وجهة نظر نقدية
الناقد زين المعبدي
=============/
النص.
الشاعرة يمن النائب
وردة جورية
دنا منها كثيراً
حملها بين راحتيه
رفعها بحنان
اختلجت أنفاسه
مع عبيرها
نشرته قوارير عطرٍ
انحنت لها الأزهار
لف خصرها بشدة
لعله ينال نظرة تشفي غليله
عصر ثوبها المخملي
سائلاً ممزوجاً تسكر منه العقول
غدا وجهها يقطر خجلاً
دندن تراتيل الهيام
عزف علي اوتار ها
أجمل المعشوقات لحناً
وخزته بأشواكها
عله يستفيق من أحلامه
سال القلب دما
قبل أن تقطر يديه
نظر معاتباً ما الذي فعلت؟؟؟؟
امتزج لون خمرها
مع دمه جعلته ثملا بحبها
آه منك أيتها الوردة الجوريه
دعيني اشتم رائحتك الذكيه
لن أقول العتبة في النهاية لأنك كقارئ مقبل على قراءة النص
حين تسمع تلك المقولة على أغلب الأحيان يحدث لك تشتت لا تشبث وستموت الدهشة وينتحر حب الإطلاع واللهفة
وهنا سأكون حكمت على النص (بالحرق).
وأنا شخصياً
مع مقولة جيرار جينيت:-
الذي قال:-
"الناقد الحصيف صنو الشاعر وشريكة في العملية الإبداعية
ويوجد النقد أينما حل الإبداع.
وبمحاولتي أن أكون قارئ حصيف كان لزاماً عليَّ أن أُشْعِرْ زملائي القُراء بالمتعة الكامنة بين السطور، ولزاماً عليَّ أن أسير صنوه، وعلى لغته ومتطلباته.
ليستمتع المتلقي مرتين مرة بالتحليل ومرة بالنص
فلابد أن أمشي نفس تشويق وإثارة النص الذي وضعها صنوي
فهنا الأستاذة/ يمن النائب إختارت وردة جورية لتكون بطلت النص فكل الأحداث بنيت عليها وهي محور الحديث وهذا واضح في المفردات:-
دنا منها/ حملها/ رفعهابحنان / نشرته قوارير/ لف خصرها/ ثوبها المخملي/ وجهها يقطر خجلاً/
أوتارها/ وخزته .......الخ
كلها تتحدث عن الأنثى ذلك المخلوق الذكي الذي حباة الله
بالكثير من العاطفة والحنان والفطنة والعطاء مايكفي العِوض عن وحشية الدنيا التي يُكابدها الجنس البشري.
إقترب ذلك البطل منها وحملها ولم تقل قطفها
لما تحمله مفردة (الحمل)
من تكريم ورحمة وذلك مصداقاً لما قد جاء في أصدق الكَلِمْ
قوله تعالى :-
وحملناه على ذات ألواح ودسر
هنا كناية عن موصوف وليس صفة فالكناية هنا عن السفينة ولم يذكرها وأتى بصفاتها وهي الألواح( الخشب) والدسر ( المسامير).
فهنا الكناية عن الوردة الجورية التي تحمل إنزياح للحبيبة
ومدى جمال الصورة التي تحمل رشاقة وخفت الحبيبة ومدى قوة الحبيب.
ولكن تكرار معنى الحمل في السطر التالي أزعجني فالحمل و( الرفع ) مفردتان قريبتان في المعنى والتكرار لم يأت بجديد سوى ذكر صفة الحنان
وكان من الممكن الإستغناء عنها
وما يأتي بعد حملها دنو يجعل المشاعر تضطرب وتتحر وتصول وتجول حين يستنشق رائحتها وهنا روعة التعبير في مفردة (عبير) التي تجعلني كمتلقي أرى الحبيب يتنفس زفير الحبيبة وهذا إنزياح لقرب البطل منها حين حملها فاقتربت أنفاسها من أنفاسه المضطربة.
والقوارير إنزياح/ للنساء وجمالهن وضعفهن ورقتهن
وأول من سمى النساء هو حبينا محمد صلى الله عليه وسلم
حين قال رفقاً بالقوارير .
والمقصود أن حبيته أجمل نساء. الكون( بنظره) وليس هذا فحسب بل تنحني لها كل النساء وهذا واضح في قولها
إنحنت لها الأزهار.
فالازهار هنا رمز / للنساء
وتستخدم السرد في الوصف دون ملل ورتابة
لترسم مشهد مستتر كالكواليس فتقول لف خصرها بشدة
فالحديث عن الوردة الجورية هذا هو الظاهر!
