التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجلة آفاق الأدب ____ على متكأ الحنين ____ الشاعر أحمد الشرفي

على متكأ الحنين

ألا أقبلي نحوي أذا النور أدبرا
و موحش ظلمات من الليل أسفرا

و لاح بآفاقي من الهم كونه
تباريح أشواق بها الروح كدرا

وحط على صدري ثقيل من الأسى
يباطئ أوقاتي بديجوره الكرى

و في حضن أحلامي نوايا مطلة
من الشوق آهات لها الوجد سطرا

ولا الروح في حال من الحال راحها
و لا الفكر في خال من البال فكرا

إلى كل أشتات ذهابي و أوبتي
و في كل إحساس مقامي مبعثرا

و يحضرني هم من الهم كاسح
و يذهبني غم من الغم أكبرا

فلا أنا في قومي وجودي شعرته
ولا أنا فيما لي من العشق أذكرا

تباعدت الأحلام بيني و بينها
و كل جفاء البعد منها تقدرا

فيا ليل أشقاني شعور من الهوى
كأن به أحيا غريب عن الورى

مطامح اشواقي لقاء بها مضت
إليها ولا منها من الوصل أيسرا

و ما طرقت بابي من السعد بسمة
ولا لاح لي برق من الفأل أنوارا

بصمت عكيف الوجد محراب روحه
على أدمع حرا هطال على الثرى

فهل أنتٍ في حالي بشوق مقيمة
أم الحال ميسور له السعد أوفرا

و هل أنت في أنس من الليل وقته
پأجفان معفي من السهد إن سرى

و هل لي بنسيان غرامي شعوره
تركتٍ بقاياها المشاعر تحصرا

فما لك إقبال من الشوق لي بدا
ولا منك إقدام من الحب يوقرا

كأن وجودي فيك ما كان أمره
و لا أمسياتي بالهوى منك تذكرا

سقى الله أيام على كل مشرب
وردن لياليها من الوصل أنهرا

أما لك منها ظل للذكر وقفة
على خاطر مرت مرورا معطرا

ولا لك هزت من حنين خواطف
له القلب فزات من النبض تنشرا

أهذا مصير الحب أضحى شعوره
كمؤدة ظلما من الجهل تقبرا

و ما أنا بالناسي كما أنت بالهوى
هواك لى النكران والجحد أظهرا

و حرفت الأحلام في درب نبضه
و أوصدت الأبواب ما ظل مخبرا

و لا لك نسياني سيأتي زمانه
وفائي بقاء الدهر يبقى مقدرا

فما أنا باللاهي بعشق عشقته
و لا أنا ذو وجه كما شاء غيرا

بقلم
احمد الشرفي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدب / بائع الجرائد / الشاعرة شذى البراك

الشاعرة شذى البراك  بائع الجرائد بين الحرب والسلام.. أحمل خطاي المتثاقلة.. أتأبط شره الكوارث.. ودموع الثكالى.. وأبراج الأحلام الوهمية.. في صحفي.. جراح كنصال في خاصرة الزمن.. حيث وطني المعلق بسارية من دماء.. ورياح التطرف غراس اشتهاء يبيع الانتماء في أسواق النخاسة.. وفي سطوري بات إيقاع الحياة سريعا.. يموج بواقع مضطرب..  مهووس  فلم تعد للسلام أجنحة يحلق بها.. وصار يشكو هويته الضائعة.. والفوضى أعتى من أسلحة الدمار الشامل.. والقلوب تقتل بنيران صديقة..

من أنت أبها الطير / الشاعر غازي القاسم

 وقالت :- مِن أينَ أنتَ أيّها الطير ؟  وقلت :- أنا طيرٌ مِن بِلادِ السَلامِ  وَلَمْ يزُرْهَا السَلامُ بَعدْ  أنا مِن تَحت ظِلالِ أشْجارٍ  تَحْتَها تَفَيأَ الأنْبياءُ  لَم تُمْطرٰ السَماءُ هُناكَ بَعد  أنا مِن بِلادٍ تَكْتُبُ التَاريخَ بِالدَّمِ  فيها مات المُسْتحيلُ  تُلوَ المُستحيلِ  أنا مِن بِلادٍ يُحَارِبونَ كَيّ  يَنْتَصِرَ الجُرْحُ عَلَى السِكينِ  أُغْنيتي شَهقَةُ شَهيدٍ  لا ينتسبُ لِلمَوْتِ  يَرْسُمُ في السَماءِ سَحَابَةَ مَطَرٍ  تنبتُ قَمْحَ حَياةْ  أنا طيرٌ أبَدِّيُ التَحليقِ  صُعوداً مِن هَاوِيَةٍ إلى هاَوِيَة  أنا طَيْرٌ لَهُ تَرانِيمٌ  مِن وَقْعِ خُطى الغُزاةِ  وَصَرْخَةِ الخَطَايا  أنا أُغْنِيةُ طـفْلٍ يَرْفَعُ شَارَةَ نَصْرٍ  وَعَلَماً وَحَجَراً  وأنا لَوْعةُ الأُمِ تَشمُ قَميصَ شَهيدِها  وَلَوْعَةُ طِفْلَةٍ تَيَتَّمت عَلَى بَابِ العِيدِ  أنا تَغْريدَةُ  مَوتِ الموتِ في الموتِ  شَهْقةَ حَياةْ  غازي القاسم

مجلة آفاق الأدب _____ على صراط البينات _____ الشاعر شاه ميران

على صراط البينات  رقعت ثياب نعاسي  بخيوط يديكِ  كنت رثاً  مثل وصايا العجائز  اتغير بأستمرار  قايضت جبيناً بشمس الظهيرة  ظننت بأنني خسرت الاف اميال الدفء  و قمح ما بين عقد الحاجبين  مر قبالة فمي  من غير وداع حاصد  حلمت بالجوع كثيراً  حتى اخذتني رياح شعر مسترسل  الى قارات لم تكتشف  انتِ ، بردية ندى متحولة عطراً يتعطر بدجاه ترغمين الكون كسلاً في رأسي  ثم تبعثرين الأوراق قبل ملئها  مس عنقي اشباح اظافرك المبتذلة  و انا مزدحم بآواصر اللاوعي  فعمري الآن  لا يتعدى رقصة تحت المطر  و طفلة خيال تتأرجح  في باحة اشعاري الخلفية  كيف تحتملين خرائب صدري  و معارك الشخير المنهزم  من ميادين الرئة  لست ساكناً حراً  بل على تماس مع  تفعيلات مبسمكِ الضوئي  كرحلة الأنجم  هيت لكِ طوداً  سيغفوا فوق حقول القطن  تاركاً رموز قصيدة مختمرة  حتى يستفيق  قديم انا  مثل غبار يغطي سطح كتب الشعوذة  ساذج الرد  كصخرة جليدية  تهمل العوالق قضيتي...