الناقد و الشاعر هشام صيام
قراءة تاويلية في نص الشاعرة وفاء فواز
بكَ أدخل الجنة !
وستكون غوايتي ضعفين
رحيق من باب الكرز وتفاحتين
بك سألغي كل طقوس البرزخ
وكل رجاحة الميزان
أتباهى بحفيف أوراق الجدائل
ألبس ثياب الجمال
أتطيب برائحة الشوق
أمتطي صهوة العشق
أتنسم عطر البيلسان
وأصدح بين الأطيار !
مهيب ذلك السكون
تخشع في وصفه الأقلام
بكَ أدخل الجنة !
وأنت الجنة وأنت المرام
وأنت قدسية السكون وأنت الكلام
فيا أوراقي الحزينة .. لاتناديني
فقصيدتي بأصابع الليل
على وجه القمر كتبتها
حين حاصرتني الأوهام
وأحاطني الظلام
كيف لا .. وجنتك حضن اذا
طاولتني الأحلام
فسلام عليك كلما رفرفت
على صدرك الحنون
العصافير والحمام
بفستاني الأرجواني تراني مقبلة
والحزن كابوس ومنام
تُرى هل جننت بك ..؟
والمجنون يدخل الجنة
بلا استئذان ............!!!!!!!!!!!!
وفاء فواز || دمشق
نص ما بين جفون ناعسة على مهد العتبة وتناصية عكسية لأسطورة الخروج من الجنة تمنح النص نكهة العودة بمن غبن لهواه وخرج ليعود وفي يده حواء من جديد ولكنها ليست أي حواء فهي نصفه الاخر وقربان الضلوع ليحملنا النص نحو تناصية أخرى تحمل نكهة العشق العفيف الذي ينتهي بالزواج وهنا الزوجة الصالحة في الجنة بطاعة زوجها ،
وفي عودة للعتبة وتعبير / بكَ أدخل الجنة/ الذي يأخذنا لأكثر من محور لحضورية المعنى المرافق بخطوات أنثى الحبر ،
/ غوايتي ضعفين / أليست تلك هي الغواية طاهرة الحلول والحور العين في الجنة في إسقاط على ما هو متعارف عليه من أن الزوجة الصالحة أجمل أضعاف الجمال من الحور العين / غوايتي ضعفين / يؤكد هذا الأمر حلول ياء الملكية والتخصيص في مفردة غوايتي مع مفردات مثل / البس ثياب الجمال ، أتطيب برائحة الشوق / وكلاهما تمنح الصورة صفة البهاء التام والنورانية التي تفوق الحور العين في الجنة كما هو الوعد لتلك الزوجة الصالحة التي رضى عنها زوجها وجمع بينهما الله في جنته لتصبح الغواية ها هنا حلولية مشروعة لاحتواء الجنة ،
ثم مرور يحمل رمزية وتعبير / طقوس البرزخ / يسبقه تعبير / بكَ سألغي / ويردفه تعبير / رجاحة الميزان / في ثالوث رمزي لا يمنع ناموس ما بين الحياة الدنيا والآخرة / البرزخ / أو طقس الحساب / الميزان / ولكنه يؤكد العبور نحو الجنة فهو أمر مفروغ منه وكأنها بعشقها له قد منحت صكوك الغفران في إسقاط من جنة الأخرة على جنة الحياة من خلال تلك المقدمات التناصية المتكررة في العتبة لنصل لتلك التسوية التأويلية والتي تعني جنة ما بين جفونه هو رجل الحبر ،
ويؤكد هذا الأمر والتأويل تعبير / رفرفت على صدرك الحنون العصافير والحمام / لتظهر تلك الجنة الموعودة وهي صدر ـ احتواء ـ هذا العاشق والمعشوق في مشهد تصويري حركي صوتي بديع تم تحوير المؤنسن الجزئى / صدرك / إلى معنوي عبر مفردة / الحنون / ليتحول التصوير بالكامل لمجسد بشري يحمل مشاعر الحنان ثم في تنامي تصويري يتحول من المؤمنين الحاوي المشاعر إلى حلولية مكانية تحلق فوقها الطيور مع حلول ظرف زمان يفيد الشرط / كلما / يضع هذا السلام مرافق لرفرفة العصافير والحمام على صدره ولكي نعي ماهي هيا الشرط يحب فك شيفرة الرمز فالعصافير رمزية لجماعات من البشر وعندما ترفرف حول مكان فأنها تستعد للهبوط والاستقرار هنا لا يترك الأمر هكذا ،
فمن الجائز أن تتحول اغراض هؤلاء البشر نحو نزعات غير سوية ليأتي رمز / الحمام / فيهذب الأمر ويرشد كل شيء فهو رمز السلام وأتى في ماهية الجمع تماما كما رمز العصافير ليتوافق مع هذا الجمع ،
ليسقط المشهد ككل من خلال تلك الرمزية على أن رحل الحبر حبيب بنكهة الوطن فهو الحصن والدفء والاحتواء رغم كل المتناقضات ـ وذاك طبع البشر ـ إلا أنه يحمل بشرى السلام ،
ثم ختام يحمل نكهة عبور اللجاج ثم ولوج السفين مراسي الشطوط عبر رمزية اللون الأرجواني وهو علم وشراع الحضارة الفينيقية التي تحمل أنثى النص في عروقها نكف احبارها ،
لنرى على تناصية مستتر ذاك الشراع المبحر نحو شطوط جنة هذا الرجل ليلج المرسى .
النص حالم بديع المثول الرؤيوي .
مودتي وضوع نيل دياري
#هشام صيام
تعليقات
إرسال تعليق