ولكن هنا إنزياح للحبيبة والدليل مفردة / خصرها وهذا مفتاح ودليل من ضمن أدلة الإنزياح
الذي يُظهر تمكن الشاعرة من اللغة والدقة في بروز الصورة
والثقة من الأدوات المستخدمة
فالبداية كانت حملها وتقريبها واستنشاق أنفاسها
وكل هذا لابد وأن يتم عن قرب
وعن طريق لف اليدين حول الخصر
فالترابط العضوي وتسلسل الفكرة جميل ومنطقي جدا ومقنع لي كمتلقي لولا مفردة ( رفعها ) كما ذكرت.
والشدة/ هنا لاتعني القسوة ولكن إنزياح للهفة وشدة الإشتياق.
وبعد القرب والحمل والإحتضان
واستنشاق الشهيق
كان لسبب واحد جاء واضح جلياً في مفردة( لعله )
فضمير المتكلم يريد أن يفصح لنا أن النوايا حسنة وهي أن أمنية الحبيب بعد كل هذا أن ينال ( نظرة ) تريح قلبه
وهنا يظهر دور لغة العيون لتفصح عن الوجدان فبالنظر
إلى الحبيبة سوف تبوح له العيون عن كل ما يريد معرفته.
وهنا تحدث الدهشة والصدمة للمتلقي بعد أن عاش جو إثارة ومتعة يُصدم!
إن كل ماتم فعله من قِبَلْ الحبيب هدفة الأوحد هو نظرة وليس أي سبب أخر .
ويصبح أفق توقعات المتلقي مخالف لأفق النص وهذا هو المطلوب في الأدب ويفتح المجال لعدة تأويلات للنص مما يعطي مديدية للحروف وأعمال الذهن.
ولكن جاءت مفردة ( غليله )
وسط خضم مشاعر جميلة وآمال/ وطموحات /وحمل/ واستنشاق /وعبير/
تمني/....الخ
غير ملائمة لجو النص
فكيف يتفق الحب مع الغل أيا كانت الظروف من فراق وهجر وبُعد لايوجد (غل في الحب) ولكن أراني أسمع صوت الشاعرة تقول خانني التعبير وكنت أقصد الشوق واللهفة وسد حالة الحرمان العتيق.
جاء النص من البداية الظاهرة منه هو الحديث عن الوردة الجورية واستوقفتنا الشاعرة لنلتقط الأنفاس وكسر حدة الصوت وإضافة عنصر الإثارة والتشويق في وصف بديع ذكرناه آنفاً من حمل واستنشاق...الخ
ليعود حديثها عن الوردة الجورية ظاهرياً منزاحة إلى الحبيبة كنائياً.
وبهذا يسير سرد الفكرة في مجراه الطبيعي.
عصر/ ثوبها المخملي
عصر، متناسبة جداً مع (الشدة )
المذكورة في السطر الذي تقول فيه لف خصرها بشدة (كناية عن اللهفة والشوق)
وما بين الشدة ولف الخصر والعصر إحمر الوجه ( كناية عن الخجل) الذي ذكرته الشاعرة صراحة في قولها
غدا وجهها يقطر خجلاً.
والتشبيه ولا أروع حين شبهت عصر الوردة والذي بعدة يخرج سائل عطر يسكر العقول
كانه خمرا.
وهنا كناية عن شدة جمال الحبيبة التي تُذهب عقل كل من يراها!
ومفردة ( غدا ) تؤكد أن كل هذا الجمال من إحمرار الوجه والخجل والروائح الجميلة لم تظهر جلياً الإ عند القرب وتلاقي الأعين الذي أربك الحبيبة ( لعلة ينال نظرة ).
دندن تراتيل الهيام
الدندنة/ هي الغناء بصوت خافت قد لا يُسمع أي تنفيس عن النفس
ترتيل / محاولة لتجميل الصوت وتشريفاً لللنص بتناص اإقتباسي جزئي.
قال تعالى:-
ورتل القرآن ترتيلا.
فبعد أن دندن وهمهم بكلمات غير مفهومة رتل حيث نطق
أعذب الحروف النميرة( العذبة )
وتستكمل الصورة بأنه عزف على أوتارها أعذب الألحان الحالمة بالعشق.
وأوتارها / إنزياح للمسامع ( الأذنين ).
وتشبيه الموصوف ( المسامع)
بالوتر يوحي بطيب المسمع والمسموع حيث شبهها بالآلة الموسيقية التي لها وتر
إذا إهتز خيط أصدر نغماً.
