التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجلة آفاق الأدب / سيمائية العنوان داخل فضاء النص/قراءة نقدية للاديبة إنعام كمونة نسغ التأمل


سيمائية العنوان داخل فضاء النص
قراءة لقصيدة الشاعر عصمت شاهين الدوسكي ..أقبل الصدى
قراءة :إنعام كمونة
_لا جدلية لاثبات أهمية العنوان للنص لأنه أول عتبات النص , وجزء لا يتجزأ من بقية عتبات النص, وعن رؤى جيرار جنيت يصف العنوان (مجموعة من العلاقات اللسانية التي يمكن ان توضع على رأس النص لتحدده ,وتدل على محتواه لاغراء الجمهور المقصود بقراءته), تعريف وبنية العنوان لحظة استفزازية لذهنية القارئ أو الباحث أو المستقرئ...
_ العنوان كأول أداة تعريفية تستحضر ذهن القارئ لدلالة النص,منها نخترق موضوع النص ونفهم مضمونه ونقدر قيمة الفكرة, ان كان أدبيا او علميا فننحو لأستنتاجه, وتذوقه كمرحلة أولى نستمر أو لا, نستفيد او لا, كعنصر مهم للتواصل مع النص ...
_والعنوان ليس رأسا لجسد النص ولا كينونة منعزلة عن كيان النص بل روحا لجسد النص, وإيقونة دلالية الإيحاء منه تبدأ فلسفة الجمال الدلالي والتأويلي ومضمون الرؤى وفلسفة الشاعر , فهو بموازاة رسالة النص ومختزل الخطاب ...
_ كما أن العنوان عتبة استهلالية مختزلة موضوع النص,منه نستشرف مضمون النص ونقتص منه شغف المتابعة والتأثر به ,فالعنوان نص موازي لكيان النص وضمن هيكلته ,ومن أشكالية العنوان ندرك منها قوة البنية ,جمالية التعبير, تقنية اللغة وفنية التشكيل,وبالتالي أسلوب الشاعر وفلسفته الضمنية...
_العنوان
_ ومضة شعرية مكثفة البنية , برؤية إيروسية لحالة شعورية تنم عن سيمائية رومانسية الصورة انزياحية التركيب الدلالي,متمازجة التشكيل بين ظاهرة طبيعة الوجود باستعارة رمزية "الصدى" وحسية فطرية بالفعل "أقبل" بجمال التعبير , نستنطقها بما توحي من طقوس تراسل لأستدعاء الآخر بضمير أنيوي الذات, ليعبرعن لحظة مرتهنة بانطولوجيا حميمية المشاعر, ومتعالقة بمرجعيات دلالية متنوعة سننحو لذكرها لاحقا ...
_ يبدو من استهلال العنوان "أقبل الصدى" ,بنية بفعل حسي ,"أُقبل" دال على طوبوغرافية المشاعر بحرية شغف وموسيقى تجدد , وبما أن الصدى ظاهرة طبيعية ناتجةعن ترددات صوتية فيزيائية التكوين , بذبذبات موجية متداخلة أحيانا أو متنافرة أحيانا أُخر ضمن حدود محيط الصوت, وبانعكاس ارتدادي على المسامع ,تتجلى من سيمائية رمزيته طاقة كامنة بعدة أبعاد دلالية , وفيض من انفعالات عميقة مختلفة متباينة المشاعر , نستبصرها كمفاعل موضوعي لردود فعل عن معاناة نفسية ,عاطفية,وجدانية ,اجتماعية, عن أثر تجارب الذات أو الآخر بذهنية المتأثر...
_وما لرمز الصدى من معنى غائر الدلالة بتعبير مجازي مختزل الصورة عن عمق مسافة التردد, واستغراق وقت الإرتداد بانعكاسه الزمني, يشي لدلالة زمكانية واسعة التعدد ,منذ زمن حدوثه "زمن ماضي" وفترة تدفقه المتردد "زمن الحاضر" ,فدلالة توغلة في الزمان والمكان عبر أنتقاله في الهواء هو استراق لاعماق الحواس, مما يحيلنا لدلالة استعاريةعن حسية متأرجحة التواصل لطوبوغرافية الأحاسيس بين التذكر والنسيان...
