قالوا عنك
لا إدغام فيك
و لا نفي منك
محال أستفتي قلبي فيك
انت حكم مطلق
ممهور بالضياء
في ظلمة بلا سراج
ديجورها عباءة مارق
خطفت يقيناً من يميني
و كبلت حنيناً عن يساري
حتى ظلي فر مني
منتظراً سنا
من حسن النوايا
يعلن صبحاً ....
يريني في عينيك
كم أنيق هو الأسود
=================
ميسر عليوة 🇪🇭 فلسطين
جميل أن يكون البوح رصينا في وحدة موضوعه
وتدرج طرحه وانتقاء مفرداته ..
والاجمل من هذا وذاك أن يكون النص مكتوبا بحرفية
تامة لا يخرج عن حياض كتابة نص يتسم بالحداثة.....ولا يخرج عنها..
يبدأ النص بطروحات قيلت بحق أنسان تجسرت
المودة بينه وبين شاعرتنا المبدعة الرأئدة الاستاذة
ميسر..وحين وصل لمبدعتنا كل ا لذي قيل تصدت
لكشف الحقيقة التي تفوه بها طرف ثالث حين قال :--
( قالوا عنك
لا ادغام فيك
ولا نفي منك)
استميح المتلقين عذرا لحاجتي للوقوف قليلا هنا عند هذه السطور..
فقد قال الطرف الثالث ان من يدور الحديث عنه وحوله ( لا ادغام فيه)..فماذا تقصد شاعرتنا بتجريده عن الادغام..!!؟؟
وهنا نحتاج الى الاشارة بأن الادغام هو حكم من احكام التلاوة في تجويد وقراءة القران الكريم..ويتعلق هذا الحكم بستة حروف تجمعها كلمة ( يرملون )..وبتفكيك الكلمة نتعرف على هذه الحروف بأنها( الياء ،الراء ،الميم ، اللام ، الواو والنون..) فأذا
أجتمع حرفان اولهما ساكن والثاني متحرك يدغم الاول
في الثاني ويصبحان حرفا واحدا..وللفائدة اورد مثالا واحدا من بين عشرات الامثلة ..بل أكثر من ذلك..فأذا أخذنا الباء والميم في الاية الكريمة( أركب معنا ) ففي اللفظ نقرأها ونسمعها( أركمعنا )
..فالادغام غيب نطق حرف الباء وهكذا بقية الحروف
....وللعودة للنص( قالوا عنك
لا ادغام فيك ) فشاعرتنا تقصد انه فرد قائم بذاته عصي عن الذوبان..وهو شاخص مهيب الجانب..والجملة التالية النافية لاصل النفي..تقصد الشاعرة انه مثبت لان نفي النفي اثبات..
فهذه صفات تعني الرصانة والقوة..
وبالعودة الى النص نجد شاعرتنا تقول (محال استفتي قلبي فيك..!!
ومعلوم ان اللجوء للفتيا يحدث عند الالتباس ..اي التباس..؟؟؟..كالالتباس بين الحلال والحرام..
أنه اصرار ينبني على معرفة دقيقة ناصعة بيضاء
بالاخر..حيث نجد شاعرتنا تنفي الحاجة الى مسائلة قلبها الذي بين جوانحها..انه الاستغناء التام عن الشك..!!
فيا لحظ هذ الاخر المنزه بصدقه النقي بخصاله..!!!!
ثم نجد مسك ختام هذا الرأي بجملة (أنت حكم مطلق )..!!
ثقة عالية مطروحة بهذا الاخر تصل بتنزيهه الى ما لا نهاية ..!!فهو ( ممهور بالضياء ).. لا ظل ولا تعتيم على شخصه...
( في ظلمة بلا سراج) أنه السطوع الكلي..
ديجورها عباءة مارق..!!
لكن ظلاما دامسا( هي عباءة مارق)..هي التي( خطفت يقينا من يميني)..وهنا ذروة حبكة النص وتفكيك طلاسمه..
ولنا ان نسال شاعرتنا ماذا بعد..وما الذي حل بيقينك ..؟؟ فتقول خطف اليقين بكيد مارق عابث جائر ..ليس هذا حسب..أنما كبلت يد الحنين التي كانت تمسك بها..!!
وغاب الظل...وغياب الظل هو الخروج عن دائرة الضوء والدوران في افلاك التيه والضياع..
وفي غمرة توالي مطارق الحيرة والذهول على رأس
شاعرتنا ..لم تجد حلا ناجعا غير ان تلوذ بالانتظار..!!
انتظاربريق ضوء او سطوع شمس الحقيقة لتدمغ جمجمة المارق المظلل...!!
فيعود الرشد وينتصب النور أقباسا تبدد حلكة
الظلام..!!
انها تنتظر زوال العتمة وانبلاج نور الحقيقة..
الذي يكشف حسن النوايا..خصوصا حينما تبحر العيون
في مناجاة روحية وايلاج كاشف لما تتحدث به لغة العيون التي لا تكذب...!!!
فلون العيون الاسود الفاحم لا يرتدي ثوبا رماديا..
انه يرتدي بزة سوداءكالليل..واي ليل..!!؟؟
انه الليل في غياب القمر..!!
ليل داج تترقب الانفس رأد شمس تمزق استاره..
نص أدهشني بأيجازه.. ووحدة مو ضوعه وأثارته
وسلاسة معانيه ووضوحه..
تعليقات
إرسال تعليق