التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجلة آفاق الأدب /قراءة نقدية لنص الاديبة ميسر عليوة قالوا عنك /بقلم الأديب عبد الله المياح

قالوا عنك
لا إدغام فيك
 و لا نفي منك
محال أستفتي قلبي فيك
انت حكم مطلق
ممهور بالضياء 
في ظلمة بلا سراج
ديجورها عباءة مارق
خطفت يقيناً من يميني
و كبلت حنيناً عن يساري
حتى ظلي فر مني
منتظراً سنا 
من حسن النوايا
يعلن صبحاً ....
 يريني في عينيك
كم أنيق هو الأسود 
=================
ميسر عليوة 🇪🇭 فلسطين
جميل أن يكون البوح رصينا في وحدة موضوعه
وتدرج طرحه وانتقاء مفرداته ..
والاجمل من هذا وذاك أن يكون النص مكتوبا بحرفية
تامة لا يخرج عن حياض كتابة نص يتسم بالحداثة.....ولا يخرج عنها..
يبدأ النص بطروحات قيلت بحق أنسان تجسرت
المودة بينه وبين شاعرتنا المبدعة الرأئدة الاستاذة
ميسر..وحين وصل لمبدعتنا كل ا لذي قيل تصدت
لكشف الحقيقة التي تفوه بها طرف ثالث حين قال :--
 ( قالوا عنك 
لا ادغام فيك
ولا نفي منك)
استميح المتلقين عذرا لحاجتي للوقوف قليلا هنا عند هذه السطور..
فقد قال الطرف الثالث ان من يدور الحديث عنه وحوله ( لا ادغام فيه)..فماذا تقصد شاعرتنا بتجريده عن الادغام..!!؟؟
وهنا نحتاج الى الاشارة بأن الادغام هو حكم من احكام التلاوة في تجويد وقراءة القران الكريم..ويتعلق هذا الحكم بستة حروف تجمعها كلمة ( يرملون )..وبتفكيك الكلمة نتعرف على هذه الحروف بأنها( الياء ،الراء ،الميم ، اللام ، الواو والنون..) فأذا
أجتمع حرفان اولهما ساكن والثاني متحرك يدغم الاول
في الثاني ويصبحان حرفا واحدا..وللفائدة اورد مثالا واحدا من بين عشرات الامثلة ..بل أكثر من ذلك..فأذا أخذنا الباء والميم في الاية الكريمة( أركب معنا ) ففي اللفظ نقرأها ونسمعها( أركمعنا )
..فالادغام غيب نطق حرف الباء وهكذا بقية الحروف
....وللعودة للنص( قالوا عنك
لا ادغام فيك ) فشاعرتنا تقصد انه فرد قائم بذاته عصي عن الذوبان..وهو شاخص مهيب الجانب..والجملة التالية النافية لاصل النفي..تقصد الشاعرة انه مثبت لان نفي النفي اثبات..
فهذه صفات تعني الرصانة والقوة..
وبالعودة الى النص نجد شاعرتنا تقول (محال استفتي قلبي فيك..!!
ومعلوم ان اللجوء للفتيا يحدث عند الالتباس ..اي التباس..؟؟؟..كالالتباس بين الحلال والحرام..
أنه اصرار ينبني على معرفة دقيقة ناصعة بيضاء
بالاخر..حيث نجد شاعرتنا تنفي الحاجة الى مسائلة قلبها الذي بين جوانحها..انه الاستغناء التام عن الشك..!!
فيا لحظ هذ الاخر المنزه بصدقه النقي بخصاله..!!!!
ثم نجد مسك ختام هذا الرأي بجملة (أنت حكم مطلق )..!!
ثقة عالية مطروحة بهذا الاخر تصل بتنزيهه الى ما لا نهاية ..!!فهو ( ممهور بالضياء ).. لا ظل ولا تعتيم على شخصه...
    ( في ظلمة بلا سراج) أنه السطوع الكلي..
ديجورها عباءة مارق..!!
لكن ظلاما دامسا( هي عباءة مارق)..هي التي( خطفت يقينا من يميني)..وهنا ذروة حبكة النص وتفكيك طلاسمه..
ولنا ان نسال شاعرتنا ماذا بعد..وما الذي حل بيقينك ..؟؟ فتقول خطف اليقين بكيد مارق عابث جائر ..ليس هذا حسب..أنما كبلت يد الحنين التي كانت تمسك بها..!!
وغاب الظل...وغياب الظل هو الخروج عن دائرة الضوء والدوران في افلاك التيه والضياع..
وفي غمرة توالي مطارق الحيرة والذهول على رأس
شاعرتنا ..لم تجد حلا ناجعا غير ان تلوذ بالانتظار..!!
انتظاربريق ضوء او سطوع شمس الحقيقة لتدمغ جمجمة المارق المظلل...!!
فيعود الرشد وينتصب النور أقباسا تبدد حلكة
 الظلام..!!
انها تنتظر زوال العتمة وانبلاج نور الحقيقة..
الذي يكشف حسن النوايا..خصوصا حينما تبحر العيون
في مناجاة روحية وايلاج كاشف لما تتحدث به لغة العيون التي لا تكذب...!!!
فلون العيون الاسود الفاحم لا يرتدي ثوبا رماديا..
انه يرتدي بزة سوداءكالليل..واي ليل..!!؟؟
انه الليل في غياب القمر..!! 
ليل داج تترقب الانفس رأد شمس تمزق استاره..
نص أدهشني بأيجازه.. ووحدة مو ضوعه وأثارته
وسلاسة معانيه ووضوحه..
دعواتي لكم استاذة بديمومة الالق واضطراد الأنجاح..


