امرأة بعبق الزنبق
كواكب الساعدي
أكانت تتخيل
أن كل ما يحدث كان محض مصادفة؟
فهذا شاعر ربما في قلبه صدى
لأنثى مخزونة برحم الذاكرة
يفتقد سكينته بغيابها ….هي
كانت تتراءى له كإحدى نساء بيكاسو
وذاك شاعر يخفق بحب خائب لامرأة
عابرة من فضاء آخر
يستطيع أن يموت لأجلها
وامرأة أقرب لطبيعة الزنبق
تخصب بالشعر المخيلة
توقظ تباريح القلب
تستكين في الزوايا
تغسل الكلمات بدمعها تصرخ
لكن صوتها لا يتسع اسمه
وبين إغفاءة متقطعة
فوق إحدى قصائده
تتمنى أن تطلق ما بداخلها من مهده
كنهر فاض عن مجراه لتتنفس الصُعدىٰ
—————————-
وفجوة في جدار
تفضي لأصوات كلاب سائبة
وشجرة توت ارتوت بدم حبيبين
لأسطورة قديمة كان قد قرأها
ومظاريف حب لجندي
قضي في الحرب
ولوركا مهمل على طاولتها
ومن مسامات لحاء الشجر
عطر ينفذ للهواء ليعانق خياشيمها
خفق يمام
وقمر يهبط من السماء
ليلثم حصى النهر
ولوح خشب ينفذ من خلاله الماء
ليرتوي جوف الأرض
يفيض ويفيض لتنقش
غابات خضر فوق أديمها
————————————
هذه الملائكية الروح
ضاج به ما حولها
كان يكفيها كوة
كوة فقط ليطلا هو وهي
على هذا العالم الذي رغم بؤسه
رغم الموت بالمجان
تراه سعيدا وهو بمحاذاتها
لتضم يديها ليديه فتزهر سعادة
وحين تقرأ قصائده تعرف أن روحا ما
على ظهر هذا الكوكب تعلن وجودها
لتندس بين قصائدها بشهية مفرطة
تعلقها إليه على شجر مضمخ بآخر
أنفاس شتاء سيعلن انسحابه
————————
تعليقات
إرسال تعليق