_ كما نلاحظ مقدرة الشاعر بتقنية التشفير اللفظي برؤى تخييل كما يبدو من التشكيل الجمالي بأنسنة رمز الصدى , وذلك خلق ايقاع داخلي غائربانسنة معنوية للصدى بمتخيله الشعري , فعبر عن متضادات ثنائية التكوين غائرة تستدعي القارئ للتنقيب عنها, وفرزمقاربتها الرئيوية بين الأنا والآخر, ومن عدة عناصر حسية شعرية الصورممتزجة بين طبيعة الحواس وظاهرة طبيعية , فصهر ظاهرة علمية في بودقة الأدب باسلوب لغة فنية , توحي للمستقرئ بسيميائية روح الحياة تهيمن بتمازج حيوي بين طبيعتين مختلفتين تستدرجنا لاستعارة تضاد غائر بين "المرئي والا مرئي" , "الحسي والملموس"," الممكن والمستحيل" , "الحقيقة والخيال" ," الحلم والواقع" ,وتبقى عوالم أُخر يستنبتها القارئ بدلائل شغفه المعرفي ...
_ كذلك نقتنص من دواخل رمزية "الصدى" سمة التراكم التراسبي من القلق النفسي الموحي رؤيويا بالغربة المتواترة بين زمن وآخر , واختلاف الأماكن برحلة موحشة, نستدل منه دلالة "الحضور والغياب " ,فننحو لنمط مقاربة فاعلة الدهشة بين مادية الحواس للفعل "أُقَبِل" , ومعنوية الرمز "صدى" بعد تجسيده رؤيويا كيانا محسوسا لإشباع رغبات الذات تجاه المجتمع , ,فالبسه سمة الإنسانية.. العاطفة .. الوجدان.. الأحساس, نستشفه تشبيه استعاري مخفي خلف رمز الصدى بأنيوية خيالية ,إحالة تأويلية الدلالة عن مرحلة سوسيولوجيا الشعور بافتقاد الآخر...
_ وفي نزهة توقف لمكاشفة شعورية, بحثا عن شعرية المعنى في غور العنوان نتساءل, كيف للشاعرأن يُقَبَل الصدى..؟, سؤال يوقد فكر القارئ فيستدعي شغف اطلاعه للغوص في ما اختزن مفهومه الرؤيوي عن سيمائية التشكيل وجمال التعبير ,وليفك شفرة القصد ويفتت صيغة المعنى, يدلف غور الدلالات وسبر أبعادها النائية , ليجمع سمات التضاد من بصيرة الرؤى ...
_ وما لثيمة الصدى من جوهرية دلالية لعنصر الهواء ,وأهميته لإدامة الحياة وخدمة البشر, يتضمن دلائل تشبيه متعددة لا تنتهي بما تهبه طبيعة الظاهرة في الوجود , فيتحتم علينا استنطاق دلالاتها من الصراعات البشرية بتغاير العلاقات الحياتية , والأحداث الإجتماعية ,بهاجس شخصي أوعام , فلكل حدث بداية ونهاية , وبقطبي تنافر أوتجاذب ,لذا تَدرمنه دلالات تشبيه بظاهرة المد والجزر في زخم الحياة , تقيد أوتحرر كيفما يتأثر وجدان المشاعر للمستقرئ والقارئ, وتعتمده التصرفات الأنسانية بتدبر الأخلاق والمنطق والتصرفات والسلوك فتتغير من فكر لآخر...
_ ونستقرئ من مكنونات الصدى توتر لحظوي من الا وعي للشاعر مشحون بأنواع الشعور كأيقونة قلق على طرفي نقيض," فرح وحزن "," تعاسة ,سعادة ", " تمرد والتزام ", "كره حب" , "لهفة جفا" , "شغف إهمال", "خوف وطمأنينة " , "تعب وراحة ", وكل ما يتبادر لذهن القارئ من تناقضات دلالية للمشاعر بزمنية الحدث ...
_ النص :
_ الشعر إحساس يراق على الورق من لحظات لاوعي تحاصر التأمل ,وخاصة حين يفيض وجع الروح وما تكتمه بذاتها خاص وعام ,يستشعره الشاعر عن حالة ما أو حدث بصيغة أو أخرى, وكما يقول د. عبد الرضا علي (الشعر رؤيا وليس من شروط على فاعليته). وتختلف الشاعرية من شخص لآخر وربما من نص لآخر لنفس الشاعر ضمن حدود التأثر والصدمة ودرجة الإنفعال وللخيال تمرد يستحوذ صميم الفكرة ,لذا نرى اختلاف الرؤى لنفس الموضوع واختلاف الأسلوب لنفس الفكرة وبالتالي يدل على تنوع القراء والأذواق ...
