قراءة تأويلية تحليلية لنص الشاعرة وفاء فواز ( وسط الزحام ) ...
النص
...........
وسط الزحام
حين تُبرق الدنيا وتُرعد
لن تتوه عنّي وستعرف من أنا
يدلّكَ قمرٌ تلألأَ في يدي
يدلّكَ حجرٌ توضّأ في دموعِ ياسمينةِِ
ثمّ نام
يدلّكَ فجرٌ يشي بهطول المطر حين يعلو
صوت الأذان
تدلّكَ عقاربَ الزمن عن قلبِِ رقص
فوق طيفِِ يشتعلً بالحنين
عن طيورِ شوقِِ تهادتْ وفوق السطور مالت
ومازالت باقية على ذمّةِ أحلامي
ليتكَ تُوشوشِ الشمسَ كي تُشرق مرتين
مرّةََ في عيني فأُبصر ومرةََ في روحي فتُضي
ويغربَ الحزن المكفهر في جيوبِ معطفِ الزمن
كي لاتضيع السنين هباءََ في مواقدِ العُمر
رماد نذرفها على وسائدِ الدمع
لن تتوه عن امرأة تعصرُ الرياحَ في كفّها
تغوصُ في صمتها وتبتسم للعصافير الغافية
في ضفائرها
وعندما تجدني ..
ألقِ السلامَ على هدوء عقلي
وادخل حدقاتي لتغفو
على وسائد عقيق وطُهر نور
وسطَ الزحام ..
ستقرأُ وتكتبُ وتُغنّي وترقص وتستمع إلى
همساتي وهذيان المطر ..........!!!!!!!!
وفاء فواز \\ دمشق
القراءة
............
/ على ذمة أحلام /
تعبير أراه افتتاحي ....
.... ولكنه توارى في المتن يحيط في رحمه بأجنة صور منحت رؤيوية المشهد نكهة مؤنسنة أتاح حلولها تعبير / على ذمة / الذي يفيد بالمسؤلية والتي لا تمنح كصفة سوى للإنسان ويؤكد هذا التأويل الآية الكريمة ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان أنه كان ظلوما جهولا ) صدق الله العظيم ،
فيصبح التشخيص شاهق العروج هو حادي نقطة التحول التي ترافق تلك الأحلام التي أتت في ماهية الجمع وعبر ياء التخصيص في تحوير بديع يمنح التعبير ككل منهجية حياوات بعد لم تلج حياضها بطلة الحبر ولكنها مازالت مجرد أمنيات على عتبات التمني كل منها تشكل الكيان المؤنسن المنفصل الذي يحمل بعض من جينات وسن أنثى الحبر ورجل الحبر المعني من خلال تجسيد للمعنوي أحلام،
لنعود في فلاش باك سريع لهذا التمهيد المكاني وتعبير العتبة / وسط الزحام / في تناص مستتر وقصة تعارف وآدم وحواء - مع الفارق - لنرى القطف في زمان غير معلوم وإن ساد التأثير / الزحام / على رؤية المشهد في توالي صوتي بصري صاخب يحمل ترتيب تناصي مع ظاهرة جوية/ تبرق ، ترعد / عبر توافق داهش مع تمام تلك الظاهرة فسرعة الضوء تسبق سرعة الصوت - حقيقة علمية مؤكدة - في تنامي تصويري ليتحور حضورها المؤنسن إلى كون كامل المثول / قمر تلألأ في يدي / وكأن الكون كل الكون بين راحتيها في ظاهرة طبوغرافية تحمل أجرام سماوية ومجسمات جمادية تعني الأرض في توحد تام ما بين المواد / سماء، أرض / وكأننا في ألياذة أسطورية النكهة بطلها هذا العشق الأسطوري لتلك الحواء وهذا الأدم " السماء والأرض ،
وفي تناص مع رؤية الشاعر السوري ابو الفراء حول كينونة الياسمين الشامي وأنه نتاج دمعات امرأة تتوضأ حجارة بردى في دموعها ـ دموع الياسمين ـ ثم تغفو قريرة ،
الأمر حد تحوير متنامي سريع يلهث ونحن خلفه نعاقر ذات الفعل ما بين المجسدات ليتحول الحجر من أثر إلى دليل عبر منحه صفة الوضوء التي تحوله لمؤنسن وتمنحه صفة القداسة في ذات الوقت ،
