قصيدة متسلسلة حسب حروف الهجاء الثمانية والعشرين بعنوان
( جبهةُ الشّمس )
آهٍ على آهٍ أسىً يقفو أسى
وقصيدتي بكماءُ دونَ رواةِ
بلغَ الحناجر فاستفاقَ لبُرهةٍ
قلبٌ ينوءُ بهجعةٍ وسُباتِ
تغدو خماصاً كي تؤوبَ ببطنةٍ
ملآى كروشُ الدّهرِ بالنّكَباتِ
ثمّ اشتكت من مقلتيكَ الأدمعُ
يا موطنَ الآهاتِ والعبراتِ
جُرحانِ أم نهرانِ أم كفنانِ
خيطا بأسمالِ الأسى لعراةِ
حثّت خُطاها سارعتْ نحوَ الردى
بطريقِ شوكٍ مُقفرِ العرصاتِِ
خَفَتَ البريقُ خبا بتلك الأنجمِ
أمستْ تضيءُ الّليلَ في الغلساتِ
دع فاتناتِ الطّرفِ حيثُ الملتقى
واسلك دروبًا نحو شطّ فراتي
ذرني ومن ذرّ الرمادَ بمقلتي
دعني وشأني إنّها هفواتي
رشَقت سهامُ الشامتينَ جوانحي
واجتاحَ صدري حارقُ الزفراتِ
زدني همومًا يازماني علّني
بعد السّرى لملمتُ بعض شتاتي
سُرّ البغاةُ بفيئهم فهمو همو
مثلُ الذباب إذا سعى لفتاتِ
شَقوا عصا الأوطانِ ثمّ تشدّقوا
فترى قروداً في ثياب ولاةِ
صلبوا الحسين ويدّعون ولاءهُ
شتّان بين مُقدّس وبغاةِ
ضاقت بلادُ الرافدين بوسعها
ذرعًا وضجّ الصخرُ في الفلواتِ
طالَ الأسى والجرحُ دونَ ضمادةٍ
تبلى الجسومُ بكثرةِ الطعناتِ
ظامٍ على جرفيكَ قلبي لم يزلْ
لا يهتدي في أيّها مرساتي
عاينتُ جرحكَ يا عراقُ بلوعةٍ
فسرى أنينٌ خافتٌ في ذاتي
غافٍ بصدري كلّ حزن الكوكبِ
إذ أن صمتي لم يزل مأساتي
فاقَ التّصوّرَ والخيالَ بصبرهِ
وطنٌ سأفدي مجدهُ بحياتي
قلّ التصبرُ يا عراق إلى متى
أبكي وتبكي حالِمَينَ بآتِ
كفّ النواحَ فما يغيثكَ شامتٌ
كلّا وربّ الأرضِ والسّمواتِ
لا يكسرُ الواهونَ قيدَ مذلّةٍ
حتى تجودَ النفسُ بالقرباتِ
موتى بأنفاسٍ تلوكُ زفيرها
عطشى ومجرى الماء كالجمراتِ
نحيي على وجه الأديم مآتماً
كانت عزاء من صدى الأزماتِ
هبّتْ رياحُ الأمس تلثمُ عبرتي
فانثالَ كفّي ضارعًا بصلاتي
هي ذي شجوني كالسّياط باضلعي
وأسير لا أدري بها خَطَواتي
ولهى ببابِ الصبر تزفرُ مهجتي
أرنو إلى وطني وطوق نجاتي
يرعاكَ كفّي كالظلال منَ اللّظى
من مولدي حتى يحينَ مماتي
يا جبهةَ للشّمسِ وجهُكَ مصحفٌ
قُدّستَ كالأنجيلِ كالتوراةِ
نجم الركابي
تعليقات
إرسال تعليق