_ الشاعر عصمت يكتب باحساس مرهف غير معقد وبعفوية مشاعر تلامس إحساس أي قارئ , يتأمل بقوة تاثر ويكتب باسترسال جارف وأنسانية بلسمية ,وبغير تكلف للموضوع ,لا غموض أو إيهام للفكرة, وبتلك البساطة والعفوية تنساب لغة رقيقة شفيفة ليعبر عما يجول بخاطره وما يكتنفه تأمله الآني بذات متعطشة لمخاطبة إنسانية الآخر , مما يأخذ القارئ لتداولية معرقة بالأنصات...
_ نستنبط من بؤرة العنوان فحوى دلالات مضمون النص وكيانه التأويلي من دلالة كل العتبات المكتضة بحسية إنسانية ومعاناة الألم من أثر الفراق, مترنما بايحاءهُ للفقد بمدلول رمزية العنوان بانتشاء الذات بشعورية العشق , فيتجلى ترابط سيمائية العنوان بكل حمولات النص لذا سأكتفي ببعض القطاف لأن العنوان اكتفاء ملهم بدلالات النص...
النص مقسم الى ثلاث أجزاء نقطف منها بعض الأنساق لنستقرئ , ومنها الآتي
نسيت إحساسي.. ولهفتي ..
نسيت حلمي.. ودمعتي ..
ولوعتي بذكراك ماضية..!!
_ نلاحظ عنفوان عاطفي من مبادرة الشاعر بالفعل "نسيت " , والدال على استمرارية الشعوربمعاناة البعد فمن تكرارهُ في عتبتين متتالية تؤكد دلالة النسيان الغير فاعلة ,فدلالة رمزية " ولهفتي " , " و دمعتي " , دلالة التوجع والبكاء بانقطاع عن ملذات الحياة , فنستبصر بما تشي دلالات تضاد استعاري غائر توحي بالتذكر الدائم من " ولوعتي بذكراك ماضية..!, إحالة تأويلية عن سايكولوجية انفعالية الشعورعما لا يلتفعه النسيان حين رسخ في عمق الذاكرة ...
_ ولننحو لعتبات فيها كمية الوجع الإنساني والتأثر النفسي من الآتي ...
كم سهرت ليالي.. أتخيل
كم جمعت آهات البعد .. أتأمل
_ نلاحظ المؤشر العاطفي لسايكولوجية ذات عاشق والمُعبرعنه مفردة" كم" وبتكرار يشي لنسبة التعدد ,فيبدو سيمائية دلالات توحي بكمية العذاب الموحش لأنتظار الحبيب ,ومنها ما يدل على طول فترة المعاناة وما تشير لها دلالات الصور الحسية التالية مثل ,(سهرت الليالي , جمعت آهاتي , أتجرع كأس الهموم , هموم قاسية ..), فيها الألم العاطفي وأنيوية المشاعر بلغة بسيطة عفوية المناجاة تعكس سيميائية رمز الصدى بتردده الطبيعي تدل على فترة زمن غير معلومة ...
_ يستحضر الشاعر جزء من حياة أو عمر تمضخت به سيرة الزمان والمكان في ذاكرة الشاعر فنقرأ من الآتي ...
نغفو بلا أحلام
ونصحو على يقظة عارية
_ وظف الشاعر مفردات زمنية متغيرة هما "نغفو,نصحو" بنية فنية بتضاد زمني بسيطة التعبير غنية المعنى, نستنتج منها دلالات تشتت للحالة النفسية تتجلى منها دلالة سيمائية لأفتقاد الحلم بالآخر , وما لرمز الحلم من أبعاد زمنية مختلفة والحلم هو حيز مجهول لتحقيق منى الذات بميتافيزيقية التصور المبهم وتأثيره على نفسية العاشق بخيالات يصعب تحقيقها في الواقع , ومن رمز الأحلام نستنتج دلالة تعاقب زمني وفترة لا وعي , ومن رمز اليقظة العارية فترة زمنية غير مستقرة , مرتبط بدلالات رمز الصدى في العنوان والتي يفرض وجود دلالاته في هذه العتبات بتماسك الإشارة ...