وفي تناغم مشهدي وميقات زماني ما بين الفجر وعقارب الساعة وحضور ظاهرة المطر نحن أمام لقاء هو حد أمنية طاب بها الدعاء عبر حلول لفظ المطر مرافق للأذان والذي يمنح اللقطة نكهة الدعاء في توافق مع ما هو متعارف عليه من أن الدعاء مستحب ومستجاب بأمر الله في أوقات المطر ،
وفي مقابلة تحدث إنزياح ما بين المطر ومفردة الاشتعال نحن أمام تقلب ما بين مهادنة الذات والسكينة التي يمنحها الدعاء مع ما وقر بالذهن من الإجابة وبين فوران تنور الأشواق الذي يمنح اللحظة غليان على وسائد مسهدة ،
في تصوير بديع الحلول يتحول به هذا الخيال إلى ساحة رقص ليتم تحوير القلب من حضوره المؤنسن الجزئي ـ كجزء من الكل ـ إلى تحوير بشري كامل يمارس الرقص ثم تتحول تلك الساحة من مرقص للنبض إلى أتون ملتهب عبر تحوير المعنوي / حنين / إلى نار في إسقاط على فسحة من أمل في لقاء جديد ،
و في تنامي تصويري أخاذ تتحول الأشواق من معنويتها للمرة الثانية إلى طير في تجسيد يسقط على إحاطة الشوق بها وعدم قدرتها على منعه - وهل نستطيع منع الطير عن التحليق- فهي ما بين جنة الأماني ونار الأشواق لم ترد هذا تماما ولا تلك
/ تهادت وفوق السطور مالت /
في تناص مستتر والأعراف - مع الفارق - وتلك الأرواح التي تظل في حواصل الطير رهينة رحمة الله ما بين الجنة والنار / على ذمة الأحلام / في إسقاط على هذه الحالة المتوترة ما بين اللقاء واللالقاء ،
فهي مازالت في مرحلة تحفيز ذهن نبض هذا الصب على المضي خلف تلك العلامات حتى يلتقيا ،
يؤكد هذا التأويل تلك الرباعية من مفردة / يدلك / والتي لا تعني الحدوث بقدر ما تعني محاولة الإرشاد وبينها وبين تمام الحدوث مسافات كبيرة ،
ثم تعاود بطلة الحبر الحديث عبر ترقيق الحوار بدهاء لتجعله في حلقة من تمني حاديه الرجاء/ ليتكَ / وهي حرف ناسخ من أخوات أن يفيد التمني ويأتي بنكهة المستحيل،
وتم تطويعه ها هنا ليحمل مع التمني الرجاء في أتيان فعل لا يمكن حدوثه ،
/ ليتك توشوش الشمس كي تشرق مرتين /
في تحوير لناموس كوني - الشمس - لمعية بشرية مع محاولة تغيير حضورها الكوني / تشرق مرتين / في إسقاط على صعوبة تغيير هذا الواقع المشجن رغم الرجاء والتمني الذي يحيط نبرة بطلة الحبر وهي تخوض حوارية تحمل الاستحالة ،
وفي مشهد تصويري حادية عروج إنزياح ما بين الشروق والغروب في الجملة المكملة للمشهد
/ الضياء و المكفهر /
ليتحول الحزن إلى نجم يغرب ويتلاشى في إسقاط تناصي بديع مع ظاهرة الثقوب السوداء التي تم الترميز لها بلفظ / جيوب معطف الزمان / في إسقاط على ماهية الزمان ومروره والذي تتوارى بداخل حلقاته مشاعر الشجن مع الوقت ـ ما يطلق عليه ظاهرة النسيان ـ وكأنه يبتلع تلك المشاعر المشجنة فالشجن يولد شاهق وينتهي متقزم حد التلاشي تماما كما تبتلع الثقوب السوداء وهي نجوم كثيفة الكتلة تبتلع الكواكب والنجوم خفيفة الكتلة ـ حقيقة فلكية مؤكدة ـ لتكتمل الظاهرة الفلكية ما بين الشروق الذي يعني ميلاد اللقاء وزوال عوائد الحياة والتنائي وبين ذبول الحزن وتلاشيه عبر مرور الأيام ،
لتتوحد وريقات الياسمين بأنامل تخاصر كأسها دون قطف في رقصة لقاء وعناق الضوع .
هشام صيام ..
تعليقات
إرسال تعليق