على متكأ الحنين
ألا أقبلي نحوي أذا النور أدبرا
و موحش ظلمات من الليل أسفرا
و لاح بآفاقي من الهم كونه
تباريح أشواق بها الروح كدرا
وحط على صدري ثقيل من الأسى
يباطئ أوقاتي بديجوره الكرى
و في حضن أحلامي نوايا مطلة
من الشوق آهات لها الوجد سطرا
ولا الروح في حال من الحال راحها
و لا الفكر في خال من البال فكرا
إلى كل أشتات ذهابي و أوبتي
و في كل إحساس مقامي مبعثرا
و يحضرني هم من الهم كاسح
و يذهبني غم من الغم أكبرا
فلا أنا في قومي وجودي شعرته
ولا أنا فيما لي من العشق أذكرا
تباعدت الأحلام بيني و بينها
و كل جفاء البعد منها تقدرا
فيا ليل أشقاني شعور من الهوى
كأن به أحيا غريب عن الورى
مطامح اشواقي لقاء بها مضت
إليها ولا منها من الوصل أيسرا
و ما طرقت بابي من السعد بسمة
ولا لاح لي برق من الفأل أنوارا
بصمت عكيف الوجد محراب روحه
على أدمع حرا هطال على الثرى
فهل أنتٍ في حالي بشوق مقيمة
أم الحال ميسور له السعد أوفرا
و هل أنت في أنس من الليل وقته
پأجفان معفي من السهد إن سرى
و هل لي بنسيان غرامي شعوره
تركتٍ بقاياها المشاعر تحصرا
فما لك إقبال من الشوق لي بدا
ولا منك إقدام من الحب يوقرا
كأن وجودي فيك ما كان أمره
و لا أمسياتي بالهوى منك تذكرا
سقى الله أيام على كل مشرب
وردن لياليها من الوصل أنهرا
أما لك منها ظل للذكر وقفة
على خاطر مرت مرورا معطرا
ولا لك هزت من حنين خواطف
له القلب فزات من النبض تنشرا
أهذا مصير الحب أضحى شعوره
كمؤدة ظلما من الجهل تقبرا
و ما أنا بالناسي كما أنت بالهوى
هواك لى النكران والجحد أظهرا
و حرفت الأحلام في درب نبضه
و أوصدت الأبواب ما ظل مخبرا
و لا لك نسياني سيأتي زمانه
وفائي بقاء الدهر يبقى مقدرا
فما أنا باللاهي بعشق عشقته
و لا أنا ذو وجه كما شاء غيرا
بقلم
احمد الشرفي
تعليقات
إرسال تعليق