_ ونقطف من بعض المناجاة للشاعر الآتي :
أنادي الليل بتنهيدات سرمدية
أقبل الصدى بمهجة سامية
_ تتسع مساحة المناجاة الذاتية بصيغة مناجاة "أنادي الليل " ورمزية الليل يوحي لدلالة الشعوربالوحدة احالة للإشتياق الموجوع بافتقاد الحبيب ,ورمز الليل اختزال شعري لدلالة الفترة الزمنية والفضاء الرومانسي لتفعيل الذكريات ودلالات الإحباط بزفرات الخيبة الدائمة ...
_ ومن عتبة أخرى" أقبل الصدى بمهجة سامية ", نلاحظ تكرار صيغة العنوان بتعبير مختلف وبنية صورة تدل على توبوغرافية الأجواء النفسية لمعاناة الشاعر بتأثير حسي بسمو وعنفوان ,"فالعنوان يفرض توارده في كيان النص " , ويعيد ترتيبه ببنية حسية أُخرى مونولوجية الحوار, متمازجا بدلالات توحي بمقاربة المشاعر بشدة التأثر, واستمرار سمةالعشق في أي تردد زمني ...
_ ولنلتقط عتبتين متتاليتين لنستقرأ منها الآتي ..
أنا من اكتوى بنيران الفراق
أنا من شهق بجذوة البركان
_ نلاحظ مقاربة أنيوية بإيقاع صوتي تميزت باستهلال " أنا " , تعبير فلسفي الرؤى يوحي عن مرارة الفراق ومدى قساوة العشق بلواعج مونولوجية بأثرها النفسي , فأوجز عن الصراع المدمن بين القيد والتحررالمتشتت في اعماق الروح للمشاعر والأحاسيس , فرمز البركان دلالة شدة الأحتراق من لوعة الحب والأشواق , احالة دلالية عن عمق المشاعر المتوهجة بهيام مستمر...
_ ويختم الشاعر نشيج الذات وحوارية النفس في الآتي ...
نعم فالحب منهاج كل الدهور
ويظل صدى يرتل قصائدي النائية..!!
_ نلاحظ مشاعر الخيال العميقة لحظوية الإنفعال بذاكرة الأنا الشاعرة من العتبة الآتية : "نعم فالحب منهاج كل الدهور" دلالة تؤكد روحية الوجدان لذات الرؤى من الإجابة ب " نعم " , ونلاحظ اتساع فضاء المناجات واستدعاء الآخر "الحبيببة" من دلالة يوتوبيا التعبير, ونستفيض من عمق المعنى دلالة تأويلية بصوفية الإيحاء لعشق بفطرة أنسانية بقلق عاطفي...
_ ومن تكرار الصدى في نسق الخاتمة كما في الآتي "ويظل صدى يرتل قصائدي النائية..!!" ,دلالة بفلسفة سيميائية الرؤى صوفية التعبير,بسياحة رومانسية تنطلق من تراكم عاطفي للفقد وغياب أرقه زمن الأنتظار, ونستخلص من الفعل "يظل" دلالة التراسل الأنيوي المستمر بما تشير له ترابطه مع دلالات العنوان, تحيلنا لتأويل دلالي عن تطلعه لحلم أوأمنية بعيدة المنال يود استقبالها بارتداد زمن العشق وحضور الحبيب ...
_ تميز تعبير الأنساق بلأفصاح عن مشهدية شعور انساني , وبتعبير انشائي بسيط عفوي اللغة فني الأنسياب, غير مبالغ بتركيبته, لكن فيضه الدلالي بقيمته الحسية بما يوحي لركيزة جوهر الحياة بفعل عام, تستفرضه ارتباطات البشر, فعبر الشاعر بفلسفة رؤاه بما تستغرقه الذات بإرث فكري واعي لواقع الوجود الأزلي , والنظر للعلاقات برؤى التقديس ...
_ ومن هيكلية النص نلاحظ حركة تواصل رمزية العنوان وهيمنته داخل فضاء النص بمنظومة رؤيوية متشابكة بأنساق النص , نستمد استقراءه بكونية الموضوع بين العنوان والنص لمناجاة وجدانية التوجع...
