أنا والمتنبي ( مصرع الطموح )
====================
(واحر قلباه) وانساقت له التهم
وضاقت النفس والأحشاء والكلم
وفي البلاط تراءى الحقد منتصراً
لا السيف سيف ولا حد الندى خذم
تطاير الحبر يدمي وجه شاعرنا
ولوثة الحقد في الديوان تحتدم
ويصرخ الشعر في أقوى ملاحمه
وينطق العذر: ( فيك الخصم والحكم)
( يا أعدل الناس ) وانسابت معارضة
وأصبح الكل للإحساس يصطلم
وأشرق الوجه فالأعذار قد ذهبت
وأومض الشرُّ في الأحشاء يضطرم
في مجلس الذل لا تُرضى مجالسنا
وهمة النفس لا تبقى لها قدم
يابن الحسين وهل للعيش من سبب
إن كان للذل في أيامنا قيم
في لحظة الهم لا نرضى مصانعة
لا ينطق اللفظ لكن تنطق الهمم
( أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم)
ويمم الوجه نحو الباب منطلقاً
يريد مصر التي كافورها نغم
ودمعة العز في الأحداق جارية
وقبضة القلب مايبدو لها حرم
ياشاغل الناس ما أبقيت من حكم
وما تركت لنا شيئاً له حِكَم
سواعد الفتل من نعماك شاهدة
وقولك الموت كم جالت به الذمم
أحبك الموت فاستدميت هامته
كأنما النار في عز الجوى شبم
لم تلق في مصر ما تصبو له همم
كأنما الجود من كافورها عدم
حمى ألمت وكانت شر زائرة
لم تبق من وضم إلا به وضم
تسربل الهم في جنبي شاعرنا
فهام في البيد ترحالاً كما زعموا
وفي الطريق تناءت روح فارسها
وأومض الفخر مثل البرق واحتكموا
( الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس و القلم)
وعند حوران حيث الحزن مضطرب
تناثرت روحه واستعربت عجم
( انام ملء عيوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصم )
==================
بقلمي
د.جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
سورية
تعليقات
إرسال تعليق