مجلة آفاق الأدب ______ قراءة في قصة الهروب جنوبي المنشأ للقدير عيال الظالمي ________ بقلم الأديب كامل فرحان حسوني
قراءتي المتواضعة في حكاية سيرة فردية (الهروب جنوبي المنشأ)
للقدير عيال الظالمي
يزعمُ النقاد أن العنوان يعد البوابةالاولى للمؤلف وهو أكثر العتبات جذباً وتاثيراً للمتلقي للحد الذي حدى بالنقاد عدهُ بالاهمية كونه يحدد هوية الكتاب اياً كان جنسه ، والاثارة الحقيقية للقارئ للغوص في محتويات اي كتاب ، وأن من يقرأ للوهلة الاولى العنوان (الهروب جنوبي المنشأ)
الذي أصدره الاديب الكبير عيال الظالمي
في عام ٢٠١٧ م ب ١٠٥ صفحة من القطع المتوسط،من العالمية للطباعة يتضح له جليا ودن أدنا شك أن أعتماده على نَسج
وبناء فكرة الولوج في القصة ناجم عن شعور الكاتب بالانتماء الحقيقي للوطن بكل مايحمل الوطن من أنتماء سواء كان ثقافيا أو روحيا وهذا الانتماء أختزله المبدع بقريته (ابو شريش )التي هي مصدر صباه
ونهرها الذي لم يفارق مخيلته ،وعبق عطر أمه والحنين لقربها ،وهي سر الحياة بالنسبة له .
وهذا ظهر جليا في عتبة الاهداء، خير مصداق على ما تقدم.
(الى قريتي (أبو شريش)
مهد صباي وغذاء قلمي
بقع دمعي بتراب ضفاف(ام كفيشة ) نهرها
ورائحة أمي فيما تبقى من جذوع نخلها )
فما أجمله وهو يؤكد على مفتاح من مفاتيح
روايته (الهروب جنوبي المنشأ) وأن حواراتها تتبنى وجهات نظر سياسية بمنظور انساني روحي وهو يوثق لحالة انسانية بتوثيقه لشريحة واسعة من شرائح المجتمع شريحة المعدمين، وأن الظلم عندما يقع على المجتمع هو ظلم الطبقة الحاكمة ونظامها السياسي ،فعندما تصدر قرار الحرب لتجعل من شعبها وقوداً لهذه الحرب العبثية، والرفض الذي يمثله وهو بهذا يوثق لحقبة زمنية بعينها ما زال المجتمع العراقي يأن من تبعاتها الى يومنا هذا، وظلمها المفرط وطريقة ادارتها،وزراعة مفاهيم دخيلة على المجتمع،كما هو في حديث ابو مانع في ص ١٦، والجور الذي وقع على مالك وأسلوب الطبيب في التخفي، بل وكيف كان الفرد العراقي تتحكم بمصائرة الاقدار والصدف كقول مالك ( آه لو تعلم عشت شهوراً أتنقل من سجن الى سجن وتابوتي على أكتافي) ...
وكيف وصل الفرد العراقي حد من الياس احياناً كما في ص ٢١، عندما يسأل (لماذا انت فرحان وهل من يفرح بالموت،قلت أول وأخر الموت واحد ،
وكيف ان هذا الضغط أستدعى كل قيم الرجولة في الريف العراقي لينتفض عند قوله في ص ٢٢ (وهل هذا يحسب عمرا الا تباًلعمر المهانة والخوف والاضطهاد ولكم من يقول القادم أجمل ) هو لم يستشف لغد مجهول ؟
وكيف ان الحاجة لديمومة الحياة بوزنة حنطة او رز كفيلة بان تدعوه لهروب اخر أمسى وهو يقدمُ على مغامرةٍ جديده غير محسوبة النتائج ،ليعلن ان الحياة جهاد مستمر لحياة كريمة برفقة صحبة طريق غير متكافئة من حيث الوعي الى صوب
المجهول بين مناضل لاسبيل له سوى الهروب من حبل المشنقة بين قضبان الوطن المفجوع، وباحث عن حياة كريمة
لسد الرمق .
أبدع الاديب في سرد حوارات بطريقة سلسة محببة للقارى ذات دلالات واضحة
وهو يقول لنا الحياة لاتتوقف في مسيرها وان غدا أجمل مهما كان ثقل الصعوبات مضني وان علينا ان نحلم بغدٍ أجمل .
تعليقات
إرسال تعليق