةُ الأُمِ تَشمُ قَميصَ شَهيدِها  وَلَوْعَةُ طِفْلَةٍ تَيَتَّمت عَلَى بَابِ العِيدِ  أنا تَغْريدَةُ  مَوتِ الموتِ في الموتِ  شَهْقةَ حَياةْ  غازي القاسم

مجلة آفاق الأدب _____ على صراط البينات _____ الشاعر شاه ميران

على صراط البينات  رقعت ثياب نعاسي  بخيوط يديكِ  كنت رثاً  مثل وصايا العجائز  اتغير بأستمرار  قايضت جبيناً بشمس الظهيرة  ظننت بأنني خسرت الاف اميال الدفء  و قمح ما بين عقد الحاجبين  مر قبالة فمي  من غير وداع حاصد  حلمت بالجوع كثيراً  حتى اخذتني رياح شعر مسترسل  الى قارات لم تكتشف  انتِ ، بردية ندى متحولة عطراً يتعطر بدجاه ترغمين الكون كسلاً في رأسي  ثم تبعثرين الأوراق قبل ملئها  مس عنقي اشباح اظافرك المبتذلة  و انا مزدحم بآواصر اللاوعي  فعمري الآن  لا يتعدى رقصة تحت المطر  و طفلة خيال تتأرجح  في باحة اشعاري الخلفية  كيف تحتملين خرائب صدري  و معارك الشخير المنهزم  من ميادين الرئة  لست ساكناً حراً  بل على تماس مع  تفعيلات مبسمكِ الضوئي  كرحلة الأنجم  هيت لكِ طوداً  سيغفوا فوق حقول القطن  تاركاً رموز قصيدة مختمرة  حتى يستفيق  قديم انا  مثل غبار يغطي سطح كتب الشعوذة  ساذج الرد  كصخرة جليدية  تهمل العوالق قضيتي...