سبق وأن أعربت عن الرأي القائل أن الشعور بالقيمة الجمالية، والتقدير النقدي قديختلفان عن بعضهما البعض.
توضيح:-
قد يروق لنا كقُراء نصاً غير ملتزم بقواعد العروض والأوزان
والقوافي.
إلا إننا نستمتع به حباً فيه ولا يعنينا
أي شيء آخر
وقد تتغير أحسيسنا عندما يتم نقده بأي صورة من صور النقد
بل و قد نكره نفس النص أو العمل فقد يكون فقد رونقه ومتعته عند نقده.
لكن ميزة النقد يزيد من قدرتنا على التذوق.
والتذوق والنقد متلازمان في أغلب الأحيان، الإ إنهما متضادان في أحياناً أخرى من الناحية النفسية.
فحين النظر إلى نص أو عمل أدبي معين لابد أن يطرد إحداهما الآخر،وليس من السهل وجودهما معاً.
فمثلاً :
حين يكتب شاعر نصاً أدبياً به بعض الكسور، ويأتي الناقد ليشير إلى تلك الكسور.
سنجد بعضهم متعصب وكاره للنقد والناقد، ويتناسى أن الأذواق نسبية .
(هذا إذا كان تحليل الناقد من الناحية الذوقية).
أما إذا كان من الناحية النقدية البحتة.
فقد يتخلى الناقد هنا عن الذائقة، ويصبح تطبيق القواعد هو المهيمن، لذلك يثور الكاتب.
فالنقد هنا يبحث عن تقدير نواحي الضعف والقوة للنص أو العمل.
فإتخاذ قرار النقد يوحي بالصرامة والجرد والحذر والحِيطة من الخداع.
فإتخاذ موقف النقد يرفض الموافقة حتى يرى المرء بنفسه
ولابد وأن يأتي الموضوع أو النص بأوراق اعتماده ولا يمر الإ إذا أثبت جدارته ( هذا من ناحية النقد البحت).
أما من الناحية الذوقية والجمالية كما ذكرت آنفاً فيختلف
بل العكس تماماً.
فالتذوق يدعونا إلى الولاء للموضوع بحرية ودون تساؤل
فالقارئ يريد أن يحيا حياة الموضوع، ولا يعنيه الكسور والعروض والموازين فالقارئ يتخلى عن ( تحد الموضوع).
وعندما يبلغ الإهتمام بالتذوق أعلى درجاته!
فإن القارئ يفقد ذاته في الموضوع.
وهنا يكون التذوق عكس النقد بل ومضاد له
فأحياناً لو إهتممنا نحن القُراء بالنقد لقضينا على الموقف الجمالي.
وأحياناً النقد يقتل لكي يشرح.
لكن يشعر القارئ الحصيف أن حقيقة النص تظهر في العمل المتحد الذي يقدمه الناقد والتي هي يلخصها بطريقة نثرية داخل العمل فيعيش بعدها القارئ معاناة التجربة.
فالنقد والموقف الجمالي النابع من الذائقة قد يتضادان.
فالأول يبحث عن عيوب وميزات والأخرى يبحث عن متعة وسمو.
فما أجمل الناقد المتذوق والذي يربط نقده بالذائقة.
## زين المعبدي ##
27/7/2022 ...
تعليقات
إرسال تعليق