فنجان الليل
صمت مطبق
يلف سكون الليل..
زائرها الوحيد..
إلا من همهات
تزيد الروح ألماً
واغتراباً..
اعتادت مساجلته
بفنجان قهوة..
وملامح غائرة
في طي النسيان..
تقلبه لتحاول
قراءة هواجسها..
فلا ينبىء سوى
بطريق لا عودة
منه..
فحلمها مازال متعلقاً
بظله
إنه ليس من العائدين..
وليس من الذين
طوى الموت ذكراهم
فأصبح من الخالدين..
كلاهما عائم..
هو في الغياب
الذي لا طائل من محايلة القدر عليه..
وهي في انتظار
لا ينعش آمالها..
ويزيل ما تراكم
من غبار السنين..
لا ترى نفسها إلا هامشاً..
لا يعي سوى هذا الليل..
تقف بجلال أمام صورته..
تناجيه بتوسل..
عاقبتني فأصبت فيّ موقع الطعن..
ثم تجد نفسها في هوةٍ عميق من الدم
والدموع..
تنظر الى زاوية
ما مضرجة بعطره ثم تحاول قراءة الفنجان مرة أخرى..
ليست هناك سوى خطوط متعرجة..
لا تنبىء بشيء..
وامرأة يسكنها
الليل..
الشاعرة شذى البراك
تعليقات
إرسال تعليق