العلم و الجهل
جاء العلم إلى الجهل ناصحا
فقال : يا جهل جئتك مادحا.
قال: بالله عليك يا علم
خبرني بأمرك و كن مخلصا
قال: لقد جمعت حولك عقولا
بات كل منها لك حارسا
و جعلت السوء عندهم ٱية
و أضحى الفجر لديهم قائدا
و زينت الضلالة لمعظمهم قائلا
أكثروا منها و لا تكونوا خجلا
و تراشقت أفكارهم بسهامك
و بكثير من شرورك راميا
و تراقصت طربا من جهلهم
و أفرحك من صار لك مدمنا
ووقفت أمامي أنا مفاخرا
و بمجد و شرف زائفين تتمنظرا
ليس للجهل مجد و لا شرف
فبك يسير العقل مترددا
بعد أن ركب بساط الريح
و سار إلى العلياء مسرعا
وقفت له بعقولك محاربا
بجند لك كثر قد تدربوا
وقفوا يلقون عليه سهاما
كادت في أم رأسه ترشقا
فلو أصابت لم تصب لبه
فلبه بالعلم قد تزودا
اركع يا جهل لا ترفع راية
و تدعي انتصارا علي زائفا
مهما تمسك بك رجالك
فسيأتي يوم تخر خاشعا
و تعترف أمام الكل بنصر
كاد أن يزيلك ماسحا
و سيعود جندك للوراء
و يخرون للأذقان خضعا
و يبكون أحر البكاء لما
أصابهم من الجهل و لذعا
يعودون لعلمهم مشيدين
بتوبة كادت لك أن تفزعا
فرد الجهل بقوله مادحا
لولاك ما رأينا دربا أخضرا
فأنا معترف بجلال قدرك
و أعلم فضل خيرك مدركا
و لكن المسألة صراع بين
نبي قد أبان ووضحا
و بين شيطان رجيم مضل
قد جذب إليه و ما أفلحا
و الآن أقر أمامك بأخطاء
قد ارتكبتها في حقك ٱسفا
أعانني عليها قوم لد
و ما كنت أبدا بها راضيا
عفوك عني مرجو سيدي
و أنا أعلن التوبة راجيا
فلتغفر يا علم ما قد سبق
و لن أعود لمثلها و لو ناسيا
بقلم / أسامة الحكيم - مصر
تعليقات
إرسال تعليق