وتسرقنا الشاعرة في خلسة إبداعية ما بين مد وجزر تارة تتحدث عن الوردة ظاهرياً فننسجم مع الصور وعذوبة الحروف لنتفاجئ بأنها إنتقلت لوصف الأحبة ثم تعود للتحدث عن الوردة مرة أخري.
كارجوحة يمتطيها المتلقي ذهابا وإياباً في متعة مستنشقا هواء الذهاب والإياب.
فتقول:-
وخذته بأشواكها فالظاهر هنا الحديث عن الوردة صاحبة الأشواك
عله يستفيق من أحلامه.
الوخذ يأتي فجأة فيحدث بعده لا إرادياً ردة فعل
وهنا ردة الفعل هي الإفاقة
ولكن صدمتني كمتلقي حين قالت من (أحلامه)
إذن هناك حلم يقظة فوخذته ليستفيق عما يفعل معها فقد نسي نفسه وعالمه معها.
والأشواك هنا / هو التنبيه بكلمات لازعة تشبه وخذ الشوكة للجسد الغافي.
وإنتقلت لتقول:-
سال القلب دم
هنا الوصف للحبيب مباشرة لأن الوردة لا تملك قلباً ليسيل منه الدم لتأخذ التراجيديا دورها الحقيقي من الجميل للأسوء حزناً.
سال القلب دما قبل أن تقطر يديه.
هنا نرى أن العامل المعنوي حين حين يُكسر يكون أشد ألماً من الألم الجسدي.
نظر معاتباً ما الذي فعلت؟
إذن هناك نظرات عتاب ولغة عيون كما ذكرنا سابقا تكون بين المحبين.
واستخدام إسلوب الإنشاء ماذا فعلت؟
للإستنكار والتهكم بعد الوخز.
والغرض الأساسي هو العتاب .
وبعد عصر الوردة اختلط خمر الوردة مع دمة الذي يسيل من يديه وقلبه فصار يحبها حد الثمالة
وهنا تقصد / خجلها مع وخذتها له بالكلمات اللازعة التي جعلته يستفيق أيضاً
جعلته يحبها حتى الثمالة
وجاءت الموسيقى ما بين الصخب والهدوء في انسيابية
مريحة
وجاء النص مترابط عضوية
معقول في التنظيم الشكلي خلا بعض المفردات المذكورة
اللغة وتوظيف المفردات سهلة رنانة.
البلاغة والصور روعة.
دامت الأنامل
## زين المعبدي #
الناقد زين المعبدي
=============/
النص.
الشاعرة يمن النائب
وردة جورية
دنا منها كثيراً
حملها بين راحتيه
رفعها بحنان
اختلجت أنفاسه
مع عبيرها
نشرته قوارير عطرٍ
انحنت لها الأزهار
لف خصرها بشدة
لعله ينال نظرة تشفي غليله
عصر ثوبها المخملي
سائلاً ممزوجاً تسكر منه العقول
غدا وجهها يقطر خجلاً
دندن تراتيل الهيام
عزف علي اوتار ها
أجمل المعشوقات لحناً
وخزته بأشواكها
عله يستفيق من أحلامه
سال القلب دما
قبل أن تقطر يديه
نظر معاتباً ما الذي فعلت؟؟؟؟
امتزج لون خمرها
مع دمه جعلته ثملا بحبها
آه منك أيتها الوردة الجوريه
دعيني اشتم رائحتك الذكيه
لن أقول العتبة في النهاية لأنك كقارئ مقبل على قراءة النص
حين تسمع تلك المقولة على أغلب الأحيان يحدث لك تشتت لا تشبث وستموت الدهشة وينتحر حب الإطلاع واللهفة
وهنا سأكون حكمت على النص (بالحرق).
وأنا شخصياً
مع مقولة جيرار جينيت:-
الذي قال:-
"الناقد الحصيف صنو الشاعر وشريكة في العملية الإبداعية
ويوجد النقد أينما حل الإبداع.
وبمحاولتي أن أكون قارئ حصيف كان لزاماً عليَّ أن أُشْعِرْ زملائي القُراء بالمتعة الكامنة بين السطور، ولزاماً عليَّ أن أسير صنوه، وعلى لغته ومتطلباته.
ليستمتع المتلقي مرتين مرة بالتحليل ومرة بالنص
فلابد أن أمشي نفس تشويق وإثارة النص الذي وضعها صنوي
فهنا الأستاذة/ يمن النائب إختارت وردة جورية لتكون بطلت النص فكل الأحداث بنيت عليها وهي محور الحديث وهذا واضح في المفردات:-
دنا منها/ حملها/ رفعهابحنان / نشرته قوارير/ لف خصرها/ ثوبها المخملي/ وجهها يقطر خجلاً/
أوتارها/ وخزته .......الخ
كلها تتحدث عن الأنثى ذلك المخلوق الذكي الذي حباة الله
بالكثير من العاطفة والحنان والفطنة والعطاء مايكفي العِوض عن وحشية الدنيا التي يُكابدها الجنس البشري.