إنعام كمونة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدب / بائع الجرائد / الشاعرة شذى البراك

الشاعرة شذى البراك  بائع الجرائد بين الحرب والسلام.. أحمل خطاي المتثاقلة.. أتأبط شره الكوارث.. ودموع الثكالى.. وأبراج الأحلام الوهمية.. في صحفي.. جراح كنصال في خاصرة الزمن.. حيث وطني المعلق بسارية من دماء.. ورياح التطرف غراس اشتهاء يبيع الانتماء في أسواق النخاسة.. وفي سطوري بات إيقاع الحياة سريعا.. يموج بواقع مضطرب..  مهووس  فلم تعد للسلام أجنحة يحلق بها.. وصار يشكو هويته الضائعة.. والفوضى أعتى من أسلحة الدمار الشامل.. والقلوب تقتل بنيران صديقة..

من أنت أبها الطير / الشاعر غازي القاسم

 وقالت :- مِن أينَ أنتَ أيّها الطير ؟  وقلت :- أنا طيرٌ مِن بِلادِ السَلامِ  وَلَمْ يزُرْهَا السَلامُ بَعدْ  أنا مِن تَحت ظِلالِ أشْجارٍ  تَحْتَها تَفَيأَ الأنْبياءُ  لَم تُمْطرٰ السَماءُ هُناكَ بَعد  أنا مِن بِلادٍ تَكْتُبُ التَاريخَ بِالدَّمِ  فيها مات المُسْتحيلُ  تُلوَ المُستحيلِ  أنا مِن بِلادٍ يُحَارِبونَ كَيّ  يَنْتَصِرَ الجُرْحُ عَلَى السِكينِ  أُغْنيتي شَهقَةُ شَهيدٍ  لا ينتسبُ لِلمَوْتِ  يَرْسُمُ في السَماءِ سَحَابَةَ مَطَرٍ  تنبتُ قَمْحَ حَياةْ  أنا طيرٌ أبَدِّيُ التَحليقِ  صُعوداً مِن هَاوِيَةٍ إلى هاَوِيَة  أنا طَيْرٌ لَهُ تَرانِيمٌ  مِن وَقْعِ خُطى الغُزاةِ  وَصَرْخَةِ الخَطَايا  أنا أُغْنِيةُ طـفْلٍ يَرْفَعُ شَارَةَ نَصْرٍ  وَعَلَماً وَحَجَراً  وأنا لَوْعةُ الأُمِ تَشمُ قَميصَ شَهيدِها  وَلَوْعَةُ طِفْلَةٍ تَيَتَّمت عَلَى بَابِ العِيدِ  أنا تَغْريدَةُ  مَوتِ الموتِ في الموتِ  شَهْقةَ حَياةْ  غازي القاسم

مجلة آفاق الأدب _____ على صراط البينات _____ الشاعر شاه ميران

على صراط البينات  رقعت ثياب نعاسي  بخيوط يديكِ  كنت رثاً  مثل وصايا العجائز  اتغير بأستمرار  قايضت جبيناً بشمس الظهيرة  ظننت بأنني خسرت الاف اميال الدفء  و قمح ما بين عقد الحاجبين  مر قبالة فمي  من غير وداع حاصد  حلمت بالجوع كثيراً  حتى اخذتني رياح شعر مسترسل  الى قارات لم تكتشف  انتِ ، بردية ندى متحولة عطراً يتعطر بدجاه ترغمين الكون كسلاً في رأسي  ثم تبعثرين الأوراق قبل ملئها  مس عنقي اشباح اظافرك المبتذلة  و انا مزدحم بآواصر اللاوعي  فعمري الآن  لا يتعدى رقصة تحت المطر  و طفلة خيال تتأرجح  في باحة اشعاري الخلفية  كيف تحتملين خرائب صدري  و معارك الشخير المنهزم  من ميادين الرئة  لست ساكناً حراً  بل على تماس مع  تفعيلات مبسمكِ الضوئي  كرحلة الأنجم  هيت لكِ طوداً  سيغفوا فوق حقول القطن  تاركاً رموز قصيدة مختمرة  حتى يستفيق  قديم انا  مثل غبار يغطي سطح كتب الشعوذة  ساذج الرد  كصخرة جليدية  تهمل العوالق قضيتي...