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدب / بائع الجرائد / الشاعرة شذى البراك

الشاعرة شذى البراك  بائع الجرائد بين الحرب والسلام.. أحمل خطاي المتثاقلة.. أتأبط شره الكوارث.. ودموع الثكالى.. وأبراج الأحلام الوهمية.. في صحفي.. جراح كنصال في خاصرة الزمن.. حيث وطني المعلق بسارية من دماء.. ورياح التطرف غراس اشتهاء يبيع الانتماء في أسواق النخاسة.. وفي سطوري بات إيقاع الحياة سريعا.. يموج بواقع مضطرب..  مهووس  فلم تعد للسلام أجنحة يحلق بها.. وصار يشكو هويته الضائعة.. والفوضى أعتى من أسلحة الدمار الشامل.. والقلوب تقتل بنيران صديقة..

من أنت أبها الطير / الشاعر غازي القاسم

 وقالت :- مِن أينَ أنتَ أيّها الطير ؟  وقلت :- أنا طيرٌ مِن بِلادِ السَلامِ  وَلَمْ يزُرْهَا السَلامُ بَعدْ  أنا مِن تَحت ظِلالِ أشْجارٍ  تَحْتَها تَفَيأَ الأنْبياءُ  لَم تُمْطرٰ السَماءُ هُناكَ بَعد  أنا مِن بِلادٍ تَكْتُبُ التَاريخَ بِالدَّمِ  فيها مات المُسْتحيلُ  تُلوَ المُستحيلِ  أنا مِن بِلادٍ يُحَارِبونَ كَيّ  يَنْتَصِرَ الجُرْحُ عَلَى السِكينِ  أُغْنيتي شَهقَةُ شَهيدٍ  لا ينتسبُ لِلمَوْتِ  يَرْسُمُ في السَماءِ سَحَابَةَ مَطَرٍ  تنبتُ قَمْحَ حَياةْ  أنا طيرٌ أبَدِّيُ التَحليقِ  صُعوداً مِن هَاوِيَةٍ إلى هاَوِيَة  أنا طَيْرٌ لَهُ تَرانِيمٌ  مِن وَقْعِ خُطى الغُزاةِ  وَصَرْخَةِ الخَطَايا  أنا أُغْنِيةُ طـفْلٍ يَرْفَعُ شَارَةَ نَصْرٍ  وَعَلَماً وَحَجَراً  وأنا لَوْعةُ الأُمِ تَشمُ قَميصَ شَهيدِها  وَلَوْعَةُ طِفْلَةٍ تَيَتَّمت عَلَى بَابِ العِيدِ  أنا تَغْريدَةُ  مَوتِ الموتِ في الموتِ  شَهْقةَ حَياةْ  غازي القاسم

مجلة آفاق الأدب _____ على صراط البينات _____ الشاعر شاه ميران

على صراط البينات  رقعت ثياب نعاسي  بخيوط يديكِ  كنت رثاً  مثل وصايا العجائز  اتغير بأستمرار  قايضت جبيناً بشمس الظهيرة  ظننت بأنني خسرت الاف اميال الدفء  و قمح ما بين عقد الحاجبين  مر قبالة فمي  من غير وداع حاصد  حلمت بالجوع كثيراً  حتى اخذتني رياح شعر مسترسل  الى قارات لم تكتشف  انتِ ، بردية ندى متحولة عطراً يتعطر بدجاه ترغمين الكون كسلاً في رأسي  ثم تبعثرين الأوراق قبل ملئها  مس عنقي اشباح اظافرك المبتذلة  و انا مزدحم بآواصر اللاوعي  فعمري الآن  لا يتعدى رقصة تحت المطر  و طفلة خيال تتأرجح  في باحة اشعاري الخلفية  كيف تحتملين خرائب صدري  و معارك الشخير المنهزم  من ميادين الرئة  لست ساكناً حراً  بل على تماس مع  تفعيلات مبسمكِ الضوئي  كرحلة الأنجم  هيت لكِ طوداً  سيغفوا فوق حقول القطن  تاركاً رموز قصيدة مختمرة  حتى يستفيق  قديم انا  مثل غبار يغطي سطح كتب الشعوذة  ساذج الرد  كصخرة جليدية  تهمل العوالق قضيتي...