إقترب ذلك البطل منها وحملها ولم تقل قطفها
لما تحمله مفردة (الحمل)
من تكريم ورحمة وذلك مصداقاً لما قد جاء في أصدق الكَلِمْ
قوله تعالى :-
وحملناه على ذات ألواح ودسر
هنا كناية عن موصوف وليس صفة فالكناية هنا عن السفينة ولم يذكرها وأتى بصفاتها وهي الألواح( الخشب) والدسر ( المسامير).
فهنا الكناية عن الوردة الجورية التي تحمل إنزياح للحبيبة
ومدى جمال الصورة التي تحمل رشاقة وخفت الحبيبة ومدى قوة الحبيب.
ولكن تكرار معنى الحمل في السطر التالي أزعجني فالحمل و( الرفع ) مفردتان قريبتان في المعنى والتكرار لم يأت بجديد سوى ذكر صفة الحنان
وكان من الممكن الإستغناء عنها
وما يأتي بعد حملها دنو يجعل المشاعر تضطرب وتتحر وتصول وتجول حين يستنشق رائحتها وهنا روعة التعبير في مفردة (عبير) التي تجعلني كمتلقي أرى الحبيب يتنفس زفير الحبيبة وهذا إنزياح لقرب البطل منها حين حملها فاقتربت أنفاسها من أنفاسه المضطربة.
والقوارير إنزياح/ للنساء وجمالهن وضعفهن ورقتهن
وأول من سمى النساء هو حبينا محمد صلى الله عليه وسلم
حين قال رفقاً بالقوارير .
والمقصود أن حبيته أجمل نساء. الكون( بنظره) وليس هذا فحسب بل تنحني لها كل النساء وهذا واضح في قولها
إنحنت لها الأزهار.
فالازهار هنا رمز / للنساء
وتستخدم السرد في الوصف دون ملل ورتابة
لترسم مشهد مستتر كالكواليس فتقول لف خصرها بشدة
فالحديث عن الوردة الجورية هذا هو الظاهر!
ولكن هنا إنزياح للحبيبة والدليل مفردة / خصرها وهذا مفتاح ودليل من ضمن أدلة الإنزياح
الذي يُظهر تمكن الشاعرة من اللغة والدقة في بروز الصورة
والثقة من الأدوات المستخدمة
فالبداية كانت حملها وتقريبها واستنشاق أنفاسها
وكل هذا لابد وأن يتم عن قرب
وعن طريق لف اليدين حول الخصر
فالترابط العضوي وتسلسل الفكرة جميل ومنطقي جدا ومقنع لي كمتلقي لولا مفردة ( رفعها ) كما ذكرت.
والشدة/ هنا لاتعني القسوة ولكن إنزياح للهفة وشدة الإشتياق.
وبعد القرب والحمل والإحتضان
واستنشاق الشهيق
كان لسبب واحد جاء واضح جلياً في مفردة( لعله )
فضمير المتكلم يريد أن يفصح لنا أن النوايا حسنة وهي أن أمنية الحبيب بعد كل هذا أن ينال ( نظرة ) تريح قلبه
وهنا يظهر دور لغة العيون لتفصح عن الوجدان فبالنظر
إلى الحبيبة سوف تبوح له العيون عن كل ما يريد معرفته.
وهنا تحدث الدهشة والصدمة للمتلقي بعد أن عاش جو إثارة ومتعة يُصدم!
إن كل ماتم فعله من قِبَلْ الحبيب هدفة الأوحد هو نظرة وليس أي سبب أخر .
ويصبح أفق توقعات المتلقي مخالف لأفق النص وهذا هو المطلوب في الأدب ويفتح المجال لعدة تأويلات للنص مما يعطي مديدية للحروف وأعمال الذهن.
ولكن جاءت مفردة ( غليله )
وسط خضم مشاعر جميلة وآمال/ وطموحات /وحمل/ واستنشاق /وعبير/
تمني/....الخ
غير ملائمة لجو النص
فكيف يتفق الحب مع الغل أيا كانت الظروف من فراق وهجر وبُعد لايوجد (غل في الحب) ولكن أراني أسمع صوت الشاعرة تقول خانني التعبير وكنت أقصد الشوق واللهفة وسد حالة الحرمان العتيق.
