التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجلة آفاق الأدب ____ ما بين النقد و التذوق الجمالي

مابين النقد والتذوق الجمالي.


سبق وأن أعربت عن الرأي القائل أن الشعور بالقيمة الجمالية، والتقدير النقدي قديختلفان عن بعضهما البعض.


توضيح:-

قد يروق لنا كقُراء نصاً غير ملتزم بقواعد العروض والأوزان

والقوافي.

إلا إننا نستمتع به حباً فيه ولا يعنينا

أي شيء آخر

وقد تتغير أحسيسنا عندما يتم نقده بأي صورة من صور النقد

بل و قد نكره نفس النص أو العمل فقد يكون فقد رونقه ومتعته عند نقده.

لكن ميزة النقد يزيد من قدرتنا على التذوق.

والتذوق والنقد متلازمان في أغلب الأحيان، الإ إنهما متضادان في أحياناً أخرى  من الناحية النفسية.

فحين النظر إلى نص أو عمل أدبي معين لابد أن يطرد إحداهما الآخر،وليس من السهل وجودهما معاً.

فمثلاً :

حين يكتب شاعر نصاً أدبياً به بعض الكسور، ويأتي الناقد ليشير إلى تلك الكسور.

سنجد بعضهم متعصب وكاره للنقد والناقد، ويتناسى أن الأذواق نسبية .

(هذا إذا كان تحليل الناقد من الناحية الذوقية).

أما إذا كان من الناحية النقدية البحتة.

فقد يتخلى الناقد هنا عن الذائقة، ويصبح تطبيق القواعد هو المهيمن، لذلك يثور الكاتب.

فالنقد هنا يبحث عن تقدير نواحي الضعف والقوة للنص أو العمل.

فإتخاذ قرار النقد يوحي بالصرامة والجرد والحذر والحِيطة من الخداع.

فإتخاذ موقف النقد يرفض الموافقة حتى يرى المرء بنفسه

ولابد وأن يأتي الموضوع أو النص بأوراق اعتماده ولا يمر الإ إذا أثبت جدارته ( هذا من ناحية النقد البحت).

أما من الناحية الذوقية والجمالية كما ذكرت آنفاً فيختلف

بل العكس تماماً.

فالتذوق يدعونا إلى الولاء للموضوع بحرية ودون تساؤل

فالقارئ يريد أن يحيا حياة الموضوع، ولا يعنيه الكسور والعروض والموازين فالقارئ يتخلى عن ( تحد الموضوع).

وعندما يبلغ الإهتمام بالتذوق أعلى درجاته!

فإن القارئ يفقد ذاته في الموضوع.

وهنا يكون التذوق عكس النقد بل ومضاد له

فأحياناً لو إهتممنا نحن القُراء بالنقد لقضينا على الموقف الجمالي.

وأحياناً النقد يقتل لكي يشرح.

لكن يشعر القارئ الحصيف أن حقيقة النص تظهر في العمل المتحد الذي يقدمه الناقد والتي هي يلخصها بطريقة نثرية  داخل العمل فيعيش بعدها القارئ معاناة التجربة.

فالنقد والموقف الجمالي  النابع من الذائقة قد يتضادان.

فالأول يبحث عن عيوب وميزات والأخرى يبحث عن متعة وسمو.

فما أجمل الناقد المتذوق والذي يربط نقده بالذائقة.


## زين المعبدي ##

27/7/2022 ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدب / بائع الجرائد / الشاعرة شذى البراك

الشاعرة شذى البراك  بائع الجرائد بين الحرب والسلام.. أحمل خطاي المتثاقلة.. أتأبط شره الكوارث.. ودموع الثكالى.. وأبراج الأحلام الوهمية.. في صحفي.. جراح كنصال في خاصرة الزمن.. حيث وطني المعلق بسارية من دماء.. ورياح التطرف غراس اشتهاء يبيع الانتماء في أسواق النخاسة.. وفي سطوري بات إيقاع الحياة سريعا.. يموج بواقع مضطرب..  مهووس  فلم تعد للسلام أجنحة يحلق بها.. وصار يشكو هويته الضائعة.. والفوضى أعتى من أسلحة الدمار الشامل.. والقلوب تقتل بنيران صديقة..

من أنت أبها الطير / الشاعر غازي القاسم

 وقالت :- مِن أينَ أنتَ أيّها الطير ؟  وقلت :- أنا طيرٌ مِن بِلادِ السَلامِ  وَلَمْ يزُرْهَا السَلامُ بَعدْ  أنا مِن تَحت ظِلالِ أشْجارٍ  تَحْتَها تَفَيأَ الأنْبياءُ  لَم تُمْطرٰ السَماءُ هُناكَ بَعد  أنا مِن بِلادٍ تَكْتُبُ التَاريخَ بِالدَّمِ  فيها مات المُسْتحيلُ  تُلوَ المُستحيلِ  أنا مِن بِلادٍ يُحَارِبونَ كَيّ  يَنْتَصِرَ الجُرْحُ عَلَى السِكينِ  أُغْنيتي شَهقَةُ شَهيدٍ  لا ينتسبُ لِلمَوْتِ  يَرْسُمُ في السَماءِ سَحَابَةَ مَطَرٍ  تنبتُ قَمْحَ حَياةْ  أنا طيرٌ أبَدِّيُ التَحليقِ  صُعوداً مِن هَاوِيَةٍ إلى هاَوِيَة  أنا طَيْرٌ لَهُ تَرانِيمٌ  مِن وَقْعِ خُطى الغُزاةِ  وَصَرْخَةِ الخَطَايا  أنا أُغْنِيةُ طـفْلٍ يَرْفَعُ شَارَةَ نَصْرٍ  وَعَلَماً وَحَجَراً  وأنا لَوْعةُ الأُمِ تَشمُ قَميصَ شَهيدِها  وَلَوْعَةُ طِفْلَةٍ تَيَتَّمت عَلَى بَابِ العِيدِ  أنا تَغْريدَةُ  مَوتِ الموتِ في الموتِ  شَهْقةَ حَياةْ  غازي القاسم

مجلة آفاق الأدب _____ على صراط البينات _____ الشاعر شاه ميران

على صراط البينات  رقعت ثياب نعاسي  بخيوط يديكِ  كنت رثاً  مثل وصايا العجائز  اتغير بأستمرار  قايضت جبيناً بشمس الظهيرة  ظننت بأنني خسرت الاف اميال الدفء  و قمح ما بين عقد الحاجبين  مر قبالة فمي  من غير وداع حاصد  حلمت بالجوع كثيراً  حتى اخذتني رياح شعر مسترسل  الى قارات لم تكتشف  انتِ ، بردية ندى متحولة عطراً يتعطر بدجاه ترغمين الكون كسلاً في رأسي  ثم تبعثرين الأوراق قبل ملئها  مس عنقي اشباح اظافرك المبتذلة  و انا مزدحم بآواصر اللاوعي  فعمري الآن  لا يتعدى رقصة تحت المطر  و طفلة خيال تتأرجح  في باحة اشعاري الخلفية  كيف تحتملين خرائب صدري  و معارك الشخير المنهزم  من ميادين الرئة  لست ساكناً حراً  بل على تماس مع  تفعيلات مبسمكِ الضوئي  كرحلة الأنجم  هيت لكِ طوداً  سيغفوا فوق حقول القطن  تاركاً رموز قصيدة مختمرة  حتى يستفيق  قديم انا  مثل غبار يغطي سطح كتب الشعوذة  ساذج الرد  كصخرة جليدية  تهمل العوالق قضيتي...