جاء النص من البداية الظاهرة منه هو الحديث عن الوردة الجورية واستوقفتنا الشاعرة لنلتقط الأنفاس وكسر حدة الصوت وإضافة عنصر الإثارة والتشويق في وصف بديع ذكرناه آنفاً من حمل واستنشاق...الخ
ليعود حديثها عن الوردة الجورية ظاهرياً منزاحة إلى الحبيبة كنائياً.
وبهذا يسير سرد الفكرة في مجراه الطبيعي.
عصر/ ثوبها المخملي
عصر، متناسبة جداً مع (الشدة )
المذكورة في السطر الذي تقول فيه لف خصرها بشدة (كناية عن اللهفة والشوق)
وما بين الشدة ولف الخصر والعصر إحمر الوجه ( كناية عن الخجل) الذي ذكرته الشاعرة صراحة في قولها
غدا وجهها يقطر خجلاً.
والتشبيه ولا أروع حين شبهت عصر الوردة والذي بعدة يخرج سائل عطر يسكر العقول
كانه خمرا.
وهنا كناية عن شدة جمال الحبيبة التي تُذهب عقل كل من يراها!
ومفردة ( غدا ) تؤكد أن كل هذا الجمال من إحمرار الوجه والخجل والروائح الجميلة لم تظهر جلياً الإ عند القرب وتلاقي الأعين الذي أربك الحبيبة ( لعلة ينال نظرة ).
دندن تراتيل الهيام
الدندنة/ هي الغناء بصوت خافت قد لا يُسمع أي تنفيس عن النفس
ترتيل / محاولة لتجميل الصوت وتشريفاً لللنص بتناص اإقتباسي جزئي.
قال تعالى:-
ورتل القرآن ترتيلا.
فبعد أن دندن وهمهم بكلمات غير مفهومة رتل حيث نطق
أعذب الحروف النميرة( العذبة )
وتستكمل الصورة بأنه عزف على أوتارها أعذب الألحان الحالمة بالعشق.
وأوتارها / إنزياح للمسامع ( الأذنين ).
وتشبيه الموصوف ( المسامع)
بالوتر يوحي بطيب المسمع والمسموع حيث شبهها بالآلة الموسيقية التي لها وتر
إذا إهتز خيط أصدر نغماً.
وتسرقنا الشاعرة في خلسة إبداعية ما بين مد وجزر تارة تتحدث عن الوردة ظاهرياً فننسجم مع الصور وعذوبة الحروف لنتفاجئ بأنها إنتقلت لوصف الأحبة ثم تعود للتحدث عن الوردة مرة أخري.
كارجوحة يمتطيها المتلقي ذهابا وإياباً في متعة مستنشقا هواء الذهاب والإياب.
فتقول:-
وخذته بأشواكها فالظاهر هنا الحديث عن الوردة صاحبة الأشواك
عله يستفيق من أحلامه.
الوخذ يأتي فجأة فيحدث بعده لا إرادياً ردة فعل
وهنا ردة الفعل هي الإفاقة
ولكن صدمتني كمتلقي حين قالت من (أحلامه)
إذن هناك حلم يقظة فوخذته ليستفيق عما يفعل معها فقد نسي نفسه وعالمه معها.
والأشواك هنا / هو التنبيه بكلمات لازعة تشبه وخذ الشوكة للجسد الغافي.
وإنتقلت لتقول:-
سال القلب دم
هنا الوصف للحبيب مباشرة لأن الوردة لا تملك قلباً ليسيل منه الدم لتأخذ التراجيديا دورها الحقيقي من الجميل للأسوء حزناً.
سال القلب دما قبل أن تقطر يديه.
هنا نرى أن العامل المعنوي حين حين يُكسر يكون أشد ألماً من الألم الجسدي.
نظر معاتباً ما الذي فعلت؟
إذن هناك نظرات عتاب ولغة عيون كما ذكرنا سابقا تكون بين المحبين.
واستخدام إسلوب الإنشاء ماذا فعلت؟
للإستنكار والتهكم بعد الوخز.
والغرض الأساسي هو العتاب .
وبعد عصر الوردة اختلط خمر الوردة مع دمة الذي يسيل من يديه وقلبه فصار يحبها حد الثمالة
وهنا تقصد / خجلها مع وخذتها له بالكلمات اللازعة التي جعلته يستفيق أيضاً
جعلته يحبها حتى الثمالة
وجاءت الموسيقى ما بين الصخب والهدوء في انسيابية
مريحة
وجاء النص مترابط عضوية
معقول في التنظيم الشكلي خلا بعض المفردات المذكورة
اللغة وتوظيف المفردات سهلة رنانة.
البلاغة والصور روعة.
دامت الأنامل
## زين المعبدي #
تعليقات
